قل خيرا أو اصمت


تعاني مجتمعاتنا اليوم من البذخ والإسراف في تعاطي كافة المواضيع الجيدة والسيئة، المهمة وغير المهمة، بالرغم من أن اليوم أصبح الحصول على أحدث الأخبار ليس بالأمر الصعب بسبب الدور الكبير الذي تقوم به وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الذي خفف كثيرا من الجهد، ومهد الطريق للاطلاع على كل الأحداث.

يأتي السؤال الذي يستوقفنا، ما الفائدة من كثرة الكلام إذا لم يكن به فائدة؟


وعلى وجه الخصوص ما الفائدة من كلام يحمل في طياته الكثير من الكذب والشر وجلب المشكلات؟

ناهيك عن الكلام السيئ المنقول على لسان شخص آخر والذي يكون أغلب القصد من نقله هو تدمير العلاقات، وتوريث الحقد والكره من بعد الألفة والحب، للأسف إن بعض الناس تعودوا على الثرثرة وكثرة الكلام، لأنهم يشعرون بلذة هذا الأمر، وخصوصا إن كان الهدف منه النيل من الآخرين ومن سمعتهم وكرامتهم، وهذا في واقع الأمر مرض، لأن الشخص في هذه الحالة يظن نفسه أنه الأفضل بين الجميع، وعلى أساس هذا المبدأ يتوج نفسه ملكا على عرش الثرثرة بشؤون الآخرين.

نقابل أشخاصا في حياتنا نتجنب الحديث معهم، وعندما نتساءل عن أسباب هذا الشعور نجد أنهم أناسا يقومون بتضييع أوقاتنا بالثرثرة التي لا معنى لها، فلا يريحون ألسنتهم أبدا، ولا يتوانون عن تقديم النصائح لجميع المحيطين بهم، بل ويعتبرون أنفسهم موسوعة علمية واسعة، يتتبعون أخطاء الناس ويعيرونهم بها، وكأنهم الملائكة التي لا تخطئ أبدا، يقومون بسرد قصص الأشخاص الآخرين دون الاكتراث بخصوصياتهم، إلى أن نشعر بالملل والضجر من التواجد معهم.

لقد حملت لنا حقائب الأيام الكثير من حكم الصمت عن الأنبياء والعلماء والأدباء والفلاسفة والذي كان به السلامة على أية حال، ولعل أبرزها حين قيل (خير الكلام ما قل ودل) وكذلك وصية لقمان لابنه حين قال له «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» وليس بعد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حديث حين قال: «ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».

ختاما:

تكلم حينما تمتلك شيئا يستحق حقا أن يقال..!

@al_muzahem
تاريخ الخبر: 2021-12-23 22:46:21
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية