يوم التسامح


في 16 نوفمبر من كل عام ميلادي، يتم الاحتفال باليوم العالمي للتسامح، ويفترض أن كل من له علم بهذا اليوم ودلالاته الإنسانية أن يصفح في هذا اليوم عن كل من أساء إليه خلال العام الماضي ويتبنى صفحة جديدة خالية من السواد، ويكون الأمر أفضل لو نظفنا نفوسنا أولاً بأول بالعفو والتسامح عن كل من يسيء أو يغلط في حقنا..

لكن الحقيقة أن الكلام شيء وتطبيقه شيء آخر؛ لذلك تتفاقم الأزمات والمشاكل حتى تصل إلى القطيعة، يحدث هذا حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، فأصبحنا نقرأ عن ابن تخلى عن والديه، أو حجر على أبيه أو أمه، أو نسمع عمن يسيء إلى جاره، لمجرد أنه لا يعرفه، أو لا يستلطف منظره، وفي كثير من الأحيان تكون زوجات الأولاد أو البنات سبباً في ألوان من الخلافات والعقوق!

هذا في الشق الأسري؛ أما لو دخلنا في الشق الاجتماعي فسوف نجد أشكالاً وألواناً من الشدة من الخصومة، فلم تعد صور التكاتف والتقارب القديمة حاضرة؛ لذلك لن تستغرب إذا وجدت شكوى أو استدعاء من البلدية لأنك وضعت كمية من التراب في أرض جارك المهجورة لتعود إلى استخدامها بعد نهاية ما شرعت فيه من عمار، والمصيبة أن الشكوى التي تأتيك ليست من صاحب الأرض الذي استأذنته في استخدام أرضه ولكنها من جار أمام الأرض الخالية أو بجانبها، ولو كلف الشاكي السري نفسه وأشعر واضع التراب بتضرره فربما عمد لنزحها إلى أماكن أخرى خصصت لهذا الغرض، ومثل ذلك لن تعدم جاراً يمر من أمام جاره صباحاً ومساء دون أن يكلف نفسه إلقاء التحية، وربما ترصد هذا الجار لجاره، إذا اقترب وجه سيارته من بابه.. وهناك أناس كانوا يرتبطون ببعضهم بعلاقات إنسانية، انقطعت إلى الأبد بسبب هفوة أو زلة لسان، أو اختلاف على أمور مادية أو اجتماعية؛ هؤلاء الناس لماذا لا يلتقون ويطرحون على بساط البحث كل الأمور التي كانت سبباً في فرقتهم، وسوف يجدون أن التسامح يضفي على النفس راحة ليس هناك أروع منها!

هذا في الجانب الاجتماعي الإنساني العام، أما لو انتقلنا إلى الجوانب الإنسانية الدولية، فسوف نجد دولاً كبيرة تكف يدها عن معاونة ومساعدة دول ضعيفة لأسباب أغلبية شعب تلك الدول لا ناقة لهم ولا جمل فيها، وقد تكون تلك المواقف التي تتخذها الدول الكبيرة القادرة ناتجة عن مواقف اتخذها رئيس سابق أو قد تكون ناتجة عن أعمال إرهابية اتخذها أو نفذها أشقياء من تلك الدول الفقيرة أو الغارقة في المشاكل الاجتماعية العرقية والعقائدية والسياسية؛ وقد تكون بسبب مواقف سياسية قصيرة النظر اتخذت من هذه الدولة الفقيرة البائسة تجاه دولة من دول القمة المالية والسياسية والعلمية؛ ولا تنكشف هذه الخصومة من الدول القوية تجاه الدول الفقيرة إلا عند انتشار الأوبئة والأمراض وأعمال العنف في الدول الفقيرة؛ الشيء الغريب أن رجال أعمال من الدول الغنية، هم من يمدون أيديهم لدعم الدراسات الصحية والبيئية وتوزيع الأدوية والأردية، وبعضهم يتبنى منحاً دراسية لأبناء الدول الفقيرة، وكأنهم يعتذرون عن دولهم التي حذفت التسامح من قاموسها!

نقلا عن الرياض

تاريخ الخبر: 2021-12-24 03:17:39
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 89%
الأهمية: 86%

آخر الأخبار حول العالم

أزيلال.. فاعلون إسبان وإيطاليون يكتشفون الإمكانيات السياحية للجهة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:25:30
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

السعودية تنشئ مركزاً عالمياً متخصصاً في الفضاء - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:33
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

75.3 مليار ريال نموا بإيرادات السعودية للكهرباء السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:42
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

بتهم ارتكــاب جرائم إبادة جماعية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

400 فرصة لتطوير القطاع اللوجستي بالشرقية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:44
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

هضبة تكنوبول قسنطينة: نحو استحداث ركن خاص بتمويل المؤسسات الناشئة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:34
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

الجلاجل: إجراءات استباقية لمواجهة تحديات المستقبل - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:34
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية