التعليم النموذجي بين الجاه الإجتماعي وبيداغوجيا لا تبني شخصية التلميذ

نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتونس اليوم الجمعة 24 ديسمبر 2021 لقاء حول "واقع المدارس النموذجية في تونس بعد 30 سنة من إحداثها كيف تقيم؟".

وقال عضو المركز محرز الدريسي إنّ طرح القضية يأتي بعد 30 سنة على تأسيسها رغم أنّ تاريخ تأسيس المدارس النموذجية يعود إلى سنة 1983، إثر ما ظهر من انتقادات مؤخرا حولها من ذلك احتجاجات العائلات والأولياء والطلبات التي نادت بضرورة النزول بمعدّل قبول التلاميذ في المعاهد النموذجية إلى أقل من 15 والذي رفضه وزير التربية الأسبق حاتم بن سالم بجرأة وشجاعة، ودعا إلى مراجعة عمل هذه المدارس.

وأضاف الدريسي أنّه من المهم اليوم النقاش والجدل حول مدى مشروعية التمييز بين المدارس العادية والنموذجية من النواحي  البيداغوجية والعلمية.

التلميذ مجبر على ممارسة مهنة رسمها الأولياء والمربون

من جانبه، طرح الأستاذ الجامعي بولاية الكاف محمد بالراشد تسائلا حول مآل تلاميذ المدارس والمعاهد النموذجية الذين يضطرون للتنافس من أجل الذهاب فقط لجامعات الهندسة والطب أو السفر إلى الخارج رغم مايتحمله الأولياء من مصاريف ومسؤولية التنقل للاقتراب بأبناهم من المعاهد النموذجية، مضيفا أنّه رغم ذلك يعتبر هذا الجزء مكونا ثريا في التجربة التربوية التونسية.

وأشار بالراشد إلى بعض الضغوطات التي تفرض على الدارسين بهذه المعاهد النموجية وهي متعددة المصادر منها الولي الذي يذكر أبناءه دائما بالتضحيات التي يبذبلها لتأمين مصاريف ودروسه الخصوصية بهذه المعاهد وفي جانب آخر الإطار التربوي من مدرسين وادارة تضع تصورا للتلاميذ إلى حدّ تصبح الدراسة بهذه المعاهد لدى بعض العائلات نوعا من الجاه الاجتماعي ويصبح التلميذ كأنّه يعمل ضمن مهنة التلميذ النموذجي.

التلميذ ملزم بمواكبة ضغط النجاح وهاجس العدد والتوجيه

كما انتقد غياب مواد وأنشطة فنية وترفيهية بهذه المعاهد مقابل تركيز هؤلاء بصفة كبيرة على المواد العلمية التي تسهل توجيههم الجامعي لاحقا وغلبة هاجس النجاح لديهم على بناء جانب المبادرة والتفكير في شخصياتهم وهو ما يرهق ويقتل أحيانا طفولتهم الطبيعية ولايجد التلميذ فرصة لينظم أولوياته وتصبح رزنامة الدروس والامتحانات المفروضة عليه هي من يرتب أولوياته.

"غياب التوازن في التشبع بالعلمي والقيم الإنسانية في ذات الوقت"

وأضاف بالراشد أنّ المنهاج التربوي في المنظومة النموذجية هو نفسه في المنظومة العادية ولكن الفرق بينهما هو في حصر المنافسة بين صنف واحد من التلاميذ في فضاء واحد ولايكون هناك تنافس جيد في حين كان من الأجدر خلق توازن وتداخل بين تلاميذ عادين ومميزين لخلق تنافس حقيقي وفاعل بينهم.

وأشار أنّ هذه المنظومة لا يمكنها تحقيق التوازن لدى هؤلاء التلاميذ بين التشبع بالمواد العلمية والترفيهية في ذات الوقت أي تكوين إنسان إداري متشبع بالكفاءة ومن النخبة وفي ذات الوقت متشبعين بالقيم الإنسانية يعني الموازنة بين الإنساني والعلمي وهو ماخلقت من أجله المدرسة في الأصل.

هناء السلطاني

تاريخ الخبر: 2021-12-24 16:35:03
المصدر: راديو موزاييك - تونس
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

الصين توصي باستخدام نظام بيدو للملاحة في الدراجات الكهربائية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:25:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:25:06
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

تحديد سعر الطرح النهائي لاكتتاب مياهنا عند 11.50 ريال للسهم

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:24:25
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 50%

انخفاض الرقم القياسي للإنتاج الصناعي بنسبة 8.7% خلال مارس 2024م السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:23:59
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية