انتقد قساوسة سودانيون، الدعوات لخروج مواكب ثورية يوم غدٍ السبت «25 ديسمبر» تزامناً مع احتفالات المسيحيين، واعتبروا ان الاحتفالات ليست في ذاكرة الثوار.
التغيير- الخرطوم: سارة تاج السر
اتهم قساوسة في السودان، منظمي احتجاجات يوم غدٍ السبت «25 ديسمبر» بعدم احترام المسيحية، واعتبروا أن الاصرار على مواكب الغد التي تتزامن مع أعياد الميلاد، فكرة سيئة لا يختلف مضمونها عن سلوك العهد البائد.
ودعت لجان مقاومة إلى المشاركة في مواكب الغد، الهادفة لاسقاط حكومة الانقلاب واستعادة المسار المدني الديمقراطي، في وقت يحتفل فيه المسيحيون بأعياد الميلاد.
بدون تشاور
وقال رئيس سنودس الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالسودان القس يحيى عبد الرحيم لـ«التغيير»: «لم يتم التشاور معنا بشأن المليونية المذكورة، أو التواصل مع أي جهة كنسية، حتى بعد بروز مطالب بتعديل الموعد إلى يوم آخر».
واعتبر عبد الرحيم، أن المنظمين ربما لم يضعوا في اعتبارهم أهمية اليوم ومصادفته للكريسماس.
وأشار إلى أن جدول التصعيد صدر قبل شهر ولكن لم يتم التشاور معهم بشأنه اطلاقاً ولم يتم وضعهم في الصورة.
وأقر باختلاف رؤى المسيحيين السودانيين حيال المشاركة؛ بين المتحمسين، والمعترضين، وفئة ثالثة اكتفت بالصمت، ونوه إلى أن كل مجموعة لديها حجج تدعم موقفها.
اختلاف الرؤى
وذكر عبد الرحيم أن المجموعة الأولى تعتبر أن الاحتفالات لا تتعارض مع المشاركة في المليونية والتي هي جزءٌ لا يتجزأ من ضريبة الوطن، وألّا ضيم منها إن لم تكن إضافة، وأنه يمكن إقامة الاحتفالات بأعياد المسيح في خضم الاحتجاجات.
في الجانب المقابل، يقول المعارضون لقيام المواكب، إن إغلاق الكباري الذي في العادة ما يكون مصاحباً للمليونيات سيُقيد حركة المحتفلين في الوصول إلى الكنائس.
من جانبه، اعتبر رئيس الطائفة الإنجيلية بولاية الخرطوم زكريا إسماعيل أنجلو، أن أعياد المسيحيين ليست في ذاكرة الثوار، وأن الوضع لم يتغير، وسيناريو معاناة المسيحيين يتكرر مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس مع نظام استبدادي وإنما مع الثوار والوطنيين.
ووصف في تصريح لـ«التغيير»، يوم غدٍ بالمقدس، وقال: «كل أيام ديسمبر مقدسة بالنسبة للمسيحيين حيث درجوا على ممارسة طقوسهم من بداية الشهر استعداداً لـ25 ديسمبر».
نقاش وتصويت
ونشرت سيدة مسيحية، فيديو على منصات التواصل الإجتماعي، تطالب فيه منظمي التظاهرات بتعديل موعدها.
وعلمت «التغيير» من مصادر موثوقة، أن تنسيقيات لجان المقاومة اخضعت الأمر للنقاش والتدوال، ومن ثم التصويت خلال مساء اليوم، على المقترحات المطروحة.
ودارت نقاشات عديدة خلال الأيام الماضية بين لجان الأحياء ثم لجان المقاومة، حيال قيام الموكب في نفس موعده أو تأجيله ليوم آخر، أو جعل المواكب لا مركزية، او الاكتفاء باحتفالية صغيرة.
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين الفاتح حسين لـ«التغيير»، إنه لابد من البحث بين الجهات الدينية والقوى الثورية، لإيجاد معالجات واضحة لهذين الأمرين.
