أعلن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، أكبر منظمة للدفاع عن المسلمين وحقوقهم المدنية في الولايات المتحدة، عن كشفه جاسوساً كان يسرّب معلومات عن مسؤولي المجلس وقناعاتهم اتجاه الاحتلال الصهيوني إلى مؤسسة "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب" المعادية للمسلمين.

ولا يعد هذا الاختراق الذي افتضح أمره، الأول من نوعه، فالمجلس ومنذ سنة 2008 يتعرض للتجسس من قبل المؤسسة المعروفة بعدائها للمسلمين. وفي غضون شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري هي ثاني مرة يعلن فيها "كير" اكتشافه جاسوساً بين صفوفه يعمل لصالحها. فيما يعتبره هجمات موجهة ضد الإسلام والجالية المسلمة الأمريكية، يحركها عداء لقناعاتهم الدينية.

جاسوسان في شهر

وأعلن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، عبر سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي في تويتر، يوم الأربعاء، بأنه كشف وجود جاسوس ثان بين صفوفه يعمل منذ أربع سنوات لصالح جماعة معادية للمسلمين. وقال بأن "الجاسوس اعترف عن نفسه طواعية ووافق على التعاون معنا".

وأضاف المجلس على تويتر بأن: "الجاسوس لم يكن ينتمي إلى "كير" لكنه كان متطوعاً نشيطاً في أحد المساجد الكبيرة التي كانت تقام فيها اللقاءات الوطنية للمجلس". واعترف العنصر المفتضح على أنه "كان يتلقى حوالة شهرية من مؤسسة "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب" بلغ قدرها 3000 دولار، ما بلغ مجموعه خلال سنوات خدمته الأربع 100 ألف دولار" هذا إزاء "تجميعه معلومات وتسجيل ما يقوله مسؤولون كبار داخل الاتحاد".

هذا ولم يكشف المجلس عن أي معلومات حول هوية الجاسوس المكتشف، ولا عن أي مسجد كان يعمل به. بالمقابل دعا أياً ممن تعاونوا مع "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب" ليكشفوا عن هوياتهم قبل أن يفتضح أمرهم من قبل مسؤولي "كير".

فيما ليست هي المرة الأولى التي يفتضح اختراق من هذا النوع داخل صفوف "كير"، بل وقبل أيام قليلة أعلن المجلس الإسلامي اكتشافه تعاون رئيس فرعه بولاية أوهايو، رومين إقبال، مع المؤسسة اليمينية المذكورة. وقال "كير" في بيان نشره، يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إنه "بعد مواجهة إقبال بالحقائق حول نشاطاته المشبوهة، التي جمعها المجلس من خلال تحقيق مستقل، اعترف بأنه تعاون مع جماعة معادية وكارهة للمسلمين".

وكشفت التحقيقات اشتغال إقبال كجاسوس لصالح "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب" منذ سنة 2008، وكانت مهمته تسريب تسجيلات اجتماعات أعضاء المجلس للمؤسسة اليمينية المتطرفة. وقال الرئيس العام لـ"كير"، إدوارد أحمد ميتشل، بأنه: "لا نعرف حقاً ما يخطط له "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب"، لكن بحسب معلوماتنا فإن اثنتي عشرة منظمة إسلامية ومسجداً على الأقل قد استهدفت بعملية التجسس تلك".

منهم "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب"؟

عرفت مؤسسة "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب"، منذ تأسيسها سنة 1995 على يد ستيف إيمرسون، بمعاداتها للمسلمين وخطها التحريري الذي يعمل جاهداً على تصوير الإسلام على أنه دين عنف.

فيما تعتبر نفسها مؤسسة بحثية غير ربحية، مهمتها "فضح أنشطة الشبكات الإرهابية وأنصارها في الولايات المتحدة وخارجها وتثقيف العموم حول هذا التهديد ". كما يقدم مؤسسها ستيف إيميرسون على أنه باحث متخصص في الجماعات الإرهابية الإسلامية بالشرق الأوسط.

بالمقابل، يوضح موقع شبكة الإسلاموفوبيا، المختصة في رصد الجماعات المعادية للمسلمين بالولايات المتحدة ومموليها، بأن "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب يمثل تهديداً خطيراً لحقوق المسلمين الأمريكيين وحرياتهم، لأنها تستعمل دعاية تَسِمُهم بالعنف والإرهاب من أجل الحصول على تمويلات من المانحين الذين يشاركونها الرأي". كما قالت الشبكة بأن إيمرسون "شخص معروف بتلفيقه اتهامات زائفة وترويجه نظريات مؤامرة حول المسلمين".

ما علاقة إسرائيل؟

شملت اعترافات الجاسوسين اللذين اكتشفا من قبل "كير"، أن المعلومات التي كان يجمعها "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب" عن طريقهم كانت لصالح عناصر استخباراتية إسرائيلية مقربة من رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. وقال "كير" في سلسلة منشوراته على تويتر بأن: "أحد أهداف إيمرسون، كما قيل لنا، هو حماية الحكومة الإسرائيلية من خلال تقويض عمل المسلمين المنخرطين في النشاط السياسي وحقوق الإنسان ضد إسرائيل".

وأوضحت التغريدة بأن مؤسس الجماعة اليمينية المتطرفة كان على ارتباط مع مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين، مثل يوسي كابرواسر وإيدو مزراحي اللذان عملا ضمن فريق نتنياهو. وكان قد كشف المجلس سابقاً عن مجموعة رسائل إلكترونية تثبت ارتباط إميرسون بهؤلاء الضباط، وفي إحداها يطالب مزراحي منه أن يجمع معلومات حول منظمة "العدالة لفسطين" الطلبية المدافعة عن حقوق الفلسطينيين.

TRT عربي