حثت الغرف التجارية في المدن الكبرى عموم المقاولين والمهتمين وذوي العلاقة الراغبين في المشاركة بمبادرة تسوير الأراضي البيضاء الخالية في النطاق العمراني داخل المدن التسجيل في منصة "بلدي"، مؤكدة لهم قيام وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان بعدد من المبادرات لمعالجة التشوه البصري وتحسين المشهد الحضري، وجودة الحياة في مختلف مدن المملكة ومن ضمن تلك المبادرات تسوير الأراضي الفضاء الواقعة على الطرق المحورية والشريانية في عدد من المدن، ولأهمية تنظيم ذلك تم تحديد عدد من النماذج لتنفيذ الأسوار للأراضي المستهدفة على أن يتم التنفيذ من قبل المسجلين في منصة "بلدي".

وأكد عدد من المختصين على أهمية المبادرة وغيرها من المبادرات التي تأتي تحت مظلة برنامج جودة الحياة وهو أحد برامج رؤية المملكة 2030 المهمة التي تعنى بتحسين جودة الحياة للفرد والأسرة عبر تهيئة البيئة المناسبة والارتقاء بمكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن بالعالم.

وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودية، باشرت حملتها التوعوية لتنفيذ قرار تسوير الأراضي الفضاء، ملاك الأراضي الفضاء (التجارية) الواقعة على المحاور الرئيسة ذات الكثافة المرورية العالية في المدن الرئيسة (الرياض، وجدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وحاضرة الدمام)، وأكدت أن الحملة ستكون على مرحلتين تشمل الأولى منهما إعلان المحاور المستهدفة وإطلاق دليل التسوير في الأول من شهر يناير المقبل، على أن تبدأ المرحلة الثانية المتمثلة في الرقابة وتطبيق اللائحة ورصد امتثال الملاك اعتبارًا من شهر يوليو 2022، بهدف تحسين المشهد الحضري عبر توحيد مظهر الأراضي الفضاء المحيطة بالمباني، والحد من تراكم المخلفات داخل تلك الأراضي وحمايتها من التعديات وتوضيح حدود الملكية للأرض.

بدوره أكد المستشار التجاري، الدكتور عبدالرحمن محمود بيبة، على جدوى البرامج والمبادرات التي تأتي تحت مظلة رؤية 2030، ودورها المأمول في تحسين جودة الحياة للفرد والأسرة عبر تهيئة البيئة المناسبة والارتقاء بمكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن بالعالم مشيرا إلى أن المتابع لمجريات الأحداث في مختلف المدن بالمملكة سيلاحظ كثيرا من التغير الإيجابي ويشاهد العمل قائما على قدم وساق للتخلص من عناصر التشويه ومظاهر العشوائية التي تراكمت في تلك المدن على مدار العقود الماضية.

وقال د. عبدالرحمن بيبة، حسبما اطلعت عليه فإن مبادرة تسوير الأراضي البيضاء حظيت بالكثير من العناية وتضمنت الضوابط والاشتراطات الكفيلة بجعلها قادرة على تحقيق المستهدف ضامنة حقوق ملاك الأراضي مراعية في نفس الوقت كافة ما يتعلق بالأمن والسلامة سواء كان التسوير بأسوار حجرية أو خرسانية كما أنها لم تغفل عن الأراضي المجهولة فتم إقرار ما يلزم لتشملها المبادرة.

وبدوره أشاد الاقتصادي، الدكتور سالم باعجاجة بالعمل القائم من أجل تحسين المشهد الحضري في مختلف مناطق ومدن المملكة مبينا أن مبادرة تسوير الأراضي البيضاء الخالية في النطاق العمراني داخل المدن جزء مهم من ذلك العمل في ظل كثرة تلك الأراضي داخل المدن وتحول الكثير منها لمكبات لمخلفات البناء والنفايات في منظر معيب وملوث للبصر وضار بالصحة العامة والبيئة.

وقال د. سالم باعجاجة: إن تسوير تلك الأراضي بشكل موحد يتماشى مع المواقع المحيطة بها ويظهر شكلا ومظهرا حضاريا سينعكس بالإيجاب على المظهر العام لمدننا التي أصبحت تعاني بشكل كبير العشوائيات ومن قطع الأراضي غير المستقلة التي تتناثر في كثير من الأحياء مشوهة للمنظر العام، وسيكون لهذه المبادرة دور في دعم مستهدفات الرؤية الرامية إلى أنسنة مدن المملكة وتحسين جودة الحياة فيها.