جاءت خسارة الهلال الأخيرة أمام الفتح لتكشف عن حقيقة تراجع مستوى الفريق بشكل عام منذ مشاركته بكأس العالم للأندية وحتى تلقيه الخسارة الثانية على التوالي خلال الموسم الحالي، ولا يتطلب الأمر مراجعة طويلة قبل التأكد من عدم صلاحية اللاعبين المحترفين من أمثال جوميز وكاريلو وكويلار، الذين قدموا ما لديهم قبل نحو عامين، قبل أن يتحولوا إلى عالة على بقية اللاعبين.
ولا تبدو التفسيرات منطقية حين يبرر هذا التراجع بـ “التشبع” على خلفية تحقيق الهلال لبطولة دوري أبطال آسيا والمشاركة في كأس العالم، خاصة أن تاريخ النادي العاصمي واستمرارية المنافسة على الألقاب، تبعد احتمال تشبع لاعبيه، والمؤكد في تراجع نتائج الهلال أن أجانب الفريق ومعهم بعض المحليين أصبحوا لا يمتلكون القدرة على الركض، فضلاً عن فشل إدارة النادي في التعاقد مع محترفين يوازون ما وجدته حين جاءت باستثناء الكوري جانج هيون وموسى ماريجا إلى حد ما، بالإضافة إلى استقطاب بعض الشبان الذين لا يلبون الحد الأدنى من حاجة الفريق إلى التجديد، ما وضع الثقل كاملاً على المخضرمين من أمثال سلمان الفرج وسالم الدوسري ومحمد البريك.
وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بالآراء التي تلقي باللائمة على المدرب جارديم، بداعي أن الهلال يضم أفضل المحترفين في الدوري السعودي، ولم يلتفت أصحاب هذه الآراء إلى أنه الرجل الذي قاد الفريق إلى تحقيق بطولة دوري أبطال آسيا، على الرغم من تراجع مستوى أغلب اللاعبين عن ما كان عليه في 2019 حين حقق الهلال اللقب نفسه، وغالبًا لن يحد إبعاد جاريم من تراجع مستوى اللاعبين، حتى لو كان البديل زين الدين زيدان.
والحقيقة أن مسؤولي الهلال لم يصنعوا ما يكفي لتأمين الفريق ضد هذه الانتكاسة، على الرغم من توفر الإمكانات اللازمة للتجديد والمحافظة على مستوى الفريق، ما يجعل فترة الانتقالات الشتوية المقبلة تمثل فرصة أخيرة لإنعاش البطل الآسيوي قبل الانتقال إلى أبو ظبي للمشاركة في كأس العالم للأندية، وأيضًا بعث آماله مجددًا في إحراز بطولة الدوري للمرة الثالثة على التوالي.
بات الهلال قريبًا من الدخول إلى دوامة تعيد إلى الأذهان ما حدث خلال عام 2004، اعتمادًا على أعمار اللاعبين المهمين في القائمة الحالية، ومستوى البدلاء المتواضع ومعهم الشبان الذين تعاقدت معهم إدارة النادي، خاصة أن الأندية المنافسة وفي مقدمتها النصر تمكنت من الاستحواذ على حصة الهلال الموسمية من اللاعبين الصاعدين.
*نقلاً عن الرياضية السعودية
