«19 ديسمبر».. الدروس والعبر بيوم الانتصار الأغر


فتح الرحمن أحمد محمد

فتح الرحمن أحمد محمد

ما زلنا نقول بالنسبة لما حدث في 25 أكتوبر الماضي «انقلاباً»، ومن المعلوم بأن واضع هذه السيناريو بعض المحاور الخارجية بتنفيذ من قيادة الجيش الحالية، التي ما زالت ثوبها ملطخا بدماء الشهداء «مجزرة القيادة العامة».
صحيح قد نجح انقلابهم، ولكن انقلب السحر على الساحر، حيث بدأ الشعب السوداني بالفعل في العمل الجاد الدؤوب والمستمر لاستعادة ثورته، ولاربد أن عديد من الأطراف الخارجية، لم تكن تتوقع اشتداد وتيرة هذا الحراك ليعم كل أنحاء البلاد، خصوصاً و هي لعبت بورقة ربح أخيرة إتفاق «البرهان – حمدوك» لاستغلال الأوضاع لصالحهم لأجل تشييع ثورة ديسمبر إلى النهايات، ولكن حدث العكس تماماً، فحراك ديسمبر بمليونياته بدأ رسمياً في مراسم دفن الانقلابين.
لم تتوقع الحكومة الانقلابية في السودان بأن السودانيين في التاسع عشر من ديسمبر الحالي، قادرين على تنفيذ وعدهم القاضي بالوصول إلى محيط القصر الرئاسي، لا سيما وأن قوات الانقلاب حولت الخرطوم لثكنة عسكرية، وتعمدت قطع أواصر المدن الثلاثة، ومارست أقصى الانتهاكات تجاه المتظاهرين السلميين.
رغم ذلك كله، وصلت المواكب إلى “محيط القصر الجمهوري” و كانت الرسائل ” الشعب أقوى” السلطة سلطة شعب” وكان جنرالات الانقلاب ترتعد فرائصهم من الخوف، ومع وضوح الخيارات قدامهم بين العودة إلى الثكنات، ومواصلة البقاء في السلطة، اختاروا تحدي الإرادة الشعبية، لتعني استمرار المعركة بين دعاة الدولة المدنية والعسكرتاريا.
يقولون التاريخ لا يعيد نفسه، و لقد عادت ثورة السودانيين في ذكرها الثالثة باختلاف التواريخ و الأماكن، بأقوى وأنصع الشعارات ” لا تفاوض لا شراكة لا شرعية” وقد أصبح انتصار الثوار في المعركة –وإن كان مؤجلاً- رهين بمدى قدرتهم على مواصلة النضال السلمي، وهو أمر تعكس الوقائع بأنه يسير باتجاه واحد نواحي الدولة التي يريدونها، دولة الحرية والسلام والعدالة.
ولأن الطغاة يقرؤون من ذات الكتاب، لم يعوا الدرس بعد، رغم كل الرفض الشعبي، وافتقاد الحواضن السياسية، واختلاف عناصره على الامتيازات حد تلويح رئيس وزراء الانقلاب عبد الله حمدوك بالاستقالة.
ويظل الدرس الأهم، هو أن الخيار والقول الفصل والنهائي بيد هذا الشعب، الذي حين يقول يفعل، وما للجنرالات سوى الثكنات والمحاكم ولو بعد حين.
ونجزم بأن السودانيين والسودانيات ما زال يرادوهم الحلم بإرساء قواعد دولة السودان الجديد، المرصوف طريقها نواحي ديمقراطية مستدامة، تسع للجميع بتعددهم الإثني و العرقي و الديني.
وبلا شك، فهؤلاء العزل في إصرارهم يتحدون مجنزرات الدبابة وفوهة السلاح، وأرتال المليشيات، وقرارات الجنرالات. يتحدون التنكيل والتقتيل الممارس بحقهم في باحة القصر، وقريباً من النيل الذي اصبطغ في ذات المكان تقريباً بقتلى النهر على يد المستعمر، ثم في النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولا تبقى سوى ذكرى أم ديبكرات وثورة ديسمبر.

تاريخ الخبر: 2021-12-26 14:34:41
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين مدينتي أكادير والرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 03:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية