سلط موقع "المونيتور" الأمريكي الضوء على مشروعات السياحة والطاقة التي تنفذها مصر في جنوب السودان،  مؤكدا أن القيادة السياسية المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا لجوبا وتحرص على دعم اقتصادها للسماح لها بالقيام بدور محوري مهم في صنع القرار بين دول حوض النيل.

وأشار الموقع، في تقرير اليوم الاثنين، إلى إن مصر أطلقت أولى مشروعاتها السياحية في جوبا عاصمة جنوب السودان ، ويشمل ذلك بناء أول فندق خمس نجوم  ومركز مؤتمرات دولي.

ونوه إلى أن رئيس الاتحاد المصري للسياحة السابق والرئيس السابق للغرف السياحية الهامي الزيات أشاد بالخطوة، وأكد أن جنوب السودان يوفر العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات، مضيفا "سيوفر هذا المشروع (فندق خمس نجوم) أماكن إقامة للمشاركين وسيعزز أيضًا التعاون السياحي بين القاهرة وجوبا" .

وأوضح الموقع أنه بجانب مشروعات السياحة، تعمل مصر أيضًا على تنفيذ مشروعات طاقة في جنوب السودان، منها مشروع واسع النطاق  لإزالة الغطاء النباتي في منطقة بحر الغزال في جنوب السودان ، إلى جانب محطات معالجة المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية في عدة مناطق في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا.

وتابع "تم حفر ثلاثة آبار في قرى كابو وكابوري والرجف في غرب جنوب السودان ، والعمل جار لإنشاء سبعة مصانع في المناطق الريفية ، على بعد 20 إلى 30 كيلومترًا من العاصمة. كل مصنع يتميز بعمق 100 متر وخزان 36 متر مكعب لخدمة السكان المحليين. وتم حفر ستة آبار جوفية في محيط العاصمة."

توفير فرص عمل للشباب في جنوب السودان 

وأضاف الزيات، في تصريحات للمونيتور: "كدولة تعتمد على السياحة كجزء رئيسي من دخلها القومي ، اكتسبت مصر خبرة كبيرة في مجال السياحة وتنظيم المؤتمرات الدولية"، مشيرا إلى أن إن نقل تجربة القاهرة إلى جنوب السودان سيخلق المزيد من الفرص لجنوب السودان لاقتحام مجال الفنادق والسياحة بشكل عام ، مما سيوفر للشباب في جوبا العديد من فرص العمل ".

ولفت المونيتور إلى أن العديد من مشروعات مصر في إفريقيا تتعلق بالحركة والمواصلات بين الدول الأفريقية مثل الطريق السريع بين القاهرة وكيب تاون الأفريقي، حيث تعمل القاهرة أيضًا على إنشاء طريق مائي بين  بحيرة فيكتوريا والبحر الأبيض المتوسط وخط  سكة حديد بين مصر والخرطوم .

من جهته، قال عمرو صدقي ، الرئيس السابق للجنة السياحة البرلمانية المصرية ، لـ "المونيتور" ، إن "جنوب السودان استحوذ على اهتمام العديد من الدول حيث أقيمت هناك العديد من المشاريع وتنفذها جهات أجنبية". 

واضاف "سيوفر الفندق الذي تنفذه الحكومة المصرية في جنوب السودان، وهو الأول من نوعه ، أماكن إقامة لجميع الوفود التي تزور جنوب السودان ، سواء لأغراض اقتصادية أو لأغراض أخرى ".

القاهرة في الصدارة 

وتابع صدقي أن "اهتمامنا بجنوب السودان له بعد سياسي أيضًا. يعتبر كل من شمال السودان وجنوب السودان من مسائل الأمن القومي لمصر. هناك دول أخرى تتنافس معنا في توطيد علاقاتها مع جوبا ، لكن القاهرة في الصدارة ". 

فيما قال يسري الشرقاوي ، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة ، لـ "المونيتور": "لا شك في أن القيادة السياسية المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا لجنوب السودان، حيث تحرص القاهرة على تقديم الدعم المستمر لجوبا في العديد من القطاعات الاقتصادية والمختلفة". 

وأوضح أن هذا الاهتمام يرجع إلى عدة أسباب، حيث تدرك القاهرة جيدًا أهمية الموقع الجغرافي لجنوب السودان والدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه جوبا لدعم دول حوض النيل من حيث تقدمها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. كما أن جوبا بحاجة إلى مشاريع خدمية لخدمة الاستثمارات المتدفقة إليها في قطاعات الطاقة والبترول وغيرها. 

حجر زاوية لمستقبل صناعة السياحة في جوبا

وتابع: "هذا المشروع بادرة أمل وحجر زاوية لمستقبل صناعة السياحة في جوبا."

واختتم الشرقاوي بالقول: “تحاول مصر جاهدة دعم اقتصاد جنوب السودان للسماح لها بالقيام بدور محوري مهم في صنع القرار بين دول حوض النيل."