أعلنت دكتورة كرمة سامي، رئيس المركز القومي للترجمة عن حجب جائزة رفاعة الطهطاوي 2021، وهي جائزة تمنح في الغالب لكبار المترجمين، بعد أن تلقت اللجنة أعمالًا لا ترقى لمستوى الفوز بالجائزة، إضافة إلى وجود الكثير من الأخطاء الإملائية في معظم الأعمال المتقدمة.

محسن فرجاني:  هناك أزمة في حركة الترجمة 

وأكد دكتور محسن فرجاني، أن سبب إلغاء الجائزة قد يرجع إلى إبداء البعض آراءهم في النصوص المترجمة.

وتابع فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ثمة انحرافات على مستويات عديدة في الترجمة، أحيانا قد تكون إبداعية، مثل اللجوء إلى التورية أو المجاز، مثل ترجمة فيتزجيرالد لـ"رباعيات الخيام"، والذي قدم بدوره انحرافًا إبداعيًا.

وتابع فرجاني ما قدمه فيتزجيرالد لم يكن الانحراف عن المعنى، الذي يقدمه كثير من المترجمين اليوم، والذي يرجع إلى العجز عن قراءة النص الأصلي وفهمه بشكل صحيح، والعجزعن التعبير باللغة العربية الصحيحة، إلى جانب أن البعض يلجأ إلى العامية في ترجمته، وهذا غير جائز، وللأسف هناك ترجمات رديئة جدًا.

ولفت محسن فرجاني إلى أن أهم الإشكاليات التي تواجه الترجمة من اللغات الأخرى إلى  العربية هو عدم فهم النصوص أو بمعنى أدق قراءة مغلوطة للنص الأصلي، إلى جانب أن عدم إتقان اللغة العربية بشكل صحيح  يؤدى لمشاكل جسيمة.

وذهب دكتور محسن فرجاني إلى أن المترجم هوارد جولد بلاك  قال إن هناك اثنين في العالم المتحدثين بالإنجليزية استطاعا تقديم الأدب الصيني من لغته الصينية هو والمترجمة جوليا لوفيل، ذلك بالرغم من أن هناك مئات من المترجمين من الصينية إلى الإنجليزية واستقبل الأمر من قبل النقاد والكتاب بشكل طبيعي.

ويؤكد أن هناك أزمة في مشروع حركة الترجمة التى تقوم على ثلاث نقاط الكتب المترجمة، المترجمين، النشر وتعليم برامج اللغة على المؤسسات الثقافية المنوط بها مشروع الترجمة  أن يواجه ذلك.

أنور إبراهيم: أسباب اقتصادية بحتة  

من جانبه، يري دكتور أنور إبراهيم، أن الأسباب مادية بحتة، اقتصادًا للنفقات، وقال: "لا أظن إطلاقا أنه راجع لعدم وجود عمل تنطبق عليه شروط الجائزة، بالعكس هناك أعمال تستحق فى رأيى جائزة الدولة".

 ميسرة صلاح الدين .. خلل داخل مؤسسات الترجمة الحكومية

وعلق الشاعر والمترجم الشاب ميسرة صلاح الدين على إعلان حجب جائزة رفاعة الطهطاوي، بأن الأمر يشير إلى خلل داخل مؤسسات الترجمة الحكومية المنوط بها دفع حركة الترجمة، وعلى رأسها الجهة المانحة للجائزة "المركز القومي للترجمة"، ومن بعده تأتي الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة.

وأشار إلى أن هناك تقصيرا ما يتضح في سياسات تلك المؤسسات المنوط بها دفع حركة الترجمة بدءًا من تقديم المترجمين الشباب وصولًا إلى إنتاج وتسويق الأعمال المترجمة. 

أسامة جاد: حجب الجوائز ليس حلًا

من جانبه لفت الشاعر والمترجم أسامة جاد، إلى أنه ضد فكرة حجب الجوائز بشكل عام، خاصة  تلك المعنية بدفع حركة الترجمة، والتي تأتي بطبيعة الحال لتحسين المستوى المادي  للمترجم ودعمه.

على المؤسسات أن تراجع فكرة الحجب لأنها تصدر الإحباط لعموم المتقدمين للحوائز. إذا كانت ثمة مشاكل وأخطاء في النصوص المقدمة على اللحان المعنية بالتحكيم أن نشير إلى ذلك. لكن لا تحجب الجائزة.

 وتابع أن أهم وأبرز المشاكل التي تواجه حركة الترجمة في مصر، هي غياب الحافز المادي  إلى جانب عدم وجود حركة نقد ترجمي موازية تناقش المنتج، بالإضافة إلى أسئلة حقوق ملكية الأعمال الحديثة.