أكد المدير العام التنفيذي لمركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة د. داليا خان أن ما ينشر عن أعداد حالات المصابين بفيروس كورونا، عبر الموقع الإلكتروني وما يبث عن طريق المؤتمر الصحفي لوزارة الصحة، هي إحصاءات «دقيقة» ونحن ملتزمون بالشفافية من خلال أول حالة اكتشفت للفيروس»، وقالت إن من مهمات مركز القيادة والتحكم يرصد كل مهددات الصحة محلياً وعالمياً، ويتابع الرعاية الطبية للمرضى والأسرة الشاغرة في كافة المستشفيات في مناطق المملكة.

جاء ذلك خلال حوار أجرته «الرياض» مع إحدى الكفاءات الفنية والإدارية في وزارة الصحة د. داليا خان المدير العام التنفيذي لمركز القيادة والتحكم، في وزارة الصحة.

وعن فكرة إنشاء المركز، قالت د. داليا خان: إنه بين عامي 2017 و2018 كانت فكرة المركز ظهرت، وكانت قيادات من الوزارة قامت بزيارة لمراكز عالمية تقوم بنفس العمل والمهمات، ووجدت تلك الفكرة لدى قيادات الوزارة القبول، وخلال عام 2019 كان إنشاء المركز الذي بدأ بأفكار عالمية مع النظر للاحتياجات في المملكة، وكانت أبرز خطط المركز هي تقديم راعية طبية في جميع المناطق، وبناء على ذلك أصبح المركز يتابع وصول المرضى للخدمات، وبدأنا ننظر لمخرجات الخدمات ومدى رضا المرضى عن تلك الخدمات المقدمة لهم وكيف توزيع الموارد من أطباء ولوازم طبية وكيف طريقة توزيعها بين المناطق وضمان عدم وجود عجز، مما حقق كفاءة الإنفاق.

نتابع الرعاية الطبية للمرضى والأسرة الشاغرة في المستشفيات

وذكرت أن المركز يهدف إلى تعزيز النظام الصحي، وتعزيز اتخاذ القرار الفعال لدى الجهات المعنية، والتوسع والتعاون معها، وأشارت إلى أنه منذ بداية ظهور جائحة كورونا بدأنا نعمل على أن يكون النظام الصحي أنه على أتم الجاهزية والاستعداد، وخصوصاً عندما بدأ التعاون بين المركز وبين مركز الكوارث والأزمات تحت مظلة وزارة الصحة، وعند ذلك بدأنا نرصد مدى الجاهزية للمستشفيات في مناطق المملكة، والتأكد من توفر المستلزمات الطبية لمكافحة العدوى، وقد ركزنا على عدد من المستشفيات الخاصة لاحتواء مرضى كورونا، ومع بداية فيروس كورونا بدأنا نعرف الاحتياج وكيفية دعم صانعي القرار بالبيانات والاستعدادات التي يجب أن تكون، وهذه البيانات ساعدتنا في التنبؤات والتي تصل إلى ثلاثة أشهر وتمثلت في أعداد المرضى والأدوية والأسرة في العناية المركزة، وتابعت: إن المركز كذلك حرص على توفير أجهزة التنفس في بداية الجائحة والحفاظ على عدم نقصها، حيث من تلك الخطط حصر جميع الأجهزة المتوفرة في المملكة والاستفادة من الأجهزة التي فيها بعض الأعطال من خلال إصلاحها والاستفادة منها وفي غضون ثلاثة أشهر تم إعادة تأهيل حوالي 1200 جهاز وتوزيعها.

مركز القيادة والتحكم يرصد كل مهددات الصحة محلياً وعالمياً

وقالت د. خان: "خلال 36 ساعة أعددننا خطة لخدمة توزيع المواعيد الطبية للمرضى، في بداية جائحة كورونا وهذا ساعدنا في التحول من متابعة النظام الصحي إلى متابعة كورونا والنظام الصحي معاً، مع الربط مع أنظمة الرصد وبناء لوحات التنبؤ والتقصي، والعمل على التقارير الخاصة بالفيروس، ومتابعة أعداد الأسرة في العناية المركزة والرد على الأسئلة والاستفسارات التي توصل للوزارة بخصوص الجائحة.

العمليات الروتينية عادت بعد انخفاض حالات العناية للمصابين بكورونا

ونوهت، إلى أن المركز، يقوم على متابعة اللقاح من بداية الشراء، وكمية العدد الموجودة وكيفية التوزيع والتخزين وضمان إعادة الفائض وكيفية توزيعها بين المراكز الصحية، أيضاً للمركز دور في تنظيم وجدولة المواعيد خلال الجائحة.

عدد حالات كورونا

وعن إحصائيات أعداد حالات كورونا، قالت: إن سياسة وزارة الصحة منذ بداية الجائحة هي التعامل بشفافية، وهذا ظهر مع أول حالة ظهرت فيها كورونا، ونحن ملتزمون بدقة الأرقام التي تظهر للأعلام، وأيضاً هناك موقع الإلكتروني يتحدث بشكل يومي وتظهر خلاله الحالات سواء في المملكة أو في كل دول العالم والجميع يستطيع الرجوع إليه، كما أن المؤتمر الصحفي الذي استمر طوال أيام الجائحة كان يعرض خلاله تعداد الحالات وكل مستجدات الفيروس بكل شفافية، وأيضاً المركز يعمل على متابعة كل جديد في متحورات فيروس كورونا ويتم التنسيق في ذلك مع الجهات المختصة.

رصد ومتابعة المتحورات

ولفتت إلى أن المركز يعمل على رصد ومتابعة كل جديد في متحورات فيروس كورونا على مدى 24 ساعة، وذكرت: إنه مع بداية الأزمة مع الجائحة قامت وزارة الصحة بإلغاء بعض المواعيد كإجراء روتيني في بداية الأزمة وجدولة المواعيد التي تمثل أهمية لصحة الأم والطفل، وغيرها من الأمراض المزمنة، كما ركزنا على ضمان استمرار تطعيمات الأطفال.

وقالت: إن المركز عمل على خطة شاملة للتعافي، من خلال معرفة إحصائيات الأعداد التي تصل للمستشفيات وأنواع العمليات الجراحية التي تستمر والتي تم تأجيلها، فارتفاع عدد الحالات في المنطقة يؤثر على العلميات الروتينية وذلك بسبب غرف العناية المركزة والتي يكون فيها مرضى فيروس كورونا، واليوم ولله الحمد مع وجود اللقاحات تم انخفاض الحالات وتم إرجاع العمليات الروتينية.

تطبيق الطب الافتراضي

وعن خطة الطب الافتراضي، قالت د. خان: لقد بدأنا في تطبيق الطب الافتراضي عن بعد، من خلال الموعد الافتراضي مع الأطباء وكانت التجربة ناجحة أيام الحجر، ولمسنا الإقبال عليه وبدأ في تزايد، والطب الافتراضي هو لبعض الحالات من خلاله يستطيع الطبيب عن بعد بأن يتابع حالة المريض ويصف له العلاج، أو يتم توجيهه إلى الطوارئ في أقرب مستشفى للمريض إذا كانت الحالة تستدعي ذلك.

كما ذكرت، أن هناك تعاوناً مع خبراء محليين وعالميين، بالإضافة للتواصل الدائم مع المنظمات الدولية؛ لضمان الاستعداد التام وسرعة مواجهة مهددات الصحة العامة بأعلى كفاءة، ونوهت إلى أن مركز القيادة يتابع الرعاية الطبية للمرضى والأسرة الشاغرة في جميع مناطق المملكة.

مواجهة مهددات الصحة العامة

وعن مواجهة مهددات الصحة العامة، قالت: إن مركز القيادة والتحكم هو حلقة الوصل بين مختلف الإدارات المعنية؛ حيث يشرف على تأهب وزارة الصحة لمواجهة مهددات الصحة العامة، ويترأس الترصد الصحي لمواجهة هذه المهددات والأحداث الصحية على النطاقين المحلي والعالمي، كما أنه يقوم بتقييم المخاطر ومعالجتها قبل وأثناء وقوعها، وتمثل هذه المسؤوليات عناصر رئيسة في عمله من أهمها: التأهب وهو تقليل احتمالية وقوع الحوادث الصحية (الأمراض) باتخاذ التدابير الوقائية، والإعداد الكافي بتحسين البنية التحتية للصحة، وتدريب الكوادر اللازمة وتعبئة الموارد اللازمة وإعداد خطط العمل ليتم تطبيقها لمواجهة أخطار الكوارث الصحية.

وعن وقت عمل المركز، قالت د. داليا خان: إن عمل المركز الوطني الصحي للقيادة والتحكم في وزارة الصحة على مدى 24 ساعة طوال الأسبوع لمتابعة سير أعمال أقسام الطوارئ بالمملكة لمواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره، والاطلاع على مستويات الجاهزية والاستشراف المستقبلي للفيروس، حيث قام مركز القيادة والتحكم منذ بداية اكتشاف الفيروس في الصين إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية وتطبيق اللوائح الصحية الدولية المتبعة في مثل هذه الحالات، والتنسيق التام مع جميع الجهات ذات العلاقة للتعامل مع هذا الوباء والتصدي له من خلال اتخاذ عدد من الاحترازات الوقائية؛ منها مراقبة الوضع الوبائي عن كثب بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية والمصادر الأخرى المتاحة، والتنسيق مع هيئة الطيران المدني بتقييم حركة السفر المباشر وغير المباشر من وإلى الصين، بهدف توفير المعلومات للأشخاص الذين قد يسافرون إلى المناطق المسجّل فيها إصابات، ورصد القادمين منها وتطبيق التقييم الصحي في المنافذ ومن ثم متابعتهم للتأكد من سلامتهم.

اتخاذ قرار منع التجول

وعن اتخاذ قرار منع التجول قالت د. خان: إن المركز يقدم المعلومات والبيانات للجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع انتشار فيروس كورونا.

يذكر، أن مركز القيادة والتحكم هو مركز لعمليات طوارئ الصحة العامة في المملكة العربية السعودية، ويعمل هذا المركز تحت إشراف وزارة الصحة بالتعاون مع إدارات الوزارة والإدارات الصحية في جميع مناطق المملكة، ولقد وجرى تطوير المركز الذي يعمل بالتعاون مع خبراء محليين وعالميين، بالإضافة للتواصل الدائم مع المنظمات الدولية؛ لضمان الاستعداد التام وسرعة مواجهة مهددات الصحة العامة بأعلى كفاءة.

الزميل مفضي الخمساني يحاور المدير التنفيذي لمركز القيادة والتحكم (عدسة/ بندر بخش)
د. داليا خان المدير العام التنفيذي لمركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة
د. داليا تشرح عمل اللوحات الذكية في المركز لـ«الرياض»
د. داليا: توفير اللقاحات بشكل سريع خفض عدد الحالات المصابة
د. داليا تقف أمام إحدى اللوحات الذكية في المركز
د. داليا تقف أمام إحدى اللوحات الذكية في المركز
المركز يعمل على مدى 24 ساعة