رصدت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، تبعات قرار الولايات المتحدة بإلغاء الدخول المعفي من الرسوم الجمركية لصادرات إثيوبيا، الذي أصدرته واشنطن في 23 ديسمبر الجاري على خلفية انتهاكات أديس أبابا في إقليم تيجراي بشمال البلاد، موضحة إن بعض الشركات الإثيوبية أظهرت بالفعل علامات تراجع ملحوظ في أعمال التصدير الخاصة بها. 

الحرب في تيجراي أضعفت زخم الاقتصاد الإثيوبي

وقالت الوكالة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن الحرب في تيجراي أضعفت زخم الاقتصاد الإثيوبي، كاشفة أن العديد من الشركات اضطرت إلى تعليق أنشطتها ومغادرة إثيوبيا بالفعل، في أعقاب إنهاء الولايات المتحدة العمل بالإعفاء الجمركي الذي تتمتع به المنتجات الإثيوبية في الأسواق الأمريكية، ضمن الأضرار الاقتصادية الجسيمة التي سببتها الحرب في تيجراي بأقصى شمال البلاد. 

وأكدت، أن الاقتصاد الإثيوبي تضرر بالفعل بعد أن طردت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 23 ديسمبر الجاري، إثيوبيا فعليًا من قانون النمو والفرص في إفريقيا «أجوا»، الذي يوفر لها مزايا تجارية ووصولا معفيًا من الرسوم الجمركية إلى السوق الأمريكية، على خلفية معارضة واشنطن لـ«الانتهاكات الجسيمة» لحقوق الإنسان التي ترتكبها أديس أبابا في تيجراي، فضلا عن إغلاق كبرى شركات الملابس العالمية فروعها في الدولة الواقعة في القرن الإفريقي.

وقال عامل نسيج في مجمع هواسا الصناعي، على بعد حوالي 270 كيلومترًا «168 ميلاً» جنوب العاصمة أديس أبابا ، لـ«أسوشيتد برس» تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، خوفا على سلامته في مكان عمله: «بدأت العديد من الشركات مغادرة إثيوبيا بالفعل ولا نعرف ما هو التالي».          

ولفتت، إلى أن مسؤولي الحكومة الإثيوبية أعربوا عن استيائهم وحزنهم من هذا القرار، الذي ينهي أهلية إثيوبيا للاستفادة من المزايا التجارية، على الرغم من مناشدات بعض جماعات الضغط الإثيوبية الذين طلبوا من إدارة بايدن منح البلاد مزيدًا من الوقت للامتثال لمطالب واشنطن، وطلبوا من الإدارة الأمريكية إعادة النظر فيه. 

حصار المساعدات

وبيّنت أن واشنطن أرجعت هذا القرار إلى مواصلة أديس أبابا منع شاحنات المواد الغذائية وغيرها من المساعدات من الوصول إلى إقليم تيجراي، رغم أن سكانه في أمس الحاجة إليها، مشيرًا إلى أن العشرات من الناس ماتوا من الجوع بسبب هذا الحصار الذي تفرضه الحكومة الإثيوبية على المساعدات، فضلا عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ضد سكان الإقليم المحاصر. 

ويوفر قانون النمو والفرص في إفريقيا «أجوا» لدول إفريقيا إمكانية الوصول بدون رسوم جمركية إلى الولايات المتحدة بشرط أن تفي بمتطلبات معينة، بما في ذلك إزالة الحواجز أمام التجارة والاستثمار في الولايات المتحدة وإحراز تقدم نحو التعددية السياسية.