انخفض مؤشر معنويات المستهلكين في كوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ أربعة أشهر في كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بسبب المخاوف من عودة فيروس كورونا إلى الانتشار، بحسب ما أظهرته بيانات البنك المركزي أمس.
وتراجع مؤشر معنويات المستهلك المركب (CCSI) إلى 103.9 نقطة في كانون الأول (ديسمبر)، بانخفاض 3.7 نقطة عن الشهر السابق، وفقا لبيانات بنك كوريا المركزي.
ويعد هذا أول انخفاض منذ أغسطس، عندما انخفض المؤشر إلى 102.5 من 103.2 نقطة في الشهر السابق.
ويعني الرقم الأكبر من 100 أن عدد المتفائلين يفوق عدد المتشائمين.
وقد جاء ذلك التراجع وسط مخاوف كبيرة من عودة تفشي فيروس كورونا وانتشار متحور أوميكرون، الذي يحتمل أن يكون أكثر قابلية للعدوى.
وأبلغت كوريا الجنوبية الإثنين عن 4207 إصابات جديدة بفيروس كورونا، و69 حالة إصابة جديدة بمتحور أوميكرون.
وأعادت الحكومة فرض قيود على التجمعات وأوقات الأعمال التجارية، بعد الزيادة الحادة في الإصابات التي تبعت تخفيف الحكومة لقيود الفيروس في أوائل الشهر الماضي بهدف العودة إلى الحياة الطبيعية بموجب خطة (التعايش مع كوفيد - 19).
وفي الوقت نفسه، أظهرت البيانات أن المؤشر الفرعي لتقييم الناس للظروف الاقتصادية الحالية بلغ 79 في كانون الأول (ديسمبر)، منخفضا عن 81 في تشرين الثاني (نوفمبر)، بينما انخفض المؤشر الذي يقيس معنويات الناس تجاه الظروف الاقتصادية المستقبلية أيضا من 96 إلى 88 خلال نفس الفترة.
إلى ذلك، نما عدد الشركات الصغيرة في كوريا الجنوبية بنحو 5 في المائة خلال عام، على الرغم من تفشي الجائحة، لكن أرباحها تراجعت بوتيرة حادة، وذلك بحسب ما أظهرته بيانات حكومية أمس.
وبلغ متوسط المبيعات لكل شركة 224 مليون وون (188806 دولارات أمريكية) في 2020، بانخفاض قدره 4.5 في المائة عن العام السابق، مع انخفاض الأرباح التشغيلية لكل منها بنسبة 43.1 في المائة إلى 19 مليون وون.
وبلغ إجمالي ديون الشركات 294.4 ترليون وون في العام الماضي، بزيادة كبيرة تمثل 19.3 في المائة مقارنة بالعام الذي سبقه.
فيما وصل عدد الشركات التي يعمل بها أقل من خمسة عمال في كوريا 2.902 مليون شركة، بزيادة قدرها 4.7 في المائة عن العام الذي سبقه، وفقا لبيانات صادرة عن هيئة الإحصائيات الكورية ووزارة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والشركات الناشئة.
وكان أكبر عدد من هذه الشركات يمثل شركات تجارة التجزئة وتجارة الجملة، حيث بلغ عددها 915 شركة، وتلتها الشركات العاملة في قطاع الفنادق والمطاعم بعدد 710 شركات، والشركات المصنعة بعدد 369 شركة.
وارتفع عدد الفنادق والمطاعم بنسبة 7.5 في المائة على أساس سنوي، مع زيادة عدد الشركات المصنعة بنسبة 3.7 في المائة، بحسب وكالة "يونهاب" للأنباء.
بينما تقلص عدد العمال الذين وظفتهم تلك الشركات الصغيرة بنسبة 13.5 في المائة على أساس سنوي إلى 5.573 مليون موظف بنهاية 2020.
وسجلت الشركات الفنية والرياضية والترفيهية انخفاضا بنسبة 20.5 في المائة في عدد قوتها العاملة مجتمعة، وانخفضت رواتب العاملين في شركات تجارة التجزئة وتجارة الجملة بنسبة 16.7 في المائة.
وتحملت الشركات الصغيرة والتجار العبء الأكبر من تفشي جائحة كوفيد - 19 في كوريا الجنوبية، حيث أدت قواعد التباعد الاجتماعي الصارمة إلى انخفاض حاد في عدد عملائها وتراجع الطلب على منتجاتها.
من جهة أخرى، قال الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه - إن، أمس: إن خطوط السكك الحديدية الجديدة التي سيتم افتتاحها في منطقة جنوب شرق البلاد، يمكن أن تلعب دورا رئيسا في كتلة السكك الحديدية لشرق آسيا التي تمتد إلى أوروبا، وأعرب أيضا عن أمله في تحقيق تنمية وطنية متوازنة.
صرح الرئيس مون بذلك خلال مراسم إطلاق شبكة سكة حديدية تربط المدن الرئيسة في إقليمي كيونجسانج الشمالي والجنوبي. وبموجب الخطة، ستمتد خطوط السكك الحديدية على امتداد 142.2 كيلومترا لربط دايجو ويونجتشون وكيونجو وأولسان وبوسان.
وقال الرئيس مون خلال الحفل الذي أقيم في محطة نهر تايهوا في أولسان، على بعد 410 كيلومترات جنوب شرق سيئول، "إذا تمكنا من ربط المنطقة الجنوبية الشرقية من خلال شبكة مرور وإنشاء كتلة اقتصادية واحدة، فستكون هناك مدينة ضخمة يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، وسوق اقتصادية تبلغ 490 تريليون وون".
وأضاف "لتحقيق حلم أكبر، يمكن أن تكون خطوط السكك الحديدية الجنوبية الشرقية نقطة انطلاق للسكك الحديدية القارية في المستقبل".
يعد ربط السكك الحديدية عبر شرق آسيا أحد عناصر مبادرة عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية التي كشف عنها مون في 2018.
ويهدف المشروع إلى ربط السكك الحديدية بين الكوريتين ومد خط السكك الحديدية بين الكوريتين إلى الصين ومنغوليا وفي النهاية إلى أوروبا.
وتوقع مون تنمية وطنية متوازنة وتعزيز التعاون الإقليمي من خلال عملية مترو بين أولسان وبوسان، وهي أول خدمة قطارات واسعة النطاق خارج منطقة العاصمة.
وقال: "يأتي ذلك بعد ما يقرب من نصف قرن منذ افتتاح خدمة المترو في منطقة العاصمة في 1974. وستكون المنطقة الجنوبية الشرقية دائرة معيشة حضرية مدتها ساعة واحدة".
وشدد على أن نجاح التنمية الوطنية المتوازنة والتعاون الإقليمي يعتمد على شبكة المرور الحضرية وتعهد بأن الحكومة ستواصل تنفيذ مشاريع سكك حديدية مماثلة في مناطق أخرى.
