للمرة الثانية في شهر واحد، وتواصلاً لهجمات سابقة، استهدف قصف جوي إسرائيلي ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية غربي سوريا، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي التابع للنظام السوري.

يأتي هذا القصف في ظل زيادة وتيرة استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي مواقع في سوريا، منها مواقع إيرانية، خاصة بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 22 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ورغم الوجود العسكري الروسي الكثيف، ووجود منظومة للدفاع الجوي في سوريا، إلا أن ذلك لم يمنع الإسرائيليين من عملياتهم المستمرة، ما طرح إشكاليات مرة أخرى عن مدى التعاون الروسي-الإسرائيلي في سوريا، وموقف النظام ومؤيديه من ذلك.

ما بعد لقاء بينيت-بوتين

شكل لقاء بوتين مع بينت أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحولاً مهماً في العلاقة بين البلدين والتنسيق بينهما حول سوريا، إذ وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي التفاهمات التي توصل إليها مع الرئيس الروسي بـ"الجيدة والمستقرة".

وكان وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف إلكين قد كشف عن فحوى المحادثات بشأن الملف السوري التي جرت بين بينيت وبوتين، مشيراً إلى أن القمة ركزت على آلية فض الاشتباك لمنع وقوع حوادث بين العمليات الإسرائيلية والقوات الروسية في سوريا.

حسبما نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن اللقاء شهد محادثات واسعة جداً بشأن الوضع في سوريا، بهدف "حماية آلية التنسيق"، مضيفاً أن بينيت "طرح رؤيته لسبل منع حراك إيران النووي وتموضعها في سوريا".

وقالت الصحيفة إن خرائط تصوير جوي إسرائيلية للجغرافيا السورية تضمنت مواقع وجود إيران والقوات التابعة لها، عرضت خلال اللقاء، فيما طلب بينيت إعادة تفعيل تفاهم خفض التصعيد في جنوب سوريا بإبعاد الوجود الإيراني 80 كيلومتراً شمالاً عن الجولان المحتل.

من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" إن بوتين طالب بينيت خلال الاجتماع في سوتشي بأن "تحسّن إسرائيل الإخطارات التي ترسلها إلى موسكو بشأن أنشطتها في الأراضي السورية، وأن تكون أكثر دقة في ذلك".

وأضافت الصحيفة: "كما ناقش الاثنان تموضع إيران في سوريا وجهود إسرائيل لإبعادها عن الحدود قدر الإمكان".

واعتبرت هآرتس أن الفجوات بين موسكو وتل أبيب فيما يتعلق بالنشاط الإسرائيلي في سوريا "صغيرة".

حسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن العلاقات بين روسيا وإسرائيل تشكل عنصراً مهماً في السياسة الخارجية لتل أبيب، بسبب كل من المكانة الخاصة لروسيا في المنطقة ودورها الدولي، "وكذلك بسبب مليون ناطق بالروسية في إسرائيل، يشكلون جسراً"، وفق تصريح لبينيت.

أين منظومة الدفاع؟

مع انتشار خبر استهداف ساحة الحاويات في الميناء التجاري باللاذقية، ما أسفر عن حرائق كبيرة وتضرر عدد من الأبنية السكنية ومستشفى ومحلات ومنشآت سياحية، انتقد الكثير من السوريين الموالين للنظام الدور الروسي في ذلك.

وكشفت الضربة الصاروخية الأخيرة، توتراً في العلاقة بين روسيا وسوريا، إثر ما بدى احتقاناً سورياً ضد روسيا متهمينها بتغطية الضربات الاسرائيلية في بلادهم.

وتسائل الموالون للنظام عن الغواصات الروسية ومنظومات الدفاع الجوي "S-300" و"S-400" الموجودة في سوريا، ولماذا لم يفعلها الجيش الروسي لمواجهة الضربات الاسرائيلية، وعن الاسباب التي تحول دون تشغيل منظومة "S-300" التي منحتها موسكو لدمشق قبل ثلاث سنوات، فيما رجح البعض ان هناك تواطؤاً بين روسيا وتل أبيب، إذ تسهل الأولى ضربات الثانية في الداخل السوري.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القصف خلف أضراراً مادية طفيفة على اللاذقية، وبررت عدم استخدام المضادات الدفاعية بـ"تزامن تحليق طائرة نقل عسكرية روسية أثناء الضربة".


وخلال الأعوام الماضية شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لجيش النظام السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، واستهدفت ميناء اللاذقية للمرة الأولى في 7 ديسمبر/كانون الأول الحالي.


TRT عربي - وكالات