تسجل الولايات المتحدة نحو 265 ألف إصابة يومياً بكورونا مع تفشي المتحور أوميكرون، ما يثير مخاوف حول النظام الصحي في وقت تشهد فيه البلاد احتفالات نهاية العام.

وبلغ متوسط الإصابات اليومية الجديدة في البلاد 265,427 حالة خلال سبعة أيام، وهي الحصيلة الأثقل في العالم، بتجاوزها المعدل القياسي السابق المسجل خلال الموجة الثالثة في يناير/كانون الثاني 2021 الذي ناهز 252 ألف حالة يومياً، وفق أرقام صدرت الأربعاء عن جامعة جونز هوبكنز.

وعلى الرغم من أن عدد حالات الاستشفاء لم يرتفع بنفس نسق الإصابات، يبدي خبراء الصحة تفاؤلاً مع تزايد البيانات المشيرة إلى انخفاض شدة المرض الناجم عن أوميكرون.

وقالت مديرة مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها روشيل والينسكي في مؤتمر صحافي الأربعاء إن "الارتفاع السريع في عدد الإصابات في أنحاء البلاد يعود إلى حد كبير إلى المتحور أوميكرون شديد العدوى". وهو المتحوّر المهيمن بالولايات المتحدة حالياً.

"أقل شدة"

صرح كبير مستشاري الإدارة الأمريكية للأمراض المعدية الدكتور أنتوني فاوتشي في مؤتمر صحفي بأن "جميع المؤشرات تشير إلى أن أوميكرون أقل شدّة مقارنة بدلتا".

وأشار خبير الأمراض المعدية إلى بيانات من جنوب إفريقيا والمملكة المتحدة، وشدد على أنه لا يزال من الصعب معرفة إن كان التراجع مرتبطاً بالفيروس نفسه أم بالمناعة التي يكتسبها السكان من خلال التطعيم أو الإصابة السابقة.

من ناحية أخرى أشار إلى الدراسات التي أجريت على حيوانات، ولا سيما الهامستر، والتي أظهرت أن أوميكرون "يصيب وينتشر بشكل كبير في الرئتين، لكنه أقل شدة من دلتا".

لكن فاوتشي حذر من أن عدد الحالات المرتفع للغاية يمكن أن يؤدي إلى إجهاد المستشفيات على الرغم من أن المتحور أقل شدة، ولذلك "لا ينبغي التهاون لأن النظام الصحي يمكن أن يتعرض لضغوط".

وفيما يتعلق بإصابات الأطفال قال فاوتشي إن "الاستنتاج النهائي بشأن مستوى خطورة المتحور لدى الأطفال لم يتحدد بعد".

وجدد التحذير من أن "خطر الإصابة بالفيروس نتيجة أي متغير، أعلى بين الأفراد غير المطعمين.. لذلك على جميع البالغين والأطفال المؤهلين الحصول على اللقاح وأخذ الجرعة المعززة".

كما اعتبر كبير مستشاري الإدارة الأمريكية للأمراض المعدية انتشار متحور "أوميكرون" سيصل إلى الذروة في الولايات المتحدة أواخر يناير/كانون الثاني المقبل.

وسجلت أول إصابة بسلالة "B.1.1.529" التي أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية لاحقاً اسم "أوميكرون"، في بوتسوانا يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني لدى مواطن من جنوب إفريقيا، حيث بدأ انتشار هذا المتحور.

وتحمل هذه النسخة عدداً قياسياً من التحورات يبلغ 50، بما في ذلك أكثر من 30 طفرة في بروتين سبايك الذي يتسلل من خلاله الفيروس إلى جسد الإنسان، وسط مخاوف واسعة من أن هذه السلالة، التي صنفتها منظمة الصحة العالمية بـ"المثيرة للقلق"، قادرة على مقاومة اللقاحات.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية سابقاً أن المعطيات المتوافرة تفيد بأن سلالة "أوميكرون" تنتشر بوتيرة غير مسبوقة، مؤكدة أن التلقيح وحده لن يكون كافياً لمكافحة المتحور وداعية لاتباع كل الإجراءاتظ بخاصة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.

الأرجنتين

وفي الأرجنتين أعلنت وزارة الصحة الأربعاء عن تسجيلها 42032 إصابة بفيروس كورونا خلال اليوم الأخير، ما يعتبر حصيلة قياسية منذ بدء الوباء.

كما سجلت الأرجنتين خلال الـ24 ساعة الأخيرة 26 وفاة جراء الفيروس.

وكانت الحصيلة القياسية السابقة في 27 مايو/أيار الماضي، حيث قدرت بـ41080 إصابة، لكن عدد الوفيات كان 551 حالة آنذاك.

وبلغت نسبة المطعمين بالجرعتين ضد فيروس كورونا في الأرجنتين 71% من السكان، ونسبة المطعمين بجرعة واحدة 83%.

وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي رُفعت قيود كورونا تقريباً، لكن أعداد المصابين الجدد عاودت الارتفاع بعد الكشف عن الإصابات بمتحور "أوميكرون".

فرنسا

أعلنت السلطات الصحية الفرنسية الأربعاء أن ارتداء الكمامات في شوارع باريس سيكون "إجبارياً"، اعتباراً من يوم الجمعة.

وأوضحت السلطات المحلية في بيان أن "عدم التزام هذه القاعدة سيؤدي إلى غرامة قدرها 135 يورو".

وفي وقت سابق قال وزير الصحة أوليفييه فيران للمشرعين إن فرنسا تشهد "تسونامي" لعدوى كورونا، يغذيه متحورا "دلتا" و"أوميكرون".

يذكر أن ارتداء الأقنعة إلزامي داخل المباني العامة ووسائل النقل العام في جميع أنحاء فرنسا.

وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية الأربعاء تسجيل 208 آلاف إصابة بكورونا في الساعات الـ24 الماضية، وهي أعلى حصيلة على مستوى فرنسا وأوروبا منذ بداية الجائحة.

وحتى الأربعاء، بلغ إجمالي الإصابات بكورونا في فرنسا 9 ملايين و534 ألفاً و357، من بينها 123 ألفاً و372 وفاة.

بيرو

أعلنت السلطات في بيرو غلق الشواطئ وحمامات السباحة بكل أنحاء البلاد أمام الجمهور، خلال احتفالات العام الجديد، بسبب ارتفاع وتيرة الإصابات بكورونا بشكل كبير.

جاء ذلك على لسان وزير الصحة هرناندو سيفالوس خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، شدد فيه على أنهم يولون أهمية كبيرة لصحة المواطنين، مضيفاً: "ومن هذا المنطلق لن يُسمح بدخول الشواطئ والبحيرات وحمامات السباحة في البلاد بين يومَي 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري و1 يناير/كانون الثاني المقبل".

على الصعيد نفسه ذكرت تقارير إعلامية محلية أن حالات الإصابة بمتحور "أوميكرون" ارتفعت إلى 116 حالة بعد أن كانت 12 فقط في 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، جرى تسجيلها بمناطق مختلفة من العاصمة ليما.

وإجمالاً وصل عدد المصابين بكورونا في البلاد إلى مليونين و283 ألفاً و474 شخصاً، توفي منهم 202 ألف و584.

TRT عربي - وكالات