قال رئيس المصرفية الاستثمارية في السعودي الفرنسي كابيتال، معتز العنقري في مقابلة مع "العربية"، إن هناك أكثر من عامل لارتفاع مستويات السيولة في سوق الأسهم السعودية خلال 2021، وتزايد وتيرة الطروحات الأولية.
وذكر العنقري أن معدل التداولات اليومية خلال العام 2021 بلغ 8.8 مليار ريال، مقارنة مع 3.36 مليار ريال معدل يومي في عام 2019.
وأشار إلى أن حجم التغطيات الكبيرة للطروحات الأولية في السوق يعكس ثقة المستثمرين في النمو الاقتصادي للمملكة، وأيضا الثقة في الشركات بشكل خاص، خصوصا بعد تجاوز التبعات الاقتصادية المرتبطة بجائحة كورونا.
ولفت رئيس المصرفية الاستثمارية إلى الدعم الذي تقدمه هيكلة السوق المالية والتي تغيرت في الـ 5 سنوات الماضية لتواكب أفضل الأسواق العالمية، مؤكدا أنها إحدى مبادرات برنامج تطوير القطاع المالي أحد ركائز رؤية المملكة 2030.
وحول التسعير المرتفع للأسهم الجديدة، أوضح العنقري أن ذلك يرجع إلى أساسيات الشركات الجيدة، وثقة المستثمرين بمستقبل الشركة والسيولة الموجودة في السوق، والرغبة بالاستثمار، بالإضافة إلى دور المستشارين الماليين في الترويج للطروحات.
وبالنسبة لتسارع وتيرة الإدراجات، ذكر العنقري أن الظروف الاقتصادية الجيدة من ناحية السيولة وهيكلة السوق في البنى التحتية والمؤشرات الاقتصادية العامة عوامل مهمة في تسريع الإدراجات الجديدة.
وتابع: "عام 2021 شهد الموافقة على 9 طروحات أولية، مقارنة مع 3 طروحات في 2020، و5 في 2019.. فيما أعلنت السوق المالية عن تلقيها 70 طلبا للإدراج في 2021، وخلال ديسمبر تمت الموافقة على 12 طلبا للطرح 4 منها في السوق الرئيسية و8 في السوق الموازية".
وأفاد العنقري، بأن هذا يعطي دافعا كبيرا ومؤشرا قوياً على أن سنة 2022 ستكون إيجابية في سوق الطروحات.
وكشف أنه من الصعب التنبؤ بمن سيتقدم للطرح في عام 2022، ولكن من المؤكد أن الطروحات ستكون قوية طالما العوامل المساعدة موجودة مثل النمو الاقتصادي القوي وجميع المعطيات الاقتصادية العامة الإيجابية.
على صعيد آخر، قال العنقري، إن هناك توجها عالميا ومحليا لطرح الشركات سريعة النمو أو ذات رأس المال الجريء، مشيرا إلى أن أكبر 5 شركات في السوق الأميركية متخصصة في التكنولوجيا.
وأوضح أن السعودية تسعى إلى اللحاق بهذا الركب بشكل متسارع، في ظل أن 60% من سكانها تحت سن 35، مضيفا: "لدينا جيل صاعد مهتم بالتكنولوجيا وعالي في استخدام التقنية.. وطالما أن البنية التحتية متطورة في المملكة فستكون حجرا أساسي لاكتتابات شركات رأس المال الجريء".
وأكد أن كل مقومات النجاح موجودة للاستثمار في التكنولوجيا داخل السعودية، وسط توفر رؤوس الأموال والرغبة في الاستثمار والجيل الشاب المهتم بالتقنيات الجديدة.
