أحمد جمال
أغفلت كتب التى ولد فيها سيبويه، غير أن بعض الباحثين ذهبوا إلى أنه ولد فى سنة 148هـ، وقيل غير ذلك وُلد فى قرية البيضاء فى بلاد فارس ونشأ ب بعد أن رحلت أسرته من بلاد فارس وهو مولى بنى الحارث بن كعب، وقيل مولى آل الربيع بن زياد وسميّ سيبويه لأن أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك .
ومعنى سيبويه رائحة التفاح، وقيل بل لأنه كان شابًا نظيفًا جميلًا أبيضًا مشربًا بحمرة كأن خدوده لون التفاح وذلك يقال له سيبويه لأن التفاح سيب أولأنه كان يعتاد شم التفاح أوكان يشم منه رائحته.اتجه إلى دراسة و حتى خطّأه حَمَّادُ بن سَلَمة البصري، فاتجه إلى تعلم النحو.
فقد روى أن سيبويه قصد مجلس حَمَّاد بن سلمة الذى كان يستملى عليه سيبوبه حديثًا جاء فيه قال: «قال صلى الله عليه وسلم: ليس من أصحابى أحد إلا لوشئت لأخذت عليه ليس أبا الدَّرداء»، فقال سيبويه: «ليس أبوالدَّرداء» ظنّه اسم ليس، فصاح به حمَّاد: لحنت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، إنما هواستثناء، فقال سيبويه: لا جَرَم والله لأطلبن علمًا لا تُلَحِّنَنِّى فيه أبدًا.
شيوخ سيبويه
من أشهر شيوخه حماد بن سلمة، وبعد قراره الأخير هذا عمد سيبويه إلى إمام العربية وشيخها الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ لينهل ويتعلم منه عن حبٍّ وعزيمة وقوة إرادة، فصار يلازمه كالظلِّ حتى بدا تأثره الكبير بشيخه هذا على طول صفحات كتابه الوحيد وعرضه فى روايته عنه، واستشهاداته به. ولم يكتف سيبويه بشيخه الخليل بن أحمد فى علوم النحو والعربية، فأخذ العلم عن يونس بن حبيب، وعيسى بن عمر وغيرهم. فتنوعت ثقافته، وتوسعت معرفته بعلم النحو والصرف، وتبوأ مكانة علمية متميزة، ثم رحل إلى بغداد، والتقى بالكسائى شيخ الكوفيين، ووقعت بينهما مناظرة فى النحو(المسألة الزُّنبورية) وقد تغلب فيها الكسائى على سيبويه،غير أن سيبويه لم يبق فى بغداد بعد هذه المناظرة عاد إلى فارس
تلامذة سيبويه
القدر لم يمهله طويلًا حيث تُوُفِّى فى ريعان شبابه، فلم يكن لسيبويه تلاميذ كثيرون، وكان من أبرز من تتلمذوا على يديه ونَجَم عنه من أصحابه: أبوالحسن الأخفش،وقُطْرب ويقال: إنه إنما سمِّى قطربًا لأن سيبويه كان يخرج فيراه بالأسحار على بابه، فيقول له: إنما أنت قطرب ليل. والقُطْرب: دويبة لا تزال تدبُّ، ولا تفتر.
آراء العلماء فيه
قال عنه ابن عائشة: «كنا نجلس مع سيبويه النحوى فى المسجد، وكان شابًا جميلاً نظيفًا، قد تعلق من كل علم بسببٍ، وضرب فى كل أدب بسهمٍ، مع حداثة سنِّه وبراعته فى النحو وقال معاوية بن بكر العليمي: «عمروبن عثمان قد رأيته وكان حدث السن، كنت أسمع فى ذلك العصر أنه أثبتُ مَن حمل عن الخليل، وقد سمعته يتكلم ويناظر فى النحو، وكانت فى لسانه حُبْسة، ونظرتُ فى كتابه فرأيت علمه أبلغَ من لسانه».