يوم حافل بالأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية تحت شعار «لعب وجد ومرح»
استقل الأبطال من أصحاب الهمم أتوبيس «أخبار اليوم» مبكراً، وتعلو على وجوههم الابتسامة، متفائلين بقضاء وقت ممتع.. جلس كل منهم بالقرب من الآخر، يتبادلون كلمات حافلة بالطاقة الإيجابية، وكل منهم يحنو على الآخر، ويساعدون بعضهم البعض بمنتهى الحب والاخلاص، ولم تفارق الابتسامة وجوههم البريئة طوال الطريق.
انطلق الأتوبيس يقطع مئات الكيلو مترات من القاهرة إلى الفيوم، والجميع مستمتع، ويتبادلون الأحاديث والابتسامات، والبعض منهم يبادر بشرح بعض المعالم التى مر عليها، والبعض الآخر يتساءل للحصول على معلومة معينة ستظل محفورة فى ذهنه ولن تنسى.
حفاوة الاستقبال
بمجرد وصول الأتوبيس إلى المزرعة انبهر ذوو الهمم بالاستقبال الرائع والحفاوة الكبيرة، وظهرت على وجوههم علامات السعادة والمرح لما تتمتع به المزرعة من جو صحى بعيداً عن ضوضاء المدينة، وقد استقبلهم المسئولون عن المزرعة بالورود وعلم مصر والبالونات والشكولاتة، وأقبل العديد من الموجودين فى المزرعة على مساعدة أصحاب الهمم على النزول من الأتوبيس بترحاب شديد من الضابط والصف ضابط والجنود والاطباء البيطريين فضلا عن الخيول التى نالت اعجابهم جميعا واقبلوا على ركوبها، فمنذ أن وطئت اقدامهم أرض المزرعة ولم يتوان الجميع عن إسعادهم.
وكان فى مقدمة المستقبلين اللواء مدحت مصطفى، والعميد ماجد ابراهيم، والعقيد محمود فهمى.
بدأ برنامج الزيارة بركوب الخيول والتنزه بها قليلا ثم توجه أصحاب الهمم إلى قاعة الاحتفال، واستهلوا فقرات الاحتفال بتلاوة آيات الذكر الحكيم قرأها طفل من اصحاب الهمم من ابناء محافظة الفيوم والحاصل على مركز متقدم فى حفظ القرآن الكريم والانشاد الدينى، وبعد التلاوة تم القاء الشعر، وتقديم استعراض فنى لفرقة كان أعضاؤها جميعا من أبطال ذوى الهمم، ورُسم علم مصر على وجه الأطفال.
الإنجازات المهمة
وتحدث اللواء مدحت مصطفى، مع الاطفال من ذوى الهمم معبراً عن سعادته بتلك الزيارة التى نظمتها وأعدتها «أخبار اليوم» وشدد أنهم يزورون واحداً من الإنجازات المهمة والمشروعات القومية التى غيرت الخريطة الاستثمارية لمحافظة الفيوم وأسهمت فى توفير الآلاف من فرص العمل، وعلى رأسها مشروع الإنتاج الحيوانى المتكامل بمركز يوسف الصديق والذى افتتحه الرئيس نهاية عام 2019.
وأوضح العميد ماجد ابراهيم، أنه تم افتتاح مجمع الإنتاج الحيوانى المتكامل الذى يستهدف تقليل الفجوة الغذائية فى البروتين الحيوانى والعمل على توفيره بالكميات والجودة والأسعار المناسبة لجميع المواطنين.
وأشار إلى أن المشروع نفذه جهاز مشروعات الخدمة الوطنية فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى وفى إطار جهود الدولة لتنمية الثورة الحيوانية وتعظيم منتجاتها وبالتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، حيث قام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالتخطيط لتنفيذ عدة مشروعات فى هذا المجال والأنشطة التكميلية المتعلقة بها وتتمثل فى إنشاء عدة مزارع لتربية وتسمين الماشية من سلالات اللحم ومزارع أخرى لتربية الماشية المنتجة للألبان وإنشاء مجازر آلية حديثة، بالإضافة إلى مصانع لمختلف منتجات الألبان والعديد من مصنعات اللحوم.
فيما شرح العقيد محمود فهمى، تفاصيل المكان خلال جولة موسعة، موضحاً أن مجمع الإنتاج الحيوانى المتكامل فى مدينة يوسف الصديق بالفيوم مقام على مساحة 485 فدانا، ويشتمل على 3 مزارع لتربية وتسمين الماشية بإجمالى طاقة استيعابية 18 ألف رأس، ومجزر آلى يتكون من خطين تم إنشاؤه وفقا لأحدث النظم العالمية وجميع الاشتراطات الصحية والبيئية.
واضاف انه متوافر مصنع لإعداد مختلف مصنعات اللحوم وتعبئتها، ومصنع لإنتاج الكوردن بيف المعبأ، ومنفذ لبيع السلع الغذائية على مساحة ألف متر مربع ولديهم مركز علمى للأبحاث والتدريب البيطرى على مساحة 13 ألف متر مربع يضم مجموعة من قاعات المحاضرات والمعامل المجهزة لصالح منظومة العمل البيطرى فى المجمع، وهناك تنسيق مع بعض كليات الطب البيطرى للاستفادة من إمكانيات المركز المتميزة فى العملية التعليمية لطلابها.
وقال: هذا المركز صُمم وجهز لمواكبة التقدم العلمى والتكنولوجى فى مجالات الإنتاج الحيوانى والداجنى والسمكى للنهوض بالثروة الحيوانية، وأيضا مجالات الكشف عن الأغذية والمياه لضمان وصول غذاء صحى وآمن وخال من مسببات الأمراض طبقا لمعايير منظمة الصحة العالمية وهيئة سلامة الغذاء.
وأشار إلى أنه تم تدعيم هذا المركز بأحدث الأجهزة التكنولوجية المتطورة فى مختلف المجالات العلمية والبحثية حيث يعمل من خلال 10 معامل تخصصية، مضيفاً أن هذا المركز مجهز لعقد المؤتمرات العلمية المحلية والدولية وكذلك استقبال الدارسين والباحثين من مختلف الجامعات المصرية للتدريب على أحدث التقنيات الموجودة بالمركز.
وأوضح أنه تم تزويد المركز بأربع قاعات محاضرات وثلاث قاعات للمؤتمرات وقاعتين مجهزة لأعضاء هيئة التدريس فضلا عن مكتبة علمية للتسهيل على الباحثين والدارسين الحصول على البيانات والمعلومات والمراجع البحثية.
مجمع المزارع النموذجية
وزار ذوو الهمم برفقة «أخبار اليوم» مجمع المزارع النموذجية للإنتاج الحيوانى وهو عبارة عن 3 مزارع، ومقام على مساحة 210 آلاف متر مربع بطاقة استعابية اجمالية 18 ألف رأس، ويهدف المجمع إلى تربية رؤوس الماشية لإنتاج 21 ألف طن لحوم فى العام على دورتين لتوفير اللحوم الحمراء فى الأسواق المحلية.
ويتم استقبال رؤوس الماشية وزن 250 كيلو جراما وتربيتها لمدة 6 أشهر وفق أحدث النظم الغذائية بمعدل تحويل يومى يفوق 1.7 لتصل إلى أعلى من 600 كيلوجرام ويتم تطبيق جميع المعاملات الوقائية لتسويقها بأعلى جودة، توافر فى كل مرزعة فى المجمع عدة آليات للتشغيل والشحن والتفريغ ومبيت للعاملين، وتم استغلال المساحات البينية بين المزارع بمساحة 200 فدان لزراعة اشجار الزيتون والأعلاف الخضراء.
وشرح القائمون على المجمع آلية عمل المجزر حيث تبدأ من قسم الاستقبال والذبيح والذى يتكون من خطين بطاقة 320 رأسا فى الوردية ويتم الذبح طبقا للشريعة الإسلامية، ثم قسم الحفظ والتبريد والتجميد الذى تبلغ طاقته التخزينية 1950 طنا من اللحوم المبردة والمجمدة، ثم نقل اللحوم إلى السوق المحلى عن طريق عربات مجهزة أو إلى قسم التشفية والتصنيع الذى تبلغ طاقته 150 طنا من اللحوم المشفاة ومنتجات تصنيع.
أما مصنع «الكورند بيف» فتبلغ طاقته الاجمالية 12 ألف عبوة يومياً، كما تم تدعيم المجزر بوحدة لتدوير المخلفات الناتجة عن عمليات الذبيح وتحويلها إلى مواد علفية.
الحفل الترفيهى
وفى نهاية الجولة، وقبل انتهاء الحفل الترفيهى، أوضح اللواء مدحت مصطفى، والعميد ماجد ابراهيم، خلال حديثهما لـ «أخبار اليوم» وأصحاب الهمم المشاركين فى الزيارة، أن من أهم أهداف مشروع مجمع الإنتاج الحيوانى المتكامل بالفيوم، هو إدخال سلالة جديدة محصنة وراثيا للسوق المحلية، ما يعود بالنفع على المواطن المصرى، والاستغناء تدريجيا عن الاستيراد بزيادة الاعتماد على السلالة المنتجة محلياً، إلى جانب المساهمة فى سد الفجوة الغذائية والسيطرة على الأسعار.
وأشارا إلى أنه فى إطار سعى الشركة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الأعلاف، تم التخطيط لزراعة المحاصيل العلفية اللازمة للمشروع، وإنشاء عدة منافذ حضرية ثابتة ومتحركة لطرح جميع منتجات الشركة للمواطن المصرى، بخاصة أن هذا المشروع يمثل منظومة متكاملة، لهذا تمت مراعاة جميع المعايير الفنية والعلمية وعوامل الأمان الحيوى والاستغلال الأمثل للمواقع المتاحة، لتعظيم العائد وتحقيق القيمة المضافة.
وأضاف اللواء مدحت: «كما يشمل المشروع المزرعة النباتية على مساحة 200 فدان، وتهدف إلى زراعة بعض المحاصيل العلفية الخاصة بالمشروع، والمركز العلمى البيطرى للأبحاث والتدريب، وهو حلقة الوصل بين العلم والتطبيق، ويشتمل على معامل أبحاث لكافة التخصصات مزودة بكافة الأجهزة البحثية وقاعات للمحاضرات والمؤتمرات، ويهدف إلى التشخيص السريع لجميع الأمراض الوافدة أو المستوطنة ووضع العلاج المناسب لها والتدريب المستمر للقوى البشرية فى التخصصات العاملة فى المشروع للمدنين والعسكريين لمتابعة مستجدات العمل.
أحاديث العودة
فى أعقاب انتهاء الجولة، استمتع أصحاب الهمم باللعب فى ملعب المزرعة، وتناولوا الخضراوات من الصوبات، وفور انتهاء برنامج الزيارة عادوا إلى أتوبيس «أخبار اليوم»مجدداً، وهم يودعون الضباط وضباط الصف والجنود بمنتهى الحب والبراءة والسعادة.
وخلال رحلة العودة تحدث بعض أصحاب الهمم لـ «أخبار اليوم» عن تجاربهم الشخصية وأحلامهم وتطلعاتهم.
سلمى عصام على، طالبة بالصف الخامس الابتدائى، رفضت أن تظل حبيسة على الكرسى المتحرك، ولم تستسلم لقسوة وجوده فى حياتها، واستطاعت أن تصبح مذيعة أمام الرئيس السيسى، وقالت لـ «أخبار اليوم» إنها سعيدة للغاية بتلك الساعات التى قضتها فى مزرعة يوسف الصديق، وإنها لم تتوقع أن الوقت سيمر سريعا، وقد استمتعت باللعب ولحظات المرح، وتعلمت لغة الإشارة لمساعدة الصم والبكم، وستستمر فى تعلم كل ما هو مفيد لذوى الهمم.
وعن أمنيتها، قالت إنها تتمنى أن تصبح مذيعة، وقد أخبرت الرئيس عبدالفتاح السيسى بذلك اثناء مشاركتها فى مؤتمر «قادرون باختلاف»، ووصفت المؤتمر بأن له اثر واضح فى درجة استيعاب المجتمع المصرى لاصحاب الهمم وحسن التعامل معهم، وان نظرة المجتمع تغيرت تماماً.
وأضافت: كنت بتمنى منع التنمر، وبالفعل صدر قانون لمنع التنمر، وأصبحت هناك عقوبة قاسية توقع على المتنمرين.
وأوضحت أن أصعب ما كان يواجهها فى الشارع هو عدم استطاعتها التحرك بسهولة ويسر بالكرسى المتحرك الذى تجلس عليه لارتفاع الأرصفة وعدم إتاحة الفرصة للكرسى بالتحرك، فضلا عن السلالم، ولكن حاليا هناك تذليل للصعاب، وقدمت الشكر لـ «أخبار اليوم» على اهتمامها بقضايا ذوى الهمم.
وقال فارس محمد، 17 عاما طالب بالفرقة الاولى بكلية الشريعة جامعة الازهر، ومن مكفوفى البصر، إنه لا يشعر بفقد البصر، واستطاع ان يحصد المركز الثالث فى الثانوية العامة، ويحفظ القرآن كاملا، ووالدته هى سر تفوقه، ويشعر بالفخر لزيارته للمزرعة برفقة «أخبار اليوم»
وأوضح فارس أن رحلة الفيوم أسعدت قلبه وشعر بحب الجميع ومدى التقدم الذى تسير فيه مصر بسرعة كبيرة، مؤكداً أن المجتمع يتقبله، ولكن بعد تسليط الضوء عليهم فى مؤتمر «قادرون باختلاف» شعروا بأنه مفيش فرق بينهم وبين الآخرين، وأعرب عن أمنيته بمقابلة الرئيس السيسى فى المؤتمر المقبل حتى يقدم له الشكر على اهتمامه بذوى القدرات الخاصة.
أما ريتاج جمال أحد أعضاء «قادرون باختلاف» فى عمر الـ12 سنة، وهى صغيرة الجسد بين أقرانها، فكانت تتولى إضحاك الجميع بتعليقاتها المختلفة والمفاجئة، وقالت: أنا قابلت الرئيس السيسى مرة واحدة فقط وسألته قائلة: «إنت مبسوط إنك قاعد معانا»، وردّ عليها رئيس الجمهورية، قائلا: «أنا هقولك يا ريتاج وربنا وحده يعلم اللى فى نفسى، أسعد يوم ببقى أنا فيه اللى بشوفكم فيه وبكون فى وسطكم».
واستكملت قائلة: أنا نفسى أكبر وأكون طبيعية، وأكون دكتورة أعالج الاطفال فى مثل حالتى، وأساعدهم على تخطى الصعاب.
واضافت: شكراً «أخبار اليوم» على اليوم الجميل، ونفسى يتكرر، وشكراً جيش مصر اللى بيقدملنا روحه وأغلى مايملك.
وقال محمد ماضى، بطل الجمهورية فى السباحة والخماسى، إنه لم يشعر بالرهبة خلال مشاركته فى احتفالية «قادرون باختلاف»، نظراً لتعامل الرئيس عبدالفتاح السيسى، معه ومع جميع أصحاب الهمم الذين شاركوا فى الاحتفالية، متمنياً أن يظل الرئيس يشارك فى الاحتفالية كل عام.
وأضاف ماضى أنه يبلغ من العمر 9 سنوات، وحصد العديد من الجوائز فى مجال السباحة والخماسى، ويعمل على مواصلة التدريب بشكل مكثف من أجل استمرار نجاحه وتألقه ويجتهد كثيرا رغم ظروفه، حيث خضع للعديد من العمليات الجراحية الصعبة، كما أنه حاليا يواظب على جلسات العلاج الطبيعى، إلا أنه لم يقف عند هذا الحد، فهو يمارس رياضة السباحة ومتفوق فيها، حيث إنه يشارك مع منتخب مصر الخماسى لذوى الاحتياجات الخاصة.
وعن لقائه بالرئيس فقال: وجهت سؤال للرئيس عن الخدمات الأخرى التى ينوى الرئيس تقديمها لذوى الهمم، وأجاب بأنه سينشئ صندوق خاص بهم، ومثلى الأعلى محمد صلاح، وحلمى أن أصبح ضابطا بالقوات المسلحة، وحسيت أن الرئيس بابا وبيحبنا.
وعن مشاركته فى زيارة «أخبار اليوم» للفيوم قال: أنا فخور بالمشاركة، وهذا اليوم أضاف لنا مزيدا من الطاقة الايجابية، واستفدت من الحصول على الكثير من المعلومات عن المزرعة والإنتاج الحيوانى فى مصر.
سفير الطفولة
ومن أبرز المشاركين فى زيارة «أخباراليوم» الطفل مهند عماد، 13 سنة، وهو من ذوى الهمم الذين منّ الله عليهم بفقدان نعمة البصر، ومن متحدى الإعاقة البصرية وعلى الرغم من صغر سنه وإعاقته البصرية المصاحبة له طوال الوقت ولكن حضور قلبه وعقله الكبيرين وفصاحة لسانه بدا جليا عندما حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى بتدوين كلمته خلال فعاليات احتفالية «قادرون باختلاف»، إضافة إلى إسناد لقب سفير الطفولة إليه ويحلم مهند أن يكون بطل العالم فى السباحة وطرح الطفل مهند عام 2019 تدريس مادة «احترام الآخر»، ضمن المناهج فى المدارس والجامعات، بهدف نشر الوعى وجعل جميع الفئات تحترم وتقدر بعضها البعض، حيث كانت لفتة جيدة ليطالب بالتعامل الجيد مع ذوى القدرات الخاصة خاصة مع كثرة الفيديوهات التى تحتوى على حوادث التنمر يوما تلو الآخر، ووافق الرئيس السيسى على دعوته لتدريس مادة القيم واحترام الآخر، وكرمه العام الماضى خلال افتتاح الجامعة المصرية اليابانية للعلوم فى محافظة الإسكندرية.
وقال مهند لـ «أخبار اليوم» إن فكرته عن تلك المادة جاءت من منطلق رد الاعتبار إلى أصدقائه الذين يتعرضون للتنمر من الآخرين، لذلك قرر أن يقترح تدريس مادة احترام الآخر فى المدارس والجامعات، لنشر وعى تقدير واحترام الآخر.
وكشف عن حجم المعاناة التى يتعرض لها ذوو القدرات الخاصة قائلا: «أنا كطفل من ذوى الهمم لما بفكر فى نفسى بخاف إنى أنا واللى زيى منتعاملش زى باقى الناس، وناخد نفس الحقوق الطبيعية». وأضاف: إحنا موجودين وقادرين.. بس ناخد الفرصة زى بقية أطفال مصر.
حكاية أنس
وقال الطفل أنس سعد، 8 سنوات عن أمنيته: أتمنى أن أصبح ضابطا بالمستقبل، وقد أخبرت الرئيس السيسى عن أمنيتى وقال لى: «احنا نتشرف بيك». واستكمل قائلاً: خلال الاحتفالية سألت الرئيس عبدالفتاح السيسى، عما إذا كان ما زال يتواصل مع أصدقائه من المدرسة والجامعة، ورد رئيس الجمهورية قائلًا: «والله يا أنس مبقاش فى فرصة أكلم أصحابى وأسرتى، وده تقصير منى بس الظروف هى اللى عاملة كدا.. ظروف الوظيفة بس أنا غلطان إنى مبسألش وما اتصلش.
واستكمل أنس قائلاً: أنا بحب الأهلى وأتمنى اللعب ضمن فريق السباحة لذوى الاحتياجات الخاصة تحت لواء القلعه الحمراء.
وبالرغم ان انس يعانى من مرض الصلب المشقوق المتسبب بجلوسه على كرسى متحرك ومعاناته الدائمة منذ ولادته، لكن إعاقته لم تمنعه عن العيش بأمل وتفائل، فهو منذ ولادته وهو يعانى من عيب خلقى بظهره أثر على عصب الرجل، وأثر المخ وكذلك ثقب بالظهر أيضًا، وفى بداية حياته عانوا كثيرا معه وعندما كبر أنس بمساعدة أمه حاولت أن تجعله سعيدًا مقبلًا على الحياة.
ويحترف أنس البيانو بشكل مبتكر وحصل على الكثير من شهادات التقدير بموهبة العزف على البيانوه. فضلا عن لعب التنس والطاولة وأكثر ما يتمناه هو السباحة «الألعاب البارالمبية» التى تعتبر ثانى أكبر حدث دولى متعدد الرياضات، ويشارك فيه رياضيون بدرجات إعاقة متفاوتة، منها ضعف القوى العضلية مثل «الشلل السفلى أو النصفى، الشلل الرباعى، الحثل العضلى، متلازمة ما بعد شلل الأطفال».
وقال: أنا سعيد جدا لمشاركتى فى زيارة «أخبار اليوم»، وأتمنى أن تتكرر تلك الزيارة التى تركت أثرا نفسيا جميلا وسأحكى لزملائى ما شاهدته.
أما هبة عماد حامد، 10 سنوات الفتاة الجميلة من فئات «متلازمة داون» التى استطاعت التغلب على محنتها بمساعدة والدتها التى قامت بتنمية المهارات والإدراك لديها عن طريق إتباع جلسات التخاطب وتنمية المهارات الحركية سنوات متواصلة حتى استطاعت الالتحاق بمدرسة عادية مع غيرها من الأطفال الأسوياء مع زيادة التركيز والاهتمام من إدارة المدرسة والمدرسين.
عبّرت هبة عن سعادتها بكلمة شكراً مع ابتسامة رقيقة يكسوها الخجل.
وكان الحال نفسه مع أحمد صالح من أصحاب متلازمة داون الذى عبّرت ضحكته عما بداخله من سعادة، وكان يرفض مغادرة المزرعة وترك من أغمروه بالحب.
شكراً يا سيسى
أجمع أصحاب الهمم «القادرون باختلاف» فى حديثهم مع «أخبار اليوم» على أنهم يتمنون مقابلة الرئيس السيسى كل عام، وقدموا له الشكر لتكليفه لجميع الجهات المعنية فى الدولة للعمل على وضع المزيد من البرامج والخطط واتخاذ ما يلزم من إجراءات تنفيذية تستهدف تمكين ذوى الهمم ودمجهم فى جميع المشروعات والمبادرات القومية التى تنفذها الدولة المصرية.
وأكدوا أنهم سعداء بما يُقدم لهم من دعم مثل اللائحة التنفيذية لقانون ذوى الإعاقة وصندوق عطاء والمساواة فى المكافآت الرياضية بين الإعاقة وغيرهم.. ووصفوا الحالة التى يمرون بها حالياً بأنهم يعيشون فى عصرهم الذهبى، وقالوا: «الرئيس وضعنا فى حتة تانية بعدما قال إن هذا الملف من أولوياته». وقد حصلوا على قدر كبير من القوة، وكل ذلك بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى وتطبيق القوانين، وقدموا الشكر لرئيس الجمهورية على اهتمامه الشديد والبالغ بهذا الملف، فضلا عن إضافة قصار القامة والناجين من الحروق إلى «القادرون باختلاف» الذى أصبح منصة لملايين المصريين.
