كشف مصدر مقرب من رئيس وزراء حكومة الانقلاب في السودان، أن د. عبد الله حمدوك عازم على تقديم استقالته من منصبه رغم محاولات وساطة محلية واقليمية ودولية لدفعه للتراجع عن الخطوة.
التغيير ــــ أمل محمد الحسن
وأكد مصدر مقرب من رئيس الوزراء السوداني، أن حمدوك متمسك بتقديم استقالته من رئاسة المجلس بسبب العنف المفرط الذي جابهت به القوات النظامية مواكب مليونية 30 ديسمبر.
و قال المصدر لـ «التغيير» إن سبب تأجيل خطاب حمدوك المُقرر بثه على الهواء مباشرة أمس الجمعة هو اصراره على التنحي من منصبه.
وكشف المصدر عن اجتماع مطول ضم رؤساء الحركات المسلحة مع حمدوك امتد حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.
وأضاف: «تواصلت الاجتماعات صباح اليوم بين رؤساء الحركات وحمدوك دون التمكن من ثنيه عن قراره».
وأكد المصدر أن اجتماعات انعقدت بالتوازي لقادة حركات مسلحة مع رئيس مجلس السيادة الانقلابي، عبد الفتاح البرهان ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، كل على حدا لبحث عواقب استقالة حمدوك.
توافد الوساطات
وقال المصدر لـ «التغيير» إن رئيس الوزراء حتى الأربعاء الماضي كان قد تجاوز قرار الاستقالة في انتظار التوافق السياسي الذي طرحه حزب الأمة القومي، بقيادة رئيسه المكلف فضل الله برمة خلال لقاء تم الأسبوع الماضي.
وأشار المصدر إلى توافد الوساطات إلى منزل حمدوك لثنيه عن قراره، وقال : « في جميع الأحوال سيخاطب رئيس الوزراء الشعب السوداني بعد حسم قرار استقالته».
و نفى المصدر ما راج في وسائط إعلامية بشأن وضع رئيس الوزراء في الإقامة الجبرية قاطعا بأن مكوثه في منزله خياره الخاص.
المكون العسكري
وتوقع المصدر أن يكون المكون العسكري راغبا في استقالة حمدوك؛ وأشار إلى الفظائع التي ارتكبتها القوات العسكرية في حق الشعب السوداني الخميس الماضي والقمع المفرط الذي واجهوا به المواكب السلمية، لافتاً إلى أنه ذات الأمر الذي يرفضه رئيس الوزراء و أنه كان أحد الاسباب التي أجبرته على توقيع اتفاق ٢١ نوفمبر، بحسب تعبير المصدر المقرب حمدوك.
وكان قد أكدت تقارير اعلامية نقلت عن مصادر مقربه من رئيس الوزراء السوداني أن حمدوك، أبلغ عددًا من الشخصيات السياسية السودانية، اعتزامه تقديم استقالته في غضون ساعات امتدت لنحو أسبوعين.
وذكرت المصادر، أن السياسيين والشخصيات العامة الذين أبلغهم بنيته حاولوا دعوته لعدوله عن قراره، لكنه أصر على مغادرة منصبه.
