المجذوب
المجذوب
يستفتح رفاعى قراءة الفاتحة فى الحضرة والترحم على أموات المسلمين بين صفوف العاشقين، وهم يرددون بصوت موحد يا لطيفُ.. منتظرين الشيخ ياسين ليعلن على الملأ الليلة مولد سيدى الفرغل.. وقفَ أحد الجالسين ماسكًا سماعة الميكرفون مناديًا بصوته «المدد يا رسول الله..المدد يا نور عرش الرحمن».. فألهب أفئدة المحبين بالخوف والترجى طالبين المغفرة، ثم يعلو صوت الناى ناسجًا ألحان العشق وهم يهزون رءوسهم أحدُ أحدُ.. ينصرف أحد المريدين على أطراف أصابعه وهو يضرب برأسه فى الحوائط القديمة متمرغًا فى التراب، صائح المريدون بأصواتهم القوية الله أكبر.. تفوح من الألسنة سيرتهُ العطرة التى يتنفسها كل المحبين فى التوصل إليه، فى الحين جاء إليه الشيخ الجمل معلقًا فى جيده سلسلة المفاتيح التى تطلق أصواتا عجيبة ضاربًا بسيخه على الأرض مترقبين ماذا يفعل؟.. يقلب فيه يمينا ويسارًا لكنهُ لا يستطيع التحرك، فيغطيه بسعف النخيل.. تزاحم البشر حولهُ وهو نائمُ على الحصيرة ثم يسحبون بعض السعف من على وجهه وهم يقبلون يديه المتخشبتين.. يتوسمون فيه على أنهُ المخلص.. بينما تجلس زوجته عند رأسه ضاربه على صدرها تهمس فى أذنيه أين مفتاح الولاية؟!