يشهد موسم الأمطار سنويا العديد من الممارسات الخاطئة، تؤدي بعضها إلى زهق الأرواح وإتلاف الممتلكات، رغم تحذيرات المختصين من التجمعات والممارسات الخاطئة، التي تسبب مخاطر لا تحمد عقباها، ومنها التطعيس العشوائي وكتابات الجدران وتخريب ألعاب الأطفال وإشعال النيران بالمسطحات الخضراء وإلقاء مخلفات الأطعمة والمعلبات بالحدائق والساحات والعبث والتخريب داخل المخيمات بعد التأجير بإشعال النيران بشكل عشوائي وعدم المحافظة على المكان.

40 موقعا تتعرض للتخريب شهريا

قال رئيس بلدية غرب الدمام م. فيصل القحطاني لـ «اليوم»، إن أبرز الممارسات السيئة التي تقع بالمرافق العامة بالحدائق والساحات ببلدية غرب الدمام والتي تم معالجتها من قبل البلدية، تتمثل في الممارسات السيئة والتخريبات بشكل دوري من تكسير كراسي وكتابات على الجدران وتخريب ألعاب الأطفال وإشعال النيران على المسطحات الخضراء وتلف شبك الملاعب ورمي مخلفات الأطعمة والمعلبات، وذلك بمعدل 40 موقعا بالحدائق والساحات شهرياً، حيث تكثر التخريبات بالمواقع التالية «ساحة الأثير بحي الأثير، ساحة طيبة بحي طيبة، حديقة السلام بالفيصلية، ساحة المنار بحي المنار، حديقة الأنوار بحي بدر حديقة الفتح بحي أحد»، وأضاف إنه الواجب حث الزوار على أهمية الحدائق وفوائدها على البيئة وكذلك فوائد التشجير والمزروعات، وأن هذه الحدائق ملك للجميع والمحافظة عليها واجب دينى ووطني وقد أنشئت من أجله، مع أهمية التزام الزائر باللوحات الإرشادية داخل الحدائق التي تحث على عدم ممارسة السلوكيات السيئة من الكتابات المسيئة على الجدران وعدم إتلاف ألعاب الأطفال، وعدم تكسير كراسي الجلوس وعدم رمي مخلفات الأطعمة والمعلبات ووضعها بالمكان المخصص وعدم تخريب دورات المياه.

48 بلاغ «نجدة» بالشرقية في 24 ساعة

قال قائد فريق "المحترفون للبحث والإنقاذ التطوعي" بالمنطقة الشرقية، خالد العيسى لـ«اليوم»، إنه خلال يوم واحد ورد لهم 48 بلاغا من المنطقة الشرقية لعدد من الأشخاص الذين يطلبون النجدة بسبب التغريز وتعطل مركباتهم، مضيفاً إن هناك المخاطر الكثيرة في مواقع التطعيس مثل طريق المطار وشاطئ نصف القمر وطريق الرياض، حيث تشهد هذه المواقع كثافة مرورية ومركبات تمارس التطعيس، وللأسف إن البعض يمارس السرعة في ظل وجود الدبابات؛ مما يؤدي إلى حوادث جسيمة، مطالبا بضرورة وجود طفاية الحريق والتي يغفل عنها الكثير حيث يكثر هذه الأيام إشعال النيران والتي قد تتسبب في حرائق.

خطر التطعيس العشوائي على النباتات البرية

أوضح المرشد السياحي محمد إبراهيم النصيب: في هذه الأيام يحرص الكثير من الأهالي وذويهم على عملية الاستجمام والتنزه خصوصا الطلعات البرية، بسبب الأجواء اللطيفة والماطرة التي تعيشها المنطقة، والتي تجعل الأسر تشعر بالبهجة والسرور، فكثير من الناس تسعد بذلك، لكن قد تكون هناك خطورة في بعض المواقع وبعض العادات الخاطئة دون أن يدركوها؛ ‏لأننا في كثير من سلوكيات حياتنا نكون مقلدين للآخرين وبمجرد أن نشاهد بعض الصور والمقاطع في وسائل التواصل الاجتماعي نحاول أن ‏نطبق بعضها، ‏وعلى سبيل المثال طلعات البر التي تحتاج إلى استشارة أو سؤال أهل الخبرة والاختصاص قبل التوجه لها، ‏ناهيك عن بعض الطرق التي يعلق فيها الناس بسبب الكثبان الرملية، ‏لذا نتمنى من الأمانة ‏العمل على تمهيد وتعبيد بعض الطرق لبعض المواقع ووضع لافتات تنبيهية وتوعوية، كما أن العشوائية في التطعيس تعتبر سلوكيات سلبية وقد تشكل خطورة قد تسبب وقوع بعض الحوادث والانقلابات خصوصا ممن لا يعلم بالموقع، أو إذا لم يكن هناك تنسيق مسبق، كما أن التطعيس العشوائي يعتبر من أمور التخريب لأن أثرها على النباتات البرية وكذلك المناطق التي ينبت فيها الكمأة «الفقع» بالإضافة أن ذلك يسبب تشويها بصريا للمنطقة ‏البرية، ويقلل من مستوى جمال الطبيعة، وأيضا بما أن النار «الضوية» تعتبر فاكهة الشتاء فيلجأ الناس إلى إشعال النيران في البر عند بعض الأشجار البرية مما يسبب إلى حرقها وتلفها لا سيما أنها معرضة للانقراض، ‏وأيضا قد يتسببون في حرق ممتلكاتهم الخاصة خصوصا الذين ليس لديهم خبرة في عملية إشعال النيران بشكل صحيح، أيضا رسالتنا إلى من يتوجه ويقصد شاطئ العقير في الأجواء الممطرة بأهمية الابتعاد عن السرعة غير القانونية حرصا على سلامتهم وسلامة الآخرين.

ممارسات سلبية لترويج الممنوعات

قال الخبير الأمني اللواء متقاعد مسفر الغامدي: جرت العادة أن تشهد أيام الشتاء بالمملكة، قيام المواطنين وبعض المقيمين باستخدام المخيمات ونصبها في البر وخاصة في المنطقتين الوسطى والشرقية نظرا لتوافر البراري الشاسعة ومن حيث المبدأ لا مانع من ذلك الإجراء، ولكن يجب مرعاة عدة ضوابط، على سبيل المثال أن تكون البلديات على علم بذلك وضرورة أخذ الموافقة المسبقة منها وتحديد الأماكن التي تتوافر فيها جميع أمور السلامة، وقد يكون من الأفضل أن تقوم البلديات بتوفيرها وبأسعار معقولة ومواصفات تضمن السلامة، مع الحرص على ألا تكون تلك المخيمات في الأودية خاصة هذه الأيام لوجود موسم الأمطار، وقد حدث بعض الحالات التي أدت إلى حوادث قد تصل إلى الوفاة بجانب بعض الممارسات السلبية وغير الأخلاقية لترويج بعض الممنوعات التي ينتج عنها بعض السلوكيات السلبية التي تتسبب في الكثير من المشاكل الأمنية، نحن لا نعمم ولكن الاحتمالات واردة وبقوة، هناك عامل آخر وهو أن هذه المخيمات تغلب عليها العشوائية ولا تتوافر فيها وسائل الصرف الصحي المناسبة وأرى أن تقوم الجهات الحكومية المختصة بتكليف البلديات لوضع أنظمة تساعد في تحسين الوضع، خاصة وأن هذه المخيمات تسبب أضرارا للبيئة من حيث ترك النفايات والاحتطاب الجائر. وأتمنى دراسة ذلك ومعالجة الظاهرة من الناحية الأمنية التنظيمية.

اختيار الوقت المناسب للنزهة

أوضح المتخصص في علم الجريمة د. عبدالعزيز آل حسن، أن الكثير من الأسر تتوافد في فصل الشتاء للاستمتاع بجمال الطبيعة والتنزه بالأماكن البرية سواء القريبة منها أو حتى البعيدة، مما جعل فرص الاستثمار في إنشاء المخيمات المجهزة هدفا يقصده الباحث عن توفير مورد مالي من خلال تأجير تلك المخيمات، وهنا علينا أن ننبه على أمور هامة للفرد والأسرة في حالة رغبوا بالنزهة أو الاستفادة من تلك المخيمات المؤجرة، حيث يجب على الأسرة اختيار الوقت المناسب للنزهة، الذي لا تكون فيه تيارات الهواء والرياح قوية ولا يصحب تلك الأجواء تساقط الأمطار الغزيرة، والابتعاد من مصبات الأودية وتجمعات السيول لما في ذلك من خطورة على الأرواح والممتلكات، كما يجب على الأسرة الانتباه من المخيمات البعيدة عن النطاق العمراني أو عن الطرق الرئيسية والفرعية حيث ينخفض فيها عنصر الأمان وتكون مدعاة للسرقة والايذاء من الغرباء أو العمالة المخالفة، ولا يكتفى بذلك، بل يجب الحذر من التعامل الشخصي والمالي مع العمالة أو القائمين بحراسة المخيمات أو تأجيرها إن لم يكونوا يحملون إثبات الهوية النظامية وسارية المفعول، والإبلاغ عنهم وليس مساعدتهم كواجب وطني واجتماعي، لذلك فإن على الفرد والأسرة العناية بنفسه وبأفراد الأسرة واختيار الأماكن والمخيمات المناسبة، وعدم التعامل بعاطفية غير منطقية حتى لا يصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه ويقع الأذى أو يتم ارتكاب جريمة سلوكية أو أخلاقية أو مالية أو جسدية، حمانا الله وإياكم.

تشكيل فريق «رصد» وتقييم الخطر

ذكر المواطن طارق الفياض أن هطول المطر من نعم الله علينا وننتظره بشغف وشوق تبتهج الأرض بنزول المطر، وتصبح أيام المطر أياما من متع النعيم والفردوس على هذه الأرض، ولعل من الممارسات الخاطئة أثناء هطول الأمطار هي الخوض في المستنقعات والتعرض للأخطار وخاصة مجاري السيول داخل الأحياء أو في الصحراء، وأيضا أهمية الحذر من الحفر وفتحات البيارات وهذه بحد ذاتها خطر قاتل قد يكسر السيارات ويتلفها، وقد تبتلع الفتحات غير المقفلة الأطفال وتهددهم بأخطار متنوعة، وكذلك المستنقعات وهي من أكثر ما يدمر البيئة وينشر المرض والروائح الكريهة داخل الأحياء السكنية، ويزيد من معاناة القاطنين في خروجهم لصلاتهم ومصالحهم وأعمالهم، ومن الحلول لمواجهة ذلك تكوين لجان أهلية لرصد المواقع والمستنقعات وجدولتها ثم الرفع للبلدية وتشكيل فريق عمل داخل البلدية للمبادرة برصد المواقع وتجهيزها، وأيضا تكوين فريق يراجع التنفيذ ويتصل مباشرة برئيس البلدية والمعين بالنيابة عنه؛ لدرء هذه عن المواطنين، ومن الخطوات المهمة أيضا مراجعة أهل الخبرة يختصر التكاليف، وتكوين فريق للرصد وصناعة معايير وتقييم الخطر وفق مستويات، والتجول بسيارات متنوعة لرصد الأثر وكذلك وضع قائمة للمراجعة وكل حي يتم مراجعته يتم تحويله للجنة البلدية لمعالجته ما أمكن، وتقييم الإصلاحات وفق اللجان التطوعية بشكل مستمر.

غياب الوعي يقود لعواقب لا تحمد عقباها

أكد المدرب والمتخصص في مجال السلامة والصحة المهنية يعقوب الحربي، أن غياب الوعي في كيفيه التعامل مع الكهرباء أثناء هطول الأمطار يؤدي لعواقب لا يحمد عقباها، وقد تؤدي للصعق ومن ثم الموت ومن المهم النصائح والإرشادات لأفراد المجتمع؛ لتجنب أماكن الكهرباء أثناء هطول الأمطار والسيول، لأنه من المعروف أن الماء موصل للكهرباء ولذلك فهناك خطر كبير في الشوارع وهي «أعمده الإنارة» فهي مصنوعة من حديد أو معدن آخر وأي ملامسه لها مع هطول الأمطار فقد تكون نهاية الشخص.

ومن النصائح والإرشادات لتجنب مخاطر الكهرباء أثناء المطر: البعد عن المحولات والعدادات الكهربائية وأعمدة الإنارة وأبراج الخطوط الكهربائية المتواجدة بكثرة في البر، وفي حالة إنقاذ شخص تعرض لصعق كهربائي يجب حماية المنقذ بمادة مصنوعة من البلاستيك أو المطاط أو قطعة خشبية.

خطر أعمدة الكهرباء المكشوفة

قال المواطن محمد الحسين: من المهم جدا أن يكون هناك دور هام وتوعوي من الجهات ذات العلاقة والمعنية بمتابعة وصيانة الأعمدة الكهربائية، خصوصا المكشوفة منها، والعمل على إصلاحها أو تغطيتها حفاظا على سلامة الجميع خصوصا في هذه الفترة التي تشهد هطول الأمطار، وكون هذه الفترة الحالة المطرية تحتاج إلى توعية أكبر ووعي من الجميع لمخاطر تلك الأعمدة الكهربائية بأهمية التنبيه والابتعاد عنها وعدم لمسها أثناء هطول الأمطار، حفاظا على سلامة الجميع وخصوصا الأطفال الصغار، ومن هنا نطالب بالتوعية بذلك خاصة وأن هناك الكثير ممن يفرح بهطول الأمطار ويحاول اللعب وإظهار الفرح وقد ينسى وجود هذه الأعمدة الكهربائية خصوصا المكشوفة منها، ويعرض نفسه للخطر، ومن هنا يبرز دور الوالدين أيضا في متابعة الأبناء وتوعيتهم بذلك.

التأمين مطلب هام

اتفق عدد من أصحاب المخيمات على أن الهاجس الأكبر الذي يواجهونه خلال هذه الفترة هي السلوكيات الخاطئة التي تتكرر داخل المخيمات بعد التأجير، ومن ذلك العبث والتخريب وإشعال النيران بشكل عشوائي وعدم المحافظة على المكان بعد تركه خصوصا النظافة، مؤكدين ان تلك السلوكيات جعلتهم يطبقون نظام التأمين بدفع مبلغ بسيط يعوض ما يتم تدميره، وشددوا على أهمية المحافظة على المكان ليكون أفضل مما كان.

تصريف المياه ودرء أخطار السيول بحفر الباطن

أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي لأمانة حفر الباطن سعود الصقري، أن أمانة حفرالباطن وضعت خطة طوارئ للتعامل مع جميع الحالات المطرية وذلك من خلال فرق ميدانية موزعة بالطرق الرئيسية والأحياء ومزودة بالمعدات والآليات، ويشارك بتنفيذها أكثر من 800 كادر بشري مابين مشرفين ومراقبين وعمالة بالاضافة إلى أكثر من 260 معدة وآلية، مشيرا إلى أن تنفيذ الخطة محل اهتمام ومتابعة ميدانية من صاحب السمو محافظ حفر الباطن وأمين أمانة المحافظة، إضافة لجاهزية عبارات مشروع تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول من حيث تصريف مياه الأمطار، والذي أنجز منه هذا العام وكان محل فارق كبير بدرء المخاطر، ويتضمن اكتمال الخط الرئيسي لعبارات مشروع تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول من الجهة الجنوبية «طريق الملك فهد» إلى الجهة الشمالية «طريق حذيفة بن اليمان» واكتمال عبارة طريق الملك عبدالله وعبارة طريق صلاح الدين الايوبي وعبارة طريق الامام الشوكاني، وعبارة طريق حذيفة بن اليمان التي كانت تسبب انهيارات للأسفلت بسبب مرور المياه من فوقها بمشروع وادي فليج الجنوبي.