تسببت موجة الأمطار التي شهدتها محافظة قرية العليا الواقعة شرقي المملكة العربية السعودية، في انهيار البرج الشرقي لقصر "عالي" الذي يصل عمره إلى قرابة قرن من الزمان، وذلك بعد أيام من سقوط نظيره "الغربي"، الأسبوع الماضي، رغم التحذيرات وتشكيل لجنة تدخل سريع لإنقاذ المبنى التراثي.

وبدأت هيئة التراث السعودية، الثلاثاء الماضي، ترميم البرج الغربي والأجزاء الداخلية المنهارة لقصر "عالي"، إضافةً إلى إصلاح التصدعات والشقوق بالقلاع، والأسوار، فور انهياره الأسبوع الماضي، على أن يتم الترميم من نفس المواد المنهارة.

ووفقًا لما أوردته صحيفة "الأيام" السعودية، مساء اليوم الأحد، فإن بلدية القرية قد عبرت عن قلقها من انهيار البرج الشرقي، الذي أحيط، فور انهيار "الغربي"، بحواجز بلاستيكية حفاظًا على مرتادي الشارع، إلا أن موجة الأمطار التي تشهدها المنطقة تسببت في سقوطه أيضًا.

ولفتت الصحيفة نقلًا عن مصادر مطلعة، إلى أنه كان هناك مشروع متكامل، ينطلق مع مطلع العام 2022؛ لترميم القصر بالكامل، من الداخل والخارج، وأن القصر سيضم لاحقًا متحفًا بداخله، على أن يُخصص للزوار في الاحتفالات العامة، كذكرى اليوم الوطني.

ويقع القصر المربع الشكل على مساحة 94م × 94م، وارتفاع 7 أمتار، مدعمًا بسبعة أبراج ضخمة مخروطية الشكل، 4 منها بالأركان و3 بالوسط.

ويشكل القصر أهمية خاصة في سجل التراث الشعبي والتاريخي، لا سيما أنه يحكي تاريخًا قديمًا يعود لزمن توحيد المملكة وبداية نهضتها، ويحظى برمزية كبيرة في نفوس السعوديين.

تاريخ التأسيس

ويرجع تاريخ بناء هذا القصر، طبقًا للوحة التأسيسية، إلى عام 1355هـ، وكُتب على هذه اللوحة ما يلي: "بسم الله الرحمن الرحيم بأمر من جلالة الملك عبدالعزيز، بُني بقرية العليا قصر عالي بإشراف سمو الأمير سعود بن جلوي حاكم الأحساء عام 1355هـ" ناظر البناء خالد الفرج، وشيّد القصر وسط محافظة قرية العليا مربع الشكل، بارتفاع 7 أمتار، وهو مدعم بسبعة أبراج ضخمة مخروطية الشكل.

ويقع القصر وسط أربعة شوارع واسعة مسفلتة، ويضم من الداخل مجموعة من الإدارات الحكومية، وهي الجمارك، والبريد والبرق، والهاتف على اليمين بالجانب الجنوبي، ودورة مياه وبئر، ومركز للشرطة بالجانب الشرقي، ومقر الإمارة على اليسار بالجانب الشمالي، ومبنى إدارة المالية وسط الفناء، كما يضم مسجدًا، ومقرًا للسجن بالقسم الغربي من الجانب الشمالي، بالإضافة إلى وجود سلالم في الزوايا الأربع تؤدي إلى الأبراج العلوية المرتبطة ببعضها عن طريق ممرات.