على الرغم من إسدال الستار على قضية «مجزرة السحور» بمحافظة الفيوم، بحكم محكمة الجنايات برئاسة المستشار ياسر محرم رئيس المحكمة وعضوية المستشارين علي لاشين، وفوميل لبيب، بمعاقبة سفاح الفيوم الذي ذبح أبناءه الستة وزوجته على السحور، بالإعدام شنقا، إلا أنّ اعترافات المتهم وتفاصيل ارتكاب الجريمة لم تنشر من قبل حتى تمكنت «الوطن» من الحصول عليها.

جمع بين زوجتين والحياة حلوة

بدأ سفاح الفيوم اعترافاته قائلاً أنّه كان يعمل «شيف حلواني» ويمتلك 3 محال وكان يعيش حياة مترفة مما جعله يتزوج سيدتين، ولكن بسبب زيادة المشاكل طلق الأولى التي كانت دائمة افتعال المشكلات، خاصةً بعد إنجاب الثانية طفلا وحملها في آخر رغم أنّها لم تكن تنجب، فاستمر معها نظرا لهدوئها وحنيتها الشديدة، وألقت له الأولى أبناءها أصغرهما كان عمره 6 أشهر، فأرضعته الثانية مع طفلها الأول ونشئا معا وكأنّهما توأم.

ترك القرية واستدان لتجديد المحل

وأضاف أنّه قرر ترك القرية ليبتعد عن طليقته ويعيش حياة هادئة، وقرر افتتاح مخبز بقرية «الغرق قبلي» التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، وأنفق عليه نحو نصف مليون جنيه أخذها في صورة قروض من البنك وضمنته فيها زوجته الثانية، ثم اقترض نحو 300 ألف جنيه من معارفه، وبسبب ظهور فيروس كورونا خسر الكثير ولم يتمكن من السداد وبدأ «الديّانة» يرفعون عليه إيصالات الأمانة.

وأوضح أنه ذهب إلى البنك وعلم أنّه إذا أنهى حياته سيجبرون الضامن على سداد الديون الخاصة به، والضامن هي زوجته ولا تعمل ولا تمتلك شيئا وستتعرض للذل فقرر التخلص منها هي وأبناءه وإنهاء حياته ليهرب من الديون والديّانة، خاصةً بعدما بدأوا يطالبونه ويتشاجرون معه في المنطقة ويتسببون في حرج كبير له أمام الناس الذين يحترمونه كثيرا.

مدمن وخضع للعلاج في مصحة

وأشار قاتل أسرته إلى أنّه عثر على شريط أقراص منومة كان يتناوله خلال علاجه في مصحة العباسية، نظرا لأنّه كان مدمن على أقراص «الترامادول» المخدرة وخضع للعلاج منها في المصحة، فاستغل تلك الأقراص ووضعها في عصير «تمر هندي»، تبقى من وجبة الإفطار في الأسبوع الأخير من رمضان وجعل زوجته وأبناءه يشربون منه، ثم ذهب إلى مخبزه حتى يناموا.

ولفت إلى أنّه عاد للمنزل في منتصف الليل وفوجئ بابنه الأكبر لا يزال مستيقظا يشاهد أحد الأفلام على جهاز الحاسوب فجلس برفقته وتناول معه «لب وسوداني» ثم نزل مرة أخرى للمخبز حتى ينام ابنه، وجلس مع صديقه ثم عاد للمنزل مرة أخرى بعدما تناول حبوب مهدئة لينفذ مذبحة السحور بهدوء، إذ وصل إلى المنزل والجميع نيام.

بدأ بذبح نجله قبل الأخير

وكشف عن أنّه دخل غرفة نومه فوجد زوجته نائمة وبحضنها طفليه، فأخذ «يوسف» نجله من زوجته الأولى، ودخل به إحدى الغرف ليحاول خنقه، ولكنه قاومه وبدأ بالصراخ فخاف من افتضاح أمره فهرع للمطبخ وأحضر سكينا ثم ذبحه وتركه بالغرفة، وعاد إلى غرفته محاولاً التحدث إلى زوجته ولكنها غطت في نوم عميق فذبحها ولكنها بدأت تتحرك فطعنها في جنبيها وصدرها حتى تأكد من وفاتها، ثم ذبح أصغر طفله «معتصم»، سنة ونصف، خلال نومه بجانب والدته.

وتابع أنّه توجه بعد ذلك لإحضار جثة «يوسف» من الغرفة ووضعها بجانب جثة زوجته وطفلهما الصغير، ثم خرج فوجد نجله الأكبر «أحمد»، 13 سنة، نائما على بطنه، فجذب رأسه للخلف وذبحه كالشاه، وتركه ينزف ودخل غرفة أبنائه وذبح «محمد» 9 سنوات خلال نومه على ظهره فاستيقظت ابنته «آلاء»، 7 سنوات، من نومها مفزوعة فذبحها، ثم ذبح «بلال» 5 سنوات.

اعتذر لابنه الأكبر بعد ذبحه

وتابع أنّه بعد إنهاء جريمته التي عُرفت إعلاميا بـ«مذبحة السحور»، جلس بجوار جثة ابنه الأكبر ومسح الدماء من على وجهه واعتذر له قائلاً: «معلش يا ابني إنت كدة ارتحت»، ثم ذهب إلى المخبز وخلع عمامته وربطها في السقف ووقف فوق الثلاجة لينتحر ولكن العمامة لم تتحمل وزنه وانقطعت، فأشعل النيران في المخبز من حوله وحاول شنق نفسه مجددا ولكن زيادة النيران جذبت أنظار المارة فهرعوا لإطفائها.

وأكدّ أنّه حاول الهرب واستقل «توك توك» ليغادر القرية ولكنه فكر في أسرته، وأنّهم سيتعرضون للذل والمهانة فاتجه إلى مركز شرطة إطسا وسلّم نفسه واعترف بجريمته.

مجزرة السحور هزت الفيوم

تعود تفاصيل الواقعة إلى الأسبوع الأخير من شهر رمضان المُنقضي، حينما استيقظ أهالي المحافظة على مذبحة، حيث قام صاحب مخبز يدعى عماد أحمد رمضان، 34 سنة، بذبح زوجته وتدعى مها عبد الباسط، وأبناءه أحمد ومحمد وآلاء وبلال ويوسف ومعتصم، ثم سلّم نفسه بعدما فشل في الانتحار، وذلك لتراكم الديون عليه وخوفه عليهم من الديانة.