.. وضع الأهلي يستثير الكتابة، يحرك مواجع نبض الحروف، وهكذا طبع العاشق عندما يجتمع الحب والخوف معًا..
لا يهم أن يكون الصوت مبحوحًا.. التمني أن يكون مسموعًا..!
****
.. وأعتقد أن كل هذه الأصوات من المحبين والمحللين والزملاء الإعلاميين عبر القنوات الفضائية والصحف قد اخترقت جدران إدارة النادي الأهلي، وعليها أن تصغي لها وتدرك أبعاد المخاوف الحقيقية قبل أن يكون «ولات ساعة مندم»...!
****
.. الكل تقريبًا بمختلف ميولهم يتحدثون عن الأهلي، يحذرون ويتوجسون، وهم بصدق مشفقون، وهذا ليس بالمستغرب، فمن يتحدثون عنه ويتخوفون عليه، هو الأهلي أحد كبار الكرة السعودية...
****
.. لست مع من يقول بأن أحدًا لم يضرب ماجد النفيعي على كفه ويجبره على قبول المهمة الصعبة وهو الأدرى بها قبل غيره بحكم معايشته السابقة لها وبحكم قربه من البيت الأهلاوي.
أنا أعتبره -ولازلت كذلك- الرجل الشجاع الذي تصدى للمهمة الصعبة في المرحلة الأصعب.. وما يقوم به من محاولة لملمة الأوراق وإغلاق الملفات المتجمرة هو عمل جيد حتى وإن لم يحصل على الكفاءة المالية لحد الآن..!
****
.. لكن عليه أن يغير في قناعاته بذات القدر الذي عليه أن يغير في أدواته.. فكثير من أحلامنا التي نرسمها تصبح قابلة للتغيير والتعديل عندما تصدم بأرض الواقع..!
****
.. هذا أولاً.. وثانيًا، لكي تتقي النهايات السيئة والحرجة، ولكي تعود وتعبر المرحلة بسلام، وبما يحفظ قيمة الكيان فلابد من التقييم العاجل لكل الأدوات (مدرب، إدارة كرة، لاعبين)، وتجاوز مكامن الفشل بكل جراءة وصرامة، والوقت لا يسمح بمزيد من التسويف والصبر والترجي..!
****
.. وثالثًا.. أعتقد أن الوقت لم يعد مناسبًا أبدًا للمحاسبة: من اختار المدرب؟ ومن اختار هؤلاء اللاعبين السيئين؟ من تسبب في المعسكر؟ من السبب في التخبطات؟
هذا كله الآن يجب أن يترك جانبًا، فالوقت وقت معالجة لا محاسبة...!
****
.. وأما رابعًا وخامسًا، وإن شئت فألف فهو هاسي..
كل المدربين والمحللين والنقاد يجمعون على أن رأس العلة هاسي، ورأس الحل هو رأس هاسي.. أتمنى إقالته وإحضار صالح المحمدي، أو أي مدرب آخر.
تغيير المدرب سيكون فاتحة التحولات حتى وإن لم تسمح الظروف المالية بتغييرات في اللاعبين..
انظروا ماذا فعل سييرا في الطائي؟ وماذا فعل فلادان في الاتفاق؟ وماذا فعل روسو في النصر؟!
****
.. حبيبنا الأستاذ ماجد النفيعي..
هذا الأهلي.. تاريخه ثقيل، والمحافظة عليه أثقل، وأنت القادر على هذا الإرث..
فقط علينا أن نستفيد من دروس التاريخ، وأحيانًا تغيير بعض القناعات تكون بداية أولى في الاتجاه الصحيح.
نقلا عن "المدينة"
