النبل يقتضي الوفاء للرياض


... وكأنه كُتب على لبنان أن يسير في الطريق الصعب منذ نشأته، فتاريخه مليء وحافل بالكوارث والأزمات بفعل الحروب العبثية والمؤسفة في آن، ناهيك عن حروب الآخرين على أرضه وما أكثرها، وصولاً إلى الأزمات المتتالية والخلافات السياسية والاغتيالات والتفجيرات.
فتاريخ لبنان وحاضره دفعا أعداداً كبيرة من اللبنانيين إلى الهجرة في بداية الحرب الأهلية عام 1975 والتي سميت حرب السنتين ومرحلة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، لتعود الآن الهجرة من جديد على خلفية الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية والحياتية، التي وصلت إلى حالة بائسة سببت تصدع الخصائص الأساسية التي تميز بها وطن الأرز بين أقرانه، وحتى على المستوى العالمي أي الحقلين الطبي والتربوي، فيما السياحة حدّث ولا حرج، إضافة إلى تفكك وتحلل مؤسسات الدولة ومرافقها، بينما الهوية الوطنية التي تبقى رأس مال هذا البلد من خلال التعددية والحريات والديمقراطية والإعلام المتنور المتوقد، وكل هذا الزمن الجميل بات على شفير الهاوية.
... هي خطا مشيناها وتألمنا وتعذبنا وقهرنا وعانينا بفعل هذه الحروب والأزمات... إنما ما فاقم من معضلاتنا تلك الأزمة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج بفعل قصر النظر والخفة في التعاطي مع دول كانت لنا السند في زمن الشدة... نعم للمملكة العربية السعودية من خلال الدعم المستمر لبلد أحبوه فكانوا إلى جانبه في زمن الحروب واحتضنوا أبناءه على أرض المملكة وحظوا بمعاملة أخوية، ناهيك عن إعادة إعمار لبنان مراراً علاوة على الودائع في مصرف لبنان والمساعدات والتقديمات... كل ذلك والمملكة لا تريد شيئاً من لبنان سوى الحرص على أمنه واستقراره وازدهاره وأن يبقى عربياً لا في محور آخر... وصدقوني لقد لمست عن قرب من خلال المسؤولين السعوديين الذين عرفتهم وهم كثر... فهم يحبون بلدنا أكثر بكثير من بعض مسؤوليه...
فهل يُعقل في خضم الأزمات التي نعاني منها ما فعلناه بحق السعودية ودول مجلس التعاون مجتمعة، وهي التي كانت لنا العضد والبلسم لجراح هذا الوطن في الحروب والمحن التي مر بها... وما أكثرها؟
أما في الشق الداخلي، وعودٌ على بدء، فمن غير الجائز أن يبقى هذا الانهيار الحياتي والمعيشي مستمراً على وقع أنين وقهر الناس ومعاناتهم، فأعجب كل العجب كيف أن بلداً مفلساً منهاراً لا يجتمع مسؤولوه لإعلان حالة طوارئ اقتصادية واجتماعية أو خلية أزمة، للانكباب على معالجة أوضاع الناس، وما يزيد الطين بلة أن مجلس الوزراء معطل بفعل النكايات وتصفية الحسابات والخلافات... فعلى أي كوكب يعيش أهل الحل والربط في هذا البلد؟... صدقوني سبق أن حذرت منذ سنوات طويلة من السياسات الاعتباطية وغياب الرؤية الواضحة، إضافة إلى الارتكابات والسمسرات والفساد وقد وقعت الواقعة... فإذا كانت النصيحة بجمل فعالجوا المسائل التي تعني الناس وقضاياهم قبل فوات الأوان وإلا سيلعنكم التاريخ والناس لا ترحم وهذا حقها...
وأخيراً آمل أن يعود خط بيروت - الرياض سريعاً، وأن تتوقف الحملات المسيئة بحق المملكة، ولتكن هناك وقفة رجال دولة تجاه مملكة احتضنت بلدنا في الزمن الصعب يوم تخلى عنا العالم... لا تهملوا العلاقة مع السعودية والخليج، فهؤلاء أوفياء أحباء أعزاء أعطوا بلدنا الكثير... فالحل ليس بالاعتذار بل بالتصرف بوفاء وفروسية وبنبل تجاه النبلاء...

*نقلا عن الشرق الأوسط

تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:17:08
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 99%
الأهمية: 91%

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٤)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:21:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية