أخبارنا المغربية- الرباط

ما يزال موضوع المغاربة العالقين في الخارج، بفعل إغلاق المجال الجوي نتيجة ظهور المتحور الجديد "أوميكرون"، (ما يزال) يثير مزيدا من ردود الفعل الغاضبة من القرار.

مناسبة هذا الموضوع هو نشر صور على منصات التواصل الاجتماعي تؤكد، بما لا يدع مجالا للارتياب، تخصيص طائرات لنقل لاعبي المنتخب إلى الكاميرون للمشاركة في كأس إفريقيا، ممن استعصى عليهم مرافقة الفريق في الطائرة المخصصة لهم، وفي الوقت نفسه يتم منع عدد كبير من المغاربة العالقين من العودة إلى وطنهم، بعدما تقطعت بهم السبل في بلدان المهجر بفعل قرار إغلاق المجال الجوي خشية انتشار "أوميكرون".

وتفاعلا مع الموضوع، كتب الصحافي المغربي إسماعيل عزام تدوينة مطولة على صفحته الفيسبوكية جاء فيها: "طائرات خاصة لنقل مجموعة من لاعبي المنتخب المغربي إلى الكاميرون للعب نهائيات كأس إفريقيا. لا إشكال لمن لم يستطع الالتحاق باكرا مع المجموعة، أموال الشعب موجودة لكراء طائرات خاصة والتوجه نحو فندق من خمس نجوم بخدمات باذخة وحراس شخصيين".

وزاد عزام: "في المقابل، آلاف المغاربة عالقون في دول عديدة، منهم من ترك دراسته وعمله وأسرته. آلاف من أبناء الجالية حُرموا من زيارة أسرهم، ومنهم من حُرم من حضور جنازة والده أو والدته أو أخيه أو أخته، لأن الحكومة الذكية جدا أغلقت الحدود؛ وهي الحكومة الوحيدة التي اتخذت قرارا مماثلا، في وجه المغاربة ككل وليس السياح فقط".

الصحافي المغربي أضاف: "سيرّد أحدهم: هناك لاعبون كثر من بلدان إفريقية كثيرة سافروا في طائرات خاصة إلى الكاميرون؟ طيب.. هل حكومتهم أغلقت الحدود في وجه أبناء البلد وتركتهم عالقين، أم هذا اختراع مغربي خاص بعد قرابة سنتين من انتشار المرض؟".

"وحتى ولو قامت حكوماتهم بذلك.. أيّ قانون إنساني هذا الذي يحلّ على اللاعبين التنقل بحرية بطائرات خاصة ويمنع على بقية أبناء الشعب حقهم الطبيعي في احتضان أم مكلومة وطفل مفجوع؟"، يتساءل عزام قبل أن يضيف: "لا مشكل عند فوزي لقجع ومن وراءه من الإنفاق بسخاء على الكرة.. لأن الركض وراء انتصار جلد مدور كفيل باستفزاز مشاعر الوطنية، وعندها لا أحد سيسأل عن مصير العالقين والممنوعين من الدخول".

وأردف الصحافي نفسه: "كأن لسان حال من يرسمون هذا العبث يقول: لتبقوا في مكانكم.. افترشوا الأرض والتحفوا بالسماء. فلنا منتخب له كل الأولوية. نحن في انشغال بغزوات الكرة ولا إمكانية لدينا للتفكير في معاناتكم"، مبرزا بالقول: "طائراتنا الخاصة ليست لكم.. فتلعنوا القدر الذي لم يسمح لكم بأن تكونوا لاعبي كرة، أو أطرا في جامعاتنا، أو مسؤولين لهم قدرة عجيبة على الجمع بين المناصب. ببساطة.. ليس لدينا الوقت لكم".