نساء سوريات ينتشلن قماش حلب من ركام الحرب في مشروع «من قلوب».. فيديو
نساء سوريات ينتشلن قماش حلب من ركام الحرب في مشروع «من قلوب».. فيديو
تنهمك أربعة عشر امرأة، في مشروع، يسكنه الأمل، والألم، في مدينة حلب السورية.
أكداس القماش المكوّم على طاولات الخياطة كانت ضحايا وشهود عيان بآن معا، على الخراب الذي ألم بمدينة حلب جراء حرب امتدت على عقد من الزمن، لتنتشلها اليوم أيدي سيدات هذه المدينة، ويعدن تدويرها من تحت أنقاض مخنوقة الصوت، إلى ورشات العمل، ومن ثم إلى الأسواق. بحسب وكالة «سبوتنيك»
أحاسيس متناقضة كان أبرزها الحب والشغف اكتنفت السيدات المشاركات في مشروع «صنع من القلب»، حيث قابلن الموت بالحياة، والخراب بالحب، ليمحين ذكرى أيام بطيئة مظلمة وقاتلة.
«من قلوب النساء إلى قلوب النساء، لذلك أسميناه صنع من القلب»، هكذا تتحدث مديرة المشروع، ليلى موصللي، لوكالة «سبوتنيك» عن مشروعها، مبينةً أن «السيدات هنا يستخدمن بقايا أقمشة وجدوها في الأسواق بين الأنقاض، ثم يعدن إليها الحياة من خلال إعادة تدويرها بشكل جميل وجودة عالية».
وتؤكد موصللي أن هذا المشروع أتاح فرص عمل لـ 14 سيدة حلبية وأصبح مورد رزق لهنّ ولأسرهنّ، كما بات متنفساً من ضغوطات الحياة التي خيمت على الجميع، فالجو في ورشة العمل عائلي ومليء بالحب والقوة والشغف.
«نسعى لتجنب هدر الأشياء والمحافظة على الموارد القليلة المتاحة، كما نريد أن نثبت قدرة المرأة الحلبية على التحمل والتسلح بالإرادة والتصميم على الحياة».
وتلفت في حديثها إلى أن الملابس المنتجة في المشروع تنافس القطع الأجنبية بجودتها وجمالها، وتقول: «نسعى لنشر ثقافة إعادة التدوير في ظل محدودية الموارد، ليست إعادة تدوير بل إعادة إحياء بالمعنى الأدق».
إحدى المشاركات في المشروع أشارت إلى أن مشروع «من القلب إلى القلب» هو مشروع من المرأة إلى المرأة، وهو يتميز بالإبداع والفرادة، فالقطعة التي تنتج هنا لا يوجد مثيل لها في الأسواق وهذا ما يعطي المنتجات تميزها وفرادتها، مبينة أن السيدات يعملن بمحبة وشغف لذلك تلامس قلوب الناس.
تجتمع اليوم أربعة عشر امرأة، تقفز إلى أذهانهن ذكريات قديمة مؤلمة لم يستطعن محوها أو التخلص منها لأنها تبقى إحدى خلايا الذاكرة، لذلك أعدن تدويرها كما أعدن تدوير الأقمشة، منحنها من أرواحهن حباً وأملاً وشغفاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news