كيف تنتهي جائحة كوفيد .. ماذا بعد أوميكرون؟


في الوقت الذي يدخل فيه العالم القلق عاما ثالثا مع فيروس كورونا، الذي يستفحل انتشاره بفعل المتحور الأكثر عدوى حتى الآن، هناك تفاؤل بين كثير من العلماء بأن تداعيات الجائحة على الصحة العالمية ستخف في 2022.
على الرغم من أن المتحور أوميكرون يهدد بحدوث أزمة خلال الأشهر القليلة المقبلة، إلا أن السيناريوهات الأكثر احتمالا تظهر تحسنا كبيرا في المستقبل بفضل زيادة المناعة بين سكان العالم، عبر اللقاحات والعدوى الطبيعية، التي من المرجح أن تجعل عواقب الفيروس أقل حدة.
قال السير جيرمي فارار، مدير مؤسسة ويلكم الطبية، "كان ارتفاع حالات أوميكرون في أوروبا وأمريكا الشمالية سريعا للغاية وقد نشهد انخفاضا بالسرعة نفسها خلال الشهر أو الشهرين المقبلين، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق من أربعة إلى ستة أشهر حتى ينعكس الفيروس في جميع أنحاء العالم". بعد مرور موجات أوميكرون "من المرجح أن تمنحنا المناعة التي تم بناؤها فترة من الهدوء، لكن هناك عددا من الطرق التي قد يحدث بها ذلك".
ظهرت علامة مشجعة الخميس عندما رفعت جنوب إفريقيا، حيث تم تسجيل أوميكرون لأول مرة في تشرين الثاني (نوفمبر)، القيود التي فرضت على تحركات الناس عندما ارتفعت الحالات. قال بيان لمجلس الوزراء، "تشير جميع المؤشرات إلى أن البلاد ربما تكون قد تجاوزت ذروة الموجة الرابعة".
قال تيم كولبورن، أستاذ علم الأوبئة في يونيفيرسيتي كوليدج لندن، "من المنطقي تماما التفكير في إمكانية تقليل عبء كوفيد 95 في المائة في 2022، بحيث لا يعود يمثل واحدة من أكبر عشر مشكلات صحية. سيكون هذا هدفا معقولا لإنهاء الجائحة".
يرى بعض الخبراء أن أوميكرون نفسه مؤشر على التطور المستقبلي لفيروس سارس-كوف-2، حيث يفضل الانتقاء الطبيعي الطفرات التي تنتقل بسرعة وكفاءة بين الأشخاص الذين لديهم بالفعل بعض الحماية المناعية.
تظهر الفحوص المخبرية أن الطفرات في أوميكرون جعلته أكثر عدوى من المتحورات السابقة في الممرات الأنفية والجهاز التنفسي العلوي - مفضلة الانتقال السريع - لكن على العكس من ذلك أقل احتمالا للتغلغل عميقا في الرئتين حيث تميل إلى إحداث معظم الضرر.
يدعم هذه الاستنتاجات الأدلة الوبائية على أن خطر الإصابة بمرض شديد ينخفض بمقدار النصف أو أكثر مع أوميكرون.
قابلية أوميكرون العالية للانتقال تعنى عددا مذهلا من حالات العدوى يبلغ ثلاثة مليارات حالة على مستوى العالم خلال الشهرين المقبلين، وهو العدد نفسه في العامين الأوليين من الجائحة، وفقا لنمذجة معهد المقاييس الصحية والتقييم في جامعة واشنطن.
قال كريس موراي، رئيس المعهد، "هذه الزيادة الهائلة في عدد الإصابات والحالات ستترجم إلى زيادة أقل في حالات دخول المستشفيات، مقارنة بموجة دلتا أو ذروة الشتاء الماضي على المستوى العالمي".
تشير الدلائل حتى الآن إلى أن أوميكرون سيحل محل دلتا باعتباره المتحور المنتشر في معظم أنحاء العالم، تماما كما اكتسح دلتا السلالات السابقة. قال فارار، "أنا مطمئن من هذا الاحتمال"، مضيفا، "سأكون أكثر قلقا إذا كان لديك متحورات مختلفة تنتشر في الوقت نفسه، لأن هذا يعني أنها كانت تستغل مجالات بيئية مختلفة، وينتهي بنا الأمر مع ديناميكية خطيرة محتملة من سلالات متعددة تتفاعل".
حتى لو أصبح أوميكرون السلالة المهيمنة، فمن المؤكد أن هناك نوعا آخر من الفيروس.
في حين أن التغييرات الفردية في الشفرة الجينية هي أحداث عشوائية أثناء تكرار الفيروس - لم يتوقع أحد تعدد الطفرات التي تميز أوميكرون - فإن الضغوط البيئية التي تسمح لبعضها بالازدهار يمكن التنبؤ بها.
العالم الذي تعرض فيه معظم الناس لسارس-كوف-2 سيفضل المتحورات التي تنتقل بسرعة وسهولة مع تجنب انتباه جهاز المناعة البشري. الطفرات التي تجعل الفيروس أكثر فتكا من غير المرجح أن تجعله أكثر لياقة وقد تكون عائقا إذا أعاقت انتقاله بكفاءة.
قالت جينيفر رون، عالمة بيولوجيا الخلية وأستاذة في يونيفيرسيتي كوليدج لندن، "على الرغم من إمكانية تخيل ظهور متحور جديد قاتل أكثر قابلية للانتقال، لكن أكثر ضررا أيضا (...) لا أعرف مدى جدوى ذلك بالنسبة لهذا الفيروس. يعتمد سارس-كوف-2 على إصابة الخلايا وقد يكون بالفعل قريبا من حدود ذخيرته".
وما إذا كانت مسببات الأمراض الجديدة تميل إلى أن تصبح أكثر اعتدالا بمرور الوقت عندما تتوطد في التجمعات البشرية هي مسألة نقاش بين العلماء. لكن بول هانتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا، مقتنع بأن هذا ينطبق على فيروسات كورونا.
ربما تسببت أربعة فيروسات كورونا بشرية ـ انتشرت في جميع أنحاء العالم لفترة طويلة متسببة في ظهور أعراض خفيفة إلى معتدلة شبيهة بالزكام ـ في أوبئة خطيرة عندما انتقلت لأول مرة من الحيوانات إلى البشر.
قال، "سيستمر سارس-كوف-2 في طرح متحورات جديدة إلى الأبد، لكن مناعتنا الخليوية ستعمل على بناء حماية ضد الأمراض الشديدة في كل مرة نصاب فيها ". أضاف، "في النهاية سنتوقف عن القلق بشأن ذلك".
قد ينطبق هذا السيناريو المطمئن إذا ما تطور فيروس سارس-كوف-2 بشكل أساسي بطريقة خطية. مع ذلك، هناك نسبة خطر ضئيلة من حدوث قفزة تطورية مفاجئة إلى "شيء غير مألوف لا يأتي من السلالات الحالية"، كما أشار فارار.
لكن أحد الاحتمالات هو أن يتطور سارس-كوف-2 في مجموعة من الحيوانات ثم يعود ليصيب البشر. عادة ما تبدأ أوبئة الإنفلونزا بانتقال فيروس الإنفلونزا من الطيور أو الخنازير.
أو يمكن لسارس-كوف-2 استبدال جيناته مع فيروس مختلف من خلال "إعادة التركيب الجيني". مثلا، إذا أصيب شخص ما بسارس-كوف-2 وفيروس كورونا ميرس المرتبط به في الوقت نفسه، وهو لا ينتقل بسهولة بين الناس لكنه يقتل نحو 40 في المائة من المصابين به، فمن الممكن أن تتخيل حدوث كابوس هجين ينشأ عن ذلك ـ يجمع بين قابلية العدوى والفتك بحياة البشر.
وعلى الرغم من أن هذه القفزة التطورية ليست مستحيلة، إلا أن معظم الخبراء يعدونها غير مرجحة إلى حد بعيد. قال كولبورن، "أشعر بالخوف من جائحة أخرى ناجمة عن فيروس جديد لا نعرف عنه حتى الآن، أكثر من خوفي من بعض أنواع فيروس سارس-كوف-2".

تاريخ الخبر: 2022-01-05 00:23:15
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 39%
الأهمية: 39%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية