طارق غانم- صحفي متدرب
في حمأة التوتر السياسي لابد من “أصوات عاقلة” تربط “الماضي المجيد بالحاضر الأليم” وتذكر بالروابط التاريخية والمواقف العلنية للمملكة المغربية مع الثورة الجزائرية إبان فترة التحرر من أغلال الإستعمار الفرنسي.
صوت سعد بوعقبة الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الجزائري، واحد من هؤلاء، إذ كتب في عموده “نقطة نظام” الصادر يوم الإثنين، أن الملك محمد الخامس أبان عن دعم معنوي ومادي كبيرين لفائدة الثورة في الجزائر من خلال مدها بالسلاح والعتاد.
وأكد بوعقبة أن الرئيس الجزائري السابق الهواري بومدين اقترح على شخصيات مناضلة في بلاده، طلب لرفعه للملك المغربي على أمل تزويدهم “بالقاذفات المضادة للمدرعات”.
طلب إستجاب إليه الملك محمد الخامس رغم إفتقار هذا النوع من السلاح لدى الجيش المغرب، فقرر النظام المغربي التوجه نحو مصر لإحضار القاذفات، وفق ما أورده الكاتب.
وفي طريق عودته من العاصمة المصرية القاهرة، حمل الملك “القاذفات” في طائرته الخاصة لفائدة الثوار، ما أحدث اختلال في ميزان القوة ومنح الثورة الجزائرية مزيدا من الصمود في مواجهة الجيش الفرنسي.
يذكر دعم الملك محمد الخامس للقضية الجزائري بتلك الصورة العلنية شكلت صفعة قوية لفرنسا، خاصة أن هذه الأخيرة كانت تتوقع وقوف المغرب إلى جانبها في مطلبها الرامي إلى كون الجزائر جزءًا لا بتجزأ من ترابها.
رفض المغرب لهذا المقترح دفع النظام الفرنسي ، سنة 1956 إلى اختطاف الطائرة التي كانت تقل قادة الثورة الجزائرية من جبهة التحرير الوطني الذين نزلوا ضيوفًا على الملك محمد الخامس.
