صدر حديثا عن دار دجلة للنشر والتوزيع  مجموعة شعرية تحت  عنوان «سكرة الإحسان تمارين ابتكار لعبة الوجود» للشاعر والمسرحي العراقي أحمد ضياء. تأتي المجموعة في 157 صفحة من القطع. 

وصرح الشاعر المسرحي  أحمد ضياء لـ«الدستور» أن المجموعة تتناول في طياتها دروبًا حياتية مصحوبة بنوع من الرياضيات، وهذا التعشيق يشكل محورًا في تحولات الكتابة إذ هنالك ما هو شعري حياتي وما هو علمي. 

وعن ذلك المزج بين  قصائده وعلم الرياضيات يقول أحمد ضياء الدين: إن «مرحلة المزاوجة بين الرياضيات والشعر تجربة لإعادة النظر في الأشياء القارة والثابتة، وحتى يتم بيان البعد الفلسفي من هذا المحيط، ولعل تدوين الألم عبر الرياضيات لجعل الحياة اليومية ذات بعد ديناميكي متحرك الهدف منه تقريب وجهات الفعل البصري، وهنا ينبغي بيان المعدلات التراكمية ففي نص «النوم على صوتك»، استطعت جعل الكلمة أقل والبعد التكثيفي أوسع لذلك استغنيت عن كلمة (على) ووضعتها عبر البسط والمقام، ومن هنا بدأت مرحلة التدوين الشعرية تأخذ معايرا أثنوغرافيا مزاوجًا محيطين المحيط العلمي والمحيط الحياتي». 

وتابع: لا أجد أن هذه المجموعة تساهم بتشتيت القارئ بقدر ما تحاول أن تجعله متأنيا في القراءة حاسبا كافة التغيرات المجموعة والشعر مثل أي شيء آخر يجب أن يتغير مع متطلبات الحياة، فلغت الحواسيب الرقمية معتمة بشكل أساس على 01 وهذه الجدلية المصاحبة من الضروري انطباقها على الرؤية الشعرية.

ويلفت الشاعر أحمد ضياء الدين إلى أن الشعر في هذه المجموعة يأخذ  بعدا جماليا وحياتيا في الوقت عينه حيث تدوين الحياة والألم الشخصي، وذلك نابع من إيمان شخصي بأن الشعر نزعة وجودية حياتية تنطلق من محيط الفرد، بالتالي دونت تجربتي الشخصية بعيدا عن النماذج الشعرية الموجودة، من هنا بدأت الجذور التربيعية والتكعيبية تحسب حسابها في اللغة التواصلية لجدلية الحياة.

يذكر أن أحمد ضياء هو أحد مؤسسي مشروع “ميليشيا الثقافة”، حاصل على الماجستير في الفنون المسرحية، وصدرت له تجارب شعريّة كانتْ أولاها “مملكة العظام”عن المركز الثقافي للطباعة والنشر، كما صدرت له مجموعة شعريّة مشتركة بعنوان (الشعر في حقول الألغام)، ديوان “الحرب دموع خشنة”، الصادر عن دار الانتشار العربي في بيروت، وديوان “ورقة ميكانيكية للحياة”، وكتاب “فرانكفونية المسرح بين الأنا والآخر” عن  دار كنعان ٢٠٢٠ سوريا.

وكتاب: ما بعد الجندر خصوصيات التعاضد فيما بعد الإنسانية دار أروقة ٢٠٢١ في مصر، وغيرها من الأعمال  الإبداعية  ما بين الشعر والمسرح جمعت أغلب نصوصه إلى الفرنسية والإسبانية والإيطالية والإنجليزية، وحاصل على الجائزة الفضية في عام ٢٠١٧ عن مهرجان ميزوبوتاميا.

من أجواء الديوان “ذوبان قرص نعناع”:

ليس معيبا أن أغفو 

على جدائل تلويحتك الإلكترونية 

ليس معيبا أن أنثر 

رمادي على نوافذك الملتقطة من عدسة الهاتف 

ليس معيبا أن أسير عبر وتدين 

علقت حبالهما بكوكب أسنانك 

ليس معيبا أن 

أجلس 

عند 

كفيك وهما 

تؤرجحان الغمام بطيشهما اللامبالي 

وحنان كلماتهما الافتراضية

إذ تتدحرج عروقنا سوية 

حين نخلق في الحدائق 

ليس معيبا أن تذبل 

صفحات عنفواني بين مرمي 

الألم وخاصرة الاشتياق وجمهرة الناعسين 

 ليس معيبا أن تطلبي مني 

إعداد طبق الصمت في صباح متروك من التغاريد 

أو 

تحت شمس أغفلت شروقك فانكشفت 

أو 

إعداد قافلة من الأصوات تحت همهماتك في السر

ليس معيبا أن 

تلمسي تعبي بالضحكات المتماوجة والمرطبة للهواء المتجعد، الممطوط بالأعراق.