تمر اليوم ذكرى ميلاد الفيلسوف الإيطالي أومبرتو إيكو، والذي ولد في مثل هذا اليوم الـ 5 من يناير 1932 - 19 فبراير 2016م). يعد أيكو أحد أبرز فلاسفة القرن الفائت، وقد تنوع منجزه ما بين الرواية والبحث الأكاديمي. ذاع صيته عبر نشر روايته الأولى «اسم الوردة».

لماذا كره إيكو «اسم الوردة»؟

 "اسم الوردة" الرواية الأكثر شهرة وذيوعا للفيلسوف الإيطالي أومبرتو إيكو، واحدة من أبرز أعماله الروائية التي وزعت ما يزيد عن 17 مليون نسخة، وترجمت إلى أغلب لغات العالم.

يرى إيكو على عكس ما يعتقد أغلب القراء أنه درة تاج أعماله، جاءت الأولى، وقد سبق وقال في إحدى محاضراته: “إذا قدر وكتب رواية ستكون عوالمها داخل دير”، وبالفعل جاءت اسم الوردة، أما لماذا لا يراه درة أعماله، هذا يرجع إلى كونها أصبحت ملتصقة به، وهناك أعمالا إبداعية أفضل منها على حد قوله.

وعن رأيه في كتابة الرواية قبل الخوض في كتابتها يقول "كنت أرى كتابة الرواية تشبه لعبة الأطفال لم أخذها مأخذ الجد" حتى بعد انخراطه في كتابة الرواية لم يتغير رأيه كثيرا، وذلك يظهر جليا عبر رده على سؤال الكاتبة الصحفية الإيرانية "يلا أزام رانجانيه "بعدما أصبحت من أصحاب الروايات الأكثر مبيعاً هل تأثرت صورتك كمفكّر جدّي؟ 
 

أجابها أيكو قائلا: "منذ أصدرت رواياتي تسلمتُ 35 شهادة فخرية من مختلف الجامعات حول العالم. الإجابة هي: كلاّ. كان أكاديميون كثيرون مهتمين بالعلاقة بين جانبَيْ السرد الأدبي والأكاديمي لديّ. وكانوا عادةً يجدون رابطاً بينهما، روابط لم أتخيّل حتى أنا أنها موجودة. ما زلت أعيش كبروفيسور يكتب الرواية خلال إجازة نهاية الأسبوع، وليس كمؤلف يدرّس في الجامعة. أحضِر المؤتمرات العلمية أكثر مما أحضر المؤتمرات التي تعقدها حركة المؤلفين والنقاد الأدبية. يمكنني الجزم هنا: ربما وظيفتي الأكاديمية هي التي زعزعت صورتي عن ذاتي كمؤلّف مشهور".
 

لماذا “اسم الوردة ” تنتمي إلى البوليسية

عن انتماء رواية “اسم الوردة” إلى أدب البوليسية، يقول الكاتب والفيلسوف المغربي عبدالله العروي، في حوار له: "في نظري هذه قضية هامشية لأنها صفقة تجارية، كان من الممكن ألا تنجح. ونجحت لأسباب عارضة، لأن أمبرتو إيكو أستاذ سيميائيات، وذهب إلى أميركا، وتعرف على وسائل النشر الأمريكية، وفهم ماهي ميول القراء، إنهم يميلون إلى حكايات القرون الوسطى "الشيء، نفسه عند جان بوران، وروجين برنو..ألخ " حيث تجد العنتريات "يمكن أن نسميها العنتريات الأوروبية" سوقا واسعة؛ لكن هل "اسم الوردة" ستعتبر بعد عشرين سنة كإحدى قمم الإبداع الروائي؟ هذا أمر أشك فيه وكذلك "رقاص فوكو". حسبما ذكر الناقد محمد برادة.