من أجل أي خبير طموح في مجال مساعدة الذات، أو كاتب، أو مبادر في التوعية الصحية، فكرت أن أستغل هذه الفرصة المناسبة لعرض دليلي الإرشادي الناجح للإقلاع عن التدخين هذا العام.
مع انتهاء عام آخر من الأمل والتواضع والنيات المتعثرة، أقدم لكم بتواضع استراتيجيتي للإقلاع عن التدخين إلى الأبد، مرفقة بوصفتي السرية: أفضل طريقة للإقلاع عن التدخين - هي التوقف.
من المسلم به، باعتبارها منهجية، أنها ليست مسلية بشكل خاص. إنها لا تأتي مع تمارين التأمل الواعي لبدء "رحلة" الإقلاع عن التدخين. كما أنها لا تقدم مجموعة من التوابل الحارة لتكون بمنزلة بدائل. ليس لدي أي مادة للقراءة، أو مثبطات نيكوتين، أو أي أدوات أخرى، مثل السجائر الإلكترونية، لمساعدتك. مع ذلك، طريقتي مضمونة تماما. بصراحة، لا يمكن التغلب عليها. التوقف عن التدخين بسيط جدا. أعدك أنه من الممكن فعل ذلك. كل ما يتطلبه الأمر اتخاذ القرار بأنك تريد حقا الإقلاع عن التدخين.
مرت ثلاثة أعوام منذ أن كتبت، بجرأة نوعا ما، عن كيف توقفت عن التدخين لمدة أسبوع. ربما كان من المبكر بعض الشيء أن أكون واثقة جدا من مستقبلي دون تدخين، لكن الإعلان أجبرني على الأقل على القيام بمحاولة حقيقية. بعد أن أمضيت أكثر من عقدين في تدخين سجائر "مارلبورو"، أدركت أخيرا أن التدخين ليس شيئا أنيقا. كان يزيد علامات الشيخوخة، ورائحته كريهة، ومكلف. إضافة إلى ذلك، لم أستطع تحمل فكرة أن أحفز العادة المحتملة لابنتي المراهقة من خلال ترك علب السجائر الناقصة في جميع أنحاء المنزل.
يحب الناس إثارة المخاوف حول الإقلاع عن التدخين. يحذرون من أن النيكوتين يسبب الإدمان بشكل مروع. ويتم تذكيرنا باستمرار بعدد المرات التي يفشل فيها الناس. كذلك يتم توجيه شرائح واسعة من الخدمات الصحية في المملكة المتحدة نحو الإقلاع عن التدخين، مع ميزانيات ضخمة وموارد مخصصة لمجموعات الدعم، والعلاج، والمساعدات. تم بناء صناعة أخرى بمليارات الجنيهات على فكرة أن الإقلاع عن التدخين يتطلب استثمارات جديدة - في العلاج بالتنويم المغناطيسي أو الوخز بالإبر. وفي تطبيقات، أو كتب حول الإدمان من تأليف ألين كار.
بالتالي، الكلام العام حول التدخين يشير إلى أن الإقلاع عن التدخين مآله الفشل المحتوم. وهو أمر يناسب كلا من صناعة النيكوتين والذين يريدون إحباط فكرة الإقلاع أيضا. تم استهلاك أكثر من 5.2 تريليون سيجارة على مستوى العالم سنويا في 2019، بقيمة تبلغ نحو 705 مليارات دولار. في الوقت نفسه، من المتوقع أن تصل سوق الإقلاع عن التدخين العالمي إلى نحو 64 مليار دولار بحلول 2026.
بعدما قيل لهم أن الإقلاع عن التدخين سيكون مروعا، يميل كثير من المدخنين إلى التخلي عن فكرة الإقلاع. لقد حاولت وفشلت قبل هذه المحاولة الأخيرة. لكن ما لم يخبرني به أحد حقا هو أن التوقف عن التدخين ليس بهذه الصعوبة.
القرار النهائي بإنهاء صداقتي مع تدخين عشر إلى 20 سيجارة يوميا بدا كأنه ضغطة زر. بدلا من تذكير نفسي باستمرار بأوقات الاستراحة من أجل التدخين التي كنت أفتقدها – ببساطة، أخرست جميع الأفكار المتعلقة بها. كان الأمر بالفعل بسيطا للغاية. حتى في مواجهة العوامل المحفزة مثل الجائحة والشعور بالتشوش والفواجع الأسرية، يمكنني القول بصدق إنني لم أدخن سيجارة واحدة. بالتأكيد، كنت أتسكع مع مدخنين آخرين، وأحيانا كنت أستنشق بعمق في غرفة مليئة بالدخان. لكن نادرا ما أفتقد أصدقائي السابقين، باستثناء أمسيات الصيف المعتدلة المثالية.
كان التدخين قد أصبح ممارسة قديمة، لكن كوفيد - 19 زاد الإقبال عليه مرة أخرى. في آب (أغسطس)، وجد معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن عدد الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، الذين صنفوا أنفسهم مدخنين، زاد بمقدار الربع: 652 ألف شباب إضافي في إنجلترا يعرفون أنفسهم الآن بأنهم مدخنون، على الرغم من خطط المملكة المتحدة لأن تكون خالية من التدخين بحلول 2030.
تواجه نيوزيلندا تحديا أكبر، فهي تهدف إلى القضاء على التدخين في العقود المقبلة. أعلنت هذا الشهر عن خطط لتشريعات استثنائية ستجعل من غير القانوني لأي شخص يبلغ من العمر الآن 14 عاما أو أقل شراء السجائر في أي وقت طوال حياته.
أعتقد أن مثل هذا التشريع المانع من غير المرجح أن يدفع الشباب إلى الامتثال للقوانين الجديدة. من المؤكد أن جعل التدخين محظورا إلى هذا الحد لن يكون أمرا يسيرا.
لكنني لست في مرحلة الشباب، ولا في خطر كبير من عدم السماح لي قانونيا بشراء النيكوتين. لكنني أعلم أنني لن أفعل ذلك. انتهت علاقتي مع السجائر – على الرغم من أنني كنت أصنف علاقتنا سابقا بأنها عميقة وأكثر إنتاجية، إلا أنني أكثر ثراء، وجاذبية، ومع الأسف، امتلاء الآن.
أنا أكتب هذا ليس نوعا من تهنئة النفس وتباهيا بالانتصار، بل لإثبات أن الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر الصعب. "عليك أن تقول حرفيا إنا مدمن سجائر، وتتوقف هناك"، كما تقول أليكسا تشونج، التي أقلعت عن التدخين الصيف الماضي بعد تعاطيه بشراهة خلال الإغلاق. تلاحظ من نجاحها باعتبارها غير مدخنة "إنه أمر بسيط للغاية بمجرد أن تدرك أنه لا يمكنك الحصول على سيجارة أخرى".
لذلك لا تنخدع بالدعايات. ستشهد عطلة نهاية الأسبوع هذه مجموعة مقالات تعزز فكرة أن الإقلاع عن التدخين يتطلب كثيرا من "العمل". سيكون هناك كتب وتوصيات. ستكون هناك علاجات جديدة يمكنك تجربتها. لكن التحدي ليس مستعصيا بأي حال من الأحوال، وهذه المساعدة على الإقلاع ليست ما تحتاج إليه حقا. ما عليك سوى أن تقرر أن العلاقة قد انتهت وتلقي سجائرك في سلة المهملات.
