تلقى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو اتصالاً هاتفيًا من مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي فيي، أكد فيه الجانبان ضرورة استكمال ترتيبات الانتقال الديمقراطي في البلاد وصولا إلى انتخابات بنهاية الفترة الانتقالية.

وقال إعلام مجلس السيادة إن دقلو قدم شرحًا مفصلاً لمساعدة وزير الخارجية الأميركي حول الأوضاع السياسية في البلاد، مشيدًا بالاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة الأميركية تجاه السودان، معربًا عن أمله في مواصلة الولايات المتحدة جهودها التي تضطلع بها لمساعدة السودان للمضي قدما في عملية الانتقال الديمقراطي. وأشار إلى أن المخرج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد يكمن في ابتدار حوار شامل يفضي إلى توافق وطني يشمل جميع السودانيين. من جانبها أكدت فيي، حرص بلادها على التعاون والتنسيق مع حكومة السودان من أجل إنجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي، وأكدت دعمها قيام حوار سوداني - سوداني لتجاوز الأزمة الراهنة، معلنة استعداد بلادها والمجتمع الدولي كافة لتقديم كل ما من شأنه مساعدة السودانيين لتحقيق الاستقرار والتحول الديمقراطي، وأشارت إلى إمكانية الاستفادة من بعثة اليونيتامس كوسيط لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية.

وتأتي المكالمة الهاتفية بين نائب رئيس مجلس السيادة ومساعدة وزير الخارجية الأميركي في إطار التشاور والتنسيق والاطمئنان على سير عملية الانتقال الديمقراطي.

من جهة ثانية شدد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القائد العام للجيش، على ضرورة استمرار الحوار بين الأطراف كافة للخروج ببرنامج توافق وطنى لإدارة الفترة الانتقالية، مؤكدا أن أبواب الحوار ستظل مفتوحة مع جميع القوى السياسية وشباب الثورة من أجل التوافق على استكمال هياكل الفترة الانتقالية، والسير فى طريق التحول الديمقراطي، وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة تأتي بحكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني. وجدد البرهان لدى لقائه بمكتبه في الخرطوم، القائم بأعمال السفارة الأميركية براين شوكان، حرص السودان على استمرار الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة فى مختلف المجالات، بما يحافظ على الإنجازات التي تمت خلال الفترة الماضية والبناء عليها فى المستقبل لخدمة المصالح المشتركة للبلدين.

وبحث اللقاء العلاقات الثنائية بين الخرطوم وواشنطن إلى جانب تطورات الوضع الراهن بالبلاد.

من جانبه دعا القائم بأعمال السفارة الأميركية بالخرطوم، بريان شوكان إلى ضرورة الاستمرار فى مسار التحول الديمقراطي، والإسراع فى تشكيل الحكومة التنفيذية واستكمال بقية هياكل السلطة الانتقالية. وفيي إطار التشاور المستمر بين الحكومة السودانية وبعثة الإمم المتحدة في السودان، التقى البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بمكتبه، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال فى السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس. 

وبحث اللقاء الوضع السياسي الراهن بالبلاد بعد استقالة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك من منصبه. واستمع رئيس البعثة الأممية خلال اللقاء إلى رؤية رئيس مجلس السيادة حول الأوضاع الراهنة بالبلاد، كما أطلعه على رؤية الأمم المتحدة للفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية. 

وأمن الجانبان على ضرورة استكمال هياكل الفترة الانتقالية والإسراع بتعيين رئيس وزراء جديد خلفا للدكتور عبدالله حمدوك.

بدورها، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الجيش السوداني إلى عدم تعيين رئيس وزراء من جانب واحد في أعقاب استقالة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وسط احتجاجات ضد العسكريين.

وقالت الترويكا المعنية بالسودان، وتضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي إنها "لن تدعم رئيسا للوزراء أو حكومة تعيّن من دون مشاركة مجموعة واسعة من أصحاب الشأن المدنيين"، كما جاء في بيان مشترك.

وقالت الدول الأربع إنها لا تزال تؤمن بالانتقال الديموقراطي في السودان، والذي أُعلن في 2019 عقب تظاهرات حاشدة، لكنها وجهت تحذيرا مبطنا للجيش في حال عدم مضيه قدما في ذلك.

وأضافت أنّه "في غياب تقدّم، سننظر في تسريع الجهود لمحاسبة أولئك الذين يعرقلون العملية الديموقراطية".

ودعت الترويكا والاتحاد الأوروبي لاجراء انتخابات، حدد موعدها وفق برنامج الانتقال الديموقراطي في 2023، وإلى بناء مؤسسات تشريعية وقضائية مستقلة. وجاء في البيان أنّ أيّ "تحرّك أحادي الجانب لتعيين رئيس وزراء جديد وحكومة من شأنه أن يقوض مصداقية تلك المؤسسات ويهدد بإغراق البلاد في نزاع". وأضاف البيان "لتجنب ذلك، نحض بقوة أصحاب الشأن، على الالتزام بحوار فوري بقيادة سودانية يسهله المجتمع المدني لمعالجة تلك المسائل وغيرها من المسائل المرتبطة بالفترة الانتقالية".

وحذّرت دول الغرب مرة أخرى من أسلوب تعاطي الجيش مع التظاهرات في الشارع.

ودعا البيان إلى "حماية حق الشعب السوداني في التجمع سلميا والتعبير عن مطالبه".

بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف إنّ المرحلة الانتقالية في السودان "يجب أن تبقى مرحلة انتقالية يقودها مدنيون، وليس مجرد مرحلة انتقالية يشارك فيها مدنيون".

وحذّر المتحدّث من أنّ الولايات المتحدة تدرس "جميع الخيارات" المتاحة أمامها، في تلويح بإمكانية فرض عقوبات على المجلس العسكري الحاكم.