يترقب ملايين المصريين والعرب، الإعلان عن انطلاق أولى رحلات موسم العمرة هذا العام إلى الأراضى المقدسة، بعد توقف عامين بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وعقب إعلان المملكة العربية السعودية عن عودة رحلات العمرة مع تطبيق الضوابط والإجراءات الاحترازية اللازمة لحماية المعتمرين صحيًا.

الخطوة تأتى ضمن تنسيق مصرى سعودى، لبدء موسم العمرة لهذا العام، عقب افتتاح الملتقى الدولى لشركات الحج والعمرة فى أحد فنادق القاهرة، بمشاركة العديد من الشركات السياحية العاملة بقطاع السياحة الدينية من جميع الدول العربية.

تدقيق فى استيفاء الشركات والفنادق الضوابط.. وشروط خاصة لاختيار مشرف الرحلة

أكد ناصر تركى، عضو اللجنة العليا للحج والعمرة، عضو الجمعية العمومية لغرفة الشركات السياحية، العمل على قدم وساق لإتمام الاستعدادات والإجراءات التنظيمية لسفر المعتمرين بداية من شهر فبراير الموافق لبداية شهر رجب تقريبًا.

وأضاف، لـ«الدستور»، أنه جرى إعلان جميع الضوابط الخاصة بموسم العمرة، وتوثيق العقود بين الجانب المصرى والوكلاء السعوديين، بعد التأكد من قدرة الشركات على تنظيم رحلات العمرة وسفر المعتمرين، على أن تنطلق أولى رحلات مصر للطيران والطيران السعودى فى ٣ فبراير المقبل.

وأوضح «تركى» أن الحكومة المصرية ووزارة السياحة واللجنة العليا للحج والعمرة تعمل على توفير جميع الخدمات للمعتمرين، بهدف الحفاظ على صحتهم فى المقام الأول أثناء أداء الفريضة.

من جهته، قال أحمد إبراهيم، مستشار بوابة العمرة الإلكترونية، إن عملية فرز الشركات الراغبة فى تنظيم برامج العمرة مستمرة بالتزامن مع استمرار تلقى طلبات تسجيل الفنادق، على أن يجرى توثيق عقود تلك الشركات عقب انتهاء الفرز، لتنظيم البرامج وتحديد أسعارها قبل شهر رجب، وإعلان أعداد المعتمرين فى ٢٥ يناير الحالى. وأضاف أن القيادات تعمل جاهدة على الانتهاء من الإجراءات الخاصة بشركات السياحة، ومنها سفر المشرفين على الرحلات، حيث يجرى تسجيلهم وفق ضوابط خاصة حددها الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار.

وأوضح «إبراهيم» أن أهم الاشتراطات التى تضمنتها الضوابط، أن يكون سبق للمشرف على رحلة العمرة، مرافقة مجموعة معتمرين بوصفه مشرفًا للرحلة لمرة واحدة على الأقل، وأن تكون حالته البدنية والصحية جيدة، وتسمح له بمباشرة أعماله المنوطة به على الوجه المطلوب.

السفير السعودى: الالتزام بتعليمات الوقاية يقلل من خطورة «أوميكرون»

قال السفير أسامة بن أحمد النقلى، سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، إن المملكة حريصة على تطبيق أعلى معايير السلامة والوقاية الصحية لحماية ضيوفها المعتمرين من جميع الدول العربية والإسلامية، خاصة مع انتشار المتحور «أوميكرون».وأضاف أن هناك تعاونًا ومناقشات مباشرة مع الجانب المصرى بشأن تقديم جميع الخدمات للمعتمرين المصريين، خلال فترة إقامتهم فى المملكة لأداء الفريضة، وتيسير الإجراءات المتبعة التى أعلنت عنها الدولة لحماية المعتمرين.

ونفى السفير ما تردد من أنباء بشأن وقف برامج ورحلات العمرة؛ بسبب متحور كورونا الجديد، مؤكدًا أن الالتزام بتعليمات الوقاية والتوسع فى تلقى اللقاحات يقلل من المخاطر الصحية. وأكد أن المملكة لن تتخذ أى إجراء باتجاه الغلق، وإعادة فرض القيود على الحركة والسفر إلا فى حال تفاقم الوضع العالمى، وتأكد المخاطر الصحية مثلما حدث مع الموجة الأولى لـ«كورونا».

«شركات السياحة» تحذر من الإعلانات الوهمية: «لم نطرح برامج وننتظر تحديد الرسوم»

قال باسل السيسى، رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، إن الشركات تسعى لتوفيق أوضاعها طبقًا للضوابط المعلنة من قبل وزارة السياحة والآثار لتنظيم رحلات العمرة، لافتًا إلى أن الشركات تواجه صعوبات لكثرة التعقيدات التى تواجهها، وتنتظر بدء الموسم لتعويض خسائرها طوال العامين الماضيين جراء توقف رحلات العمرة.

وأشار «السيسى» إلى أنه بحلول ٢٥ يناير الجارى، سيتم حصر عدد الشركات التى ستنظم موسم العمرة، لافتًا إلى أن الشركات تحدد حاليًا المشرفين الذين يرافقون المعتمرين بعد وضع الضوابط، بحيث يكون لكل شركة مشرف واحد على الأقل. وعن توقيت طرح برامج العمرة للمواطنين، أوضح أن شركات السياحة لا تستطيع طرح البرامج دون الإعلان عن الرسوم، التى ستتحملها الشركات لإجراء مسحة فيروس كورونا للمعتمر، سواء داخل مصر أو فى المملكة العربية السعودية.

وأضاف: «المواطنون يحجزون حاليًا لدى شركات السياحة بناء على علاقة المصداقية بين المواطن والشركة».

من جهتها، قالت إيمان سامى عضو غرفة شركات السياحة، إن هناك حالة من الضبابية فى إجراءات موسم العمرة، مؤكدة أن هناك طلبات كثيرة لدى الشركات من جانب المواطنين والهيئات الرسمية لتنفيذ رحلات العمرة، ولكن الشركات لم تحدد أسعار برامج العمرة؛ لعدم وصول إخطار بالرسوم التى ستدفعها.

وأوضحت «سامى» أن الشركات ملتزمة بتقديم تأمين مؤقت ضمانًا لتنفيذ رحلات العمرة، والالتزام بجميع المسئوليات تجاه المعتمر وأمام وزارة السياحة والآثار، ويتضمن تقديم خطاب ضمان بمبلغ ١٠٠ ألف جنيه لصالح وزارة السياحة والآثار.

وأضافت: «كما يتم تقديم شيك بنكى بقيمة مليون و٩٠٠ ألف جنيه لصالح غرفة شركات ووكالات السفر، وتسترد شركة السياحة مبالغ التأمين بعد نهاية الموسم بشرط عدم وجود أى شكاوى ضد الشركة، وذلك خلال شهر من تنفيذ رحلات العمرة». 

وأوضحت أن الشركات لا تعلم- حتى الآن- عدد التأشيرات، متسائلة: «كيف ستقدم الشركات عرضها إلى النقابات المهنية التى تنفذ رحلاتها مع شركات السياحة والشركات ليس لديها علم بما ستحصل عليه».

وفى سياق قريب، أكد عماد حكيم، مدير أحد الفنادق بالمملكة العربية السعودية، ثبات أسعار الإقامة فى فنادق مكة والمدينة عند ١٠٠ ريال سعودى للفرد فى الليلة خلال موسم العمرة، وأنها أسعار مقاربة للسائد قبل جائحة كورونا.

«الطيران المدنى» تستعد للموسم بخدمات إضافية وتشديد الإجراءات الاحترازية.. وتقديم جميع التسهيلات

كشف اللواء طيار أركان حرب منتصر مناع ميهوب، نائب وزير الطيران المدنى، عن استعدادات منظومة الطيران لقرب انطلاق موسم العمرة، رغم الظروف الصحية الراهنة التى تجتاح العالم فى ظل تفشى المتحور الجديد من فيروس كورونا بمختلف أنحاء العالم. وأوضح أنه تم إصدار تعليمات مشددة لجميع المطارات التى ستقلع منها رحلات العمرة بضرورة تطبيق وتشديد الإجراءات والتدابير الاحترازية والوقائية والصحية على ضيوف بيت الله الحرام قبل الصعود على متن الطائرات لمختلف شركات الطيران المصرية الوطنية والخاصة، فضلًا عن التنسيق الكامل والمستمر على مدار اليوم مع الأجهزة الأمنية والجهات المختصة وإدارات الحجر الصحى والطب الوقائى بالمطارات المصرية. 

وأشار إلى أن منظومة المطارات المصرية تشهد طفرة هائلة من كل النواحى والإمكانيات الهائلة، بشهادة جميع الوفود الأجنبية التى فتشت على شبكة المطارات المصرية خلال الفترة الماضية، فضلًا عن حصول ١١ مطارًا تابعًا لوزارة الطيران المدنى، على شهادة الاعتماد الصحى للسفر الآمن من المجلس الأعلى للمطارات خلال الربع الأول من العام الماضى. 

وأكد حرص وزارة الطيران المدنى على تقديم الخدمات والتسهيلات والتيسيرات اللازمة لضيوف الرحمن خلال فترة موسم العمرة، التى تعتبر فرصة جيدة للغاية للاستعداد لموسم الحج لهذا العام، فى حالة موافقة السلطات الصحية السعودية.

وأضاف، أن انطلاق موسم العمرة، عقب تعليق استغرق أكثر من عام ونصف العام، يعد فرصة لتعويض جزء من الخسائر المالية والاقتصادية التى تعرضت لها منظومة الطيران المدنى المصرى، عقب تفشى جائحة كورونا المستجد فى الربع الأول من العام الماضى. 

وفى السياق، كشفت مصادر بالشركة القابضة لمصر للطيران عن تجهيز أسطول الشركة الوطنية للطيران بجميع الطرازات لنقل ضيوف الرحمن إلى الأراضى الحجازية، فى حالة تحديد موعد انطلاق موسم العمرة الشريفة.

وأضافت المصادر أن شركة مصر للطيران ستحصل على النصيب الأكبر من حجوزات المعتمرين بجميع المحافظات المصرية، وذلك فى ظل التجهيزات الضخمة والإمكانيات الهائلة التى تتميز بها الشركة، فضلًا عن حرصها على تشديد الإجراءات والتدابير الاحترازية والوقائية على كل الرحلات الجوية الدولية والداخلية، وفقًا لتوصيات الاتحاد الدولى للنقل الجوى ومنظمة الصحة العالمية، لضمان سلامة المسافرين وأطقم الطائرات والعاملين بالمطارات، فى ظل الظروف الصحية الصعبة التى تشهدها جميع دول العالم حاليًا. 

وأشارت إلى أن عودة تسيير رحلات العمرة ستسهم بشكل كبير فى تخفيف الأعباء المالية والاقتصادية التى تتعرض لها ميزانية الشركة، فضلًا عن زيادة الإيرادات المالية جراء الحجوزات الكبيرة المتوقعة خلال الأسابيع الأولى من موسم العمرة، مشددة على رغبة المسئولين بمصر للطيران على الخروج بموسم العمرة بشكل يليق بسمعة وإمكانيات الشركة الوطنية فى سوق النقل الجوية العالمية، وبالأخص فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية.