بعد السجال والحملة العنيفة التي شنها الجيش الليبي على الحكومة متهماً إياها بوقف دفع مرتبات آلاف العناصر، وجهت مجموعة من وجهاء وأعيان وشيوخ قبائل الهلال النفطي تحذيرا للحكومة الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
فقد أمهلت تلك المجموعة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية اليوم الجمعة الدبيبة، ووزير المالية خالد المبروك، حتى يوم الأحد القادم لصرف مرتبات القوات المسلحة والأمن الداخلي.
كما خير شيوخ القبائل، في بيان لهم، الحكومة بين سداد المرتبات أو إيقاف تصدير النفط.
وقف مرتبات الجيش
أتى هذا التهديد بعد أن كشف مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش، خالد المحجوب، في بيان مساء أمس الخميس، قطع المرتبات عن القوات المسلحة، معتبرا أن هذا الإجراء من قبل الحكومة "يعني قطع الحياة عن نصف مليون شخص هم عائلات الجنود".
كما أوضح أنه "رغم تدخل ومخاطبة البرلمان واللجنة العسكرية 5+5، إلا أن الدبيبة تلكأ للشهر الرابع على التوالي في صرف مرتبات القوات المسلحة التي أمّنت قوت الليبيين وأعادت ضخه عبر المؤسسة الوطنية للنفط، الجهة المسؤولة عن ذلك، حتى وصل الدخل هذا العام إلى أكثر من 100مليار".
تلاعب وفساد"
إلى ذلك اتهم رئيس الحكومة بالتلاعب والفساد، مشيرا إلى حجج واهية تستر خلفها لعدم تسديد الأموال، قائلا "آخر تحايلات الدبيبة هو عدم وجود رصيد يغطي الصك الصادر بهذا الخصوص".
واعتبر أنه بدلا من أن توجه الحكومة عملها لأداء واجباتها في تحقيق إرادة الليبيين للانتخابات والمصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسات، تقوم بإيقاف مرتبات ينتظرها قرابة نصف مليون مواطن منخرطين بشكل ما في الجيش". وقال المحجوب إن "حكومة الدبيبة صرفت ما يزيد عن 90 مليار دينار في عدة أشهر منهم 20 مليارا على تنمية الفساد بدلاً من تنمية الوطن".
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يشتكي فيها الجيش من إيقاف مرتبات منتسبيه، حيث اتهم في أكتوبر الماضي، رئيس الحكومة بعدم الإفراج عن المرتبات لمدة 3 أشهر، قبل أن يتدخل المبعوث الأممي آنذاك يان كوبيتش والسفير الأميركي ريتشارد نورلاند، ويحل هذا الإشكال.
وغالبا ما يؤازر عدد كبير من القبائل في منطقة الهلال النفطي توجهات الجيش ومطالبه.
