أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة 

في سياق الجدل الكبير الذي رافق "اعتزال" عددا من الفنانين، سواء داخل المغرب أو حتى خارجه، كان آخرهم الفنان الأردني الشاب "أدهم النابلسي"، وما أثير من لغط كبير حول الأسباب الحقيقية التي اضطرتهم إلى مقاطعة عالم "الغناء"، كان لموقع "أخبارنا" حديث خاص مع الفنان التائب إلى الله "محمد رزقي"، الشهير سابقا بـ "الشاب رزقي"، حيث وجهنا إليه عددا من التساؤلات المرتبطة بهذا الموضوع، فكان جوابه على الشكل التالي: 

1- أولا، وانطلاقا من تجربتك، ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت العديد من الفنانين إلى اتخاذ قرار الاعتزال؟

في رأيي أن هؤلاء الفنانين الذين جربوا كل ملذات الدنيا وشهواتها، لم يجدوا تلك السعادة التي كانوا يتخيلونها أو يتوقعونها، فرغم الشهرة والمال  يظل العاصي تحت وطأة القلق والتوتر والخوف، ذلك أنه يعيش صراعا بين الحق الذي يدعوه إلى طاعة الله وبين الباطل الذي زُين له للاستمرار فيه. 

2- كيف كان رد فعلك وأنت تعاين الحملة التي استهدفت الفنان الأردني أدهم النابلسي تزامنا مع إعلانه اعتزال الغناء؟

في الحقيقة لم أفاجأ بتصرف كهذا من مثل هؤلاء الناس، فعلى سبيل المثال، حين تخرج إحدى المغنيات أو الممثلات بلباس فاضح، يقولون إنها حرة تفعل ما تشاء وهذه حرية شخصية، أما إن قررت التوبة إلى الله والالتزام بشرعه حينها يصفونها بالتخلف والرجعية، فالحرية عندهم حرية العري والفجور والإفساد في الأرض لا غير، وهذا ما حدث مع الأخ أدهم نابلسي، زعم هؤلاء الحمقى أنهم  بنشر أغانيه -التي تبرأ منها - أنهم سيزيدون من سيئاته، وجهلوا أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإن التوبة الصادقة يمحو الله بها كل ذنب بل ويبدل السيئات حسنات، وهذا من سعة رحمة الله بعباده وكرمه.  

3- ما الذي يجعل الفنان يفكر دائما يفكر في الاعتزال.. هل هو احساس صريح بأن الغناء حرام؟

نعم أظن أن المغني يعلم في قرارة نفسه أن مهنة الغناء لا يمكن أن تكون حلالا طيبا، خاصة مع ما يصاحبها من محرمات، كالاختلاط وتعاطي الخمور وما إلى ذلك.  

4- هل يسهل على الفنان المعتزل الابتعاد عن أضواء الشهرة والمال وماذا عليه أن يقوم به حتى لا ينكص على عقبيه ويعود إلى عادته القديمة؟

كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول (اللهم لا سهل إلا ماجعلته سهلا ،وانت تجعل الحزن سهلا)، فلا سهل إلا ما سهله الله، والتائب إلى ربه إن كان صادقا في توبته، يسر الله له كل عسير وقرب له كل بعيد، وجعل له من كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية، أما الثبات فمن الله سبحانه، لكن يجب على الإنسان أن يأخذ بأسبابه، ومنها التضرع إلى الله عز وجل، والتقرب إليه بأنواع الطاعات، كالمحافظة على الصلاة والإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى، والابتعاد عن مواطن الفتن واجتناب خطوات الشيطان. 

5- كيف يعيش محمد رزقي بعيدا عن الغناء، وهل انت راض بما قسمه الله لك من رزق غالبا لن يكون مثل ما كنت تراكمه أيام الفن والغناء؟

أنا ولله الحمد والمنة في خير حال، منذ أن من الله علي بترك الغناء، وما رزقني الله خير من ملئ الأرض مما كنت أجنيه من وراء الأغاني (قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ)المائدة 100. 

6- ما هي نصيحتك لكل الفنانين عموما ولمن يفكر في الاعتزال على وجه التحديد؟

أنصح نفسي وإخواني وأخواتي من الفنانين والفنانات، بالتوبة إلى الله والفرار إليه ،فرارا من حياة الضنك إلى الحياة الطيبة، ومن الشقاء إلى السعادة، ومن المعصية إلى الطاعة، أقبلوا على الله حيث الطمأنينة والسكينة، وابشروا بمغفرة الذنوب وستر العيوب، وصلاح الدنيا والآخرة بإذن الله (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ،وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ) الزمر 54/55.