- محمد بحراني
يبدو أن الرسالة التي أرسلها الرئيس الألماني فرانك والتر شتينماير أمس إلى الملك محمد السادس ستنهي أشهرا من الفتور في العلاقات بين البلدين وخلافا ظل عالقا منذ إعلان المملكة تعليق جميع آليات التواصل مع السفارة الألمانية في الرباط والمنظمات الألمانية المانحة مطلع مارس من السنة الفائتة.
وعبرت ألمانيا عن إشادتها بالإصلاحات الواسعة التي تم إطلاقها تحت قيادة الملك محمد السادس، معتبرة مبادرة الحكم الذاتي كـ “أساس جيد” لتسوية قضية الصحراء المغربية، كما عبرت عن امتنانها للانخراط الفعال للملك من أجل عملية السلام بليبيا.
واعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي حفيظ الزهري في حديثة للأيام24 “أن عودة الدفء للعلاقات المغربية الألمانية هو نتاج تغييرات على مستوى القيادة الألمانية حيث يقود حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحكومة الحالية التي حاولت منذ تنصيبها القيام بخطوات سريعة وإيجالية اتجاه المغرب بعد القيام بالعديد من الإستشارات والدراسات لفهم الوضع الجديد والمحوري للمغرب بالمنطقة المتوسطية”.
وأضاف الزهري “أن المملكة مؤثرة وفاعلة في تحديد العلاقات الإستراتيجية ليس فقط بين البلدين بل بين المغرب والإتحاد الأوروبي من جهة ومن جهة ثانية بين الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي وهو ما جعل موازين القوى تختلف عن العهد السابق”.
وأوضح “أن المغرب تشبث بموففه الذي عبرت عنه أعلى سلطة في البلاد جلالة الملك الذي قطع الشك باليقين بأن لا يمكن توقيع أي اتفاق تجاري مع أي دولة أو كيان دون ان يشمل جميع أراضي المملكة”.
وحول الأسباب التي قد تكون وراء الخطوة الألمانية قال حفيظ الزهري “إن الحكومة الألمانية الجديدة تعي جيدا مدى المخاطر المحتملة التي قد تواجهها مصالحها الاقتصادية الإستراتيجية في حالة استمرار خلافها مع المغرب خاصة في مجال محاربة الإرهاب وإنتاج الطاقات المتجددة التي قطع المغرب فيها أشواطا كبيرة وكذا صناعة السيارات خاصة أمام المنافسة الكبيرة حول المواد الأولية في صناعة السيارات الكهربائية التي يتوفر المغرب على أكبر احتياطي للمواد الأولية في هذا المجال”.
وبخصوص ما سيجنيه الطرفان من عودة الدماء إلى شريان العلاقات بينهما قال الزهري “إن العودة إلى علاقات متكافئة بين البلدين سيعطي دفعة كبيرة للمستقبل السياسي والإقتصادي وسيساهم في تعزيز المواقف المغربية على المستوى الدولي وكذا وسط الإتحاد الأوروبي”.
