قال خبير بريطاني في مجال الصحة العامة لوكالة أنباء ((شينخوا)) الصينية ، في مقابلة خاصة إنه عند التطلع إلى عام 2022، ينبغي على العالم أن يتذكر الدروس المستفادة من مكافحة كوفيد-19.

وقال جرايم ميتشل، كبير المحاضرين في معهد الصحة العامة بجامعة جون مورز في ليفربول، إن الدروس تتعلق بكيفية التعامل مع الوباء على الصعيدين الوطني والعالمي.

وحذر من أن حدوث وباء آخر أمر حتمي في المستقبل، وأن "السؤال الكبير هو متى سيكون، وما هو الوباء الذي سيكون عليه".

وأفاد أنه يتعين على العالم التفكير في الافتقار إلى وجود عمل عالمي منسق، مبينا أنه من المخيب للآمال "إننا لم نفكر كسكان عالميين".

وذكر أنه "بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفشي وباء في مارس 2020، فإن الكثير من البلدان بالكاد رصت صفوفها وركزت على سكانها. وهذا أمر مفهوم الآن، ولكن لو تمكنا من التصرف بشكل أكثر تماسكا كمجتمع عالمي، ولو تمكنا من حظر السفر الدولي في وقت أبكر بكثير وتشديد التضييق قليلا، لكان بإمكاننا وقف التفشي بدرجة أكبر من ذلك بكثير".

وأضاف أن "الدول ركزت كثيرا على نفسها".

ولدى إشارته إلى الجهود المتكررة التي تبذلها منظمة الصحة العالمية لدفع الدول المتقدمة لتعزيز تقاسم اللقاحات على الصعيد العالمي، قال ميتشل إنه يدعم بذل جهود عالمية أكبر لتسهيل تقديم التطعيم للسكان في جميع أنحاء العالم.

وأردف ميتشل أنه "من الأنانية تماما أن تعتقد الدول المتقدمة أنها تستطيع طلب اللقاحات، وأن تتمكن تقريبا من السيطرة على اللقاحات وتخزينها لسكانها لأن هذا وباء عالمي".

وأفاد "نحن مجتمع عالمي، نتفاعل مع بعضنا البعض على نطاق أوسع بكثير مما كنا عليه في أيام وباء الإنفلونزا في عام 1919. لذا من قصر النظر الشديد من الدول المتقدمة التفكير في أنها تحتاج فقط إلى حل مشكلتها".

ولدى توقعه أن يكون لمتغير أوميكرون من كوفيد-19 تأثير على الجميع في عام 2022، قال "أعتقد أنه سيكون في وضع يمكن التحكم به بشكل أكبر. وبطبيعة الحال، فإن التحذير الكبير هو أن هذا وباء يؤثر على العالم بأسره".

وذكر أن "الأوبئة لها عمر طويل، ومن ثم ليس من المستغرب أن تمر سنتان، وما زلنا نرى آثار هذا الوباء"، مشيرا إلى "عدد من الموجات حول العالم " فيما يتعلق بآفاق المرض.

ولفت إلى أنه بالمقارنة مع الماضي، يعيش الناس في بيئات حضرية أكثر كثافة سكانية وأقرب مع الحيوانات، وبدؤوا ينتشرون في أجزاء من العالم لم يسبق لأحد أن زارها من قبل، مشيرا إلى هذا التغيير كجزء من مشكلة الوباء الآن.

ولذلك، أفاد أن الوباء المحتمل التالي قد يأتي نتيجة لزحف البشر على مناطق مثل غابات الأمازون المطيرة، ومصادفة أنواع من الأحياء لديها فيروسات لم يصادفها البشر من قبل.

بالإضافة إلى ذلك، شدد ميتشل على أن القرارات المناهضة للوباء يجب أن تتخذ على أساس "الحقائق العلمية" بدلا من تركها للسياسيين "لأنهم يتأثرون بالعديد من العوامل الأخرى".