صدر حديثا عن دار صفصافة للنشر والتوزيع المجموعة القصصية "نادي الغانيات المسنات" للكاتب الجورجي داتو جورجيلادزه، ومن ترجمة الروائية هالة صلاح الصياد.

 تقول الكاتبة والمترجمة هالة صلاح الصياد لـ"الدستور": “في الفترة الأخيرة وعبر دراستي بمختبر الترجمة قمت بترجمة مقال للعالم الانثربولوجي الفنلندي صامولي شيلكه، كان مقالًا حول جائحة كورونا ، بعدها اتفقت مع الناشر محمد البعلي على مشروع الترجمة الأول لي، وكانت تلك المجموعة القصصية المذهلة للكاتب الجورجي داتو جورجيلادزه”.

وتلفت "الصياد" إلى أن "خلال عملية الترجمة قرأت الكثير حول الثقافة الجورجية، وعلى الرغم من أنني احتجت أن أبحث حول الثقافة الجورجية من حيث العادات الخاصة بهم في الأفراح مثلًا والحروب الأهلية التي خاضوها وغير ذلك، إلا أن ذلك لا ينفي أبدًا التشابه الشديد بين الحياة اليومية لديهم والحياة اليومية في مصر.

وتتابع "لقد تمكنت من التواصل تمامًا مع الكاتب خلال تلك القصص الأربعة، العادات الخاصة بهم في الزواج، في حفلة الفرح نفسها، التجنيد، والخيال العظيم الخاص (بشركة الإشاعات المحدودة) والذي هو على الرغم من كونه خيال إلا إنه واقعي بصورة مذهلة.

وتشير الصياد إلى أن "عملية الترجمة كانت عملية ممتعة بحق لأن القصص نفسها حية، أصيلة، حقيقية ونابعة من الحياة. قصص بإمكانك أن تتواصل معها وترى نفسك فيها بسهولة. وما تعلمته بحق خلال ترجمتي لتلك المجموعة، أنه مهما اختلفت ثقافات الشعوب وتنوعت، تظل المشاعر هي الكائن الذي يربط بين البشرية والقصص هي الأداة التي تعكس تلك المشاعر وتجعلنا كبشر نشعر أننا أقل وحدة في ذلك العالم.

وجاء على غلاف المجموعة 

 تتكون هذه المجموعة من أربع قصص شديدة الإمتاع، بأسلوب غاية في الثراء والتنوع، ينطلق فيها الكاتب الجورجي داتو جورجيلادزه من الكوميديا السوداء والتي تفجر الضحك كثيرا في قصة "نادي الغانيات المسنات"، ألى المأساة والفاجعة، وربما أيضا بعض الكوميديا شديدة السوداء في قصة "لا مهرب من خشبة المسرح", ثم قصة "اسم الوردة" والتي يتناول فيها الكتاب اختفاء رفات الكاتب الإيطالي الشهير إمبرتو إيكو. ليطرح  لموضوع بطريقة شديدة الذكاء، ثم انتهاء بقصة "شركة الشائعات المحدودة "ومجتمع سري غامض غريب  يقع فيه البطل بإرادته، ولكن دون أن يعلم ماهو كان مقدما عليه.

داتو جورجيلادزه يتخذ من جورجيا نقطة الانطلاق والوصول، حيث نرى في طرح شديد المهارة والتنوع المجتمع، والثقافة، وحتى السخرية الجورجية نفسها، قصص شديدة الإغراق في مجتمع محلي بعيد، نكتشف مع القراءة والتورط مع الأبطال والأحداث، أنها قصص تنفتح على العالم أجمع  لنرى صورة للإنسان تكاد تتكرر في كل المجتمعات.