دعا الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، المشاركين في الملتقى الوطني حول تجديد المنظومة الصحية إلى إدخال إصلاح عميق على المنظومة الصحية الوطنية و إعداد خارطة طريق جديدة متوازنة ومنصفة تفضي إلى منظومة صحية تستجيب لتطلعات المواطنين في تغطية صحية جيدة وفق المعايير الدولية، واقتراح حلول عملية لأخلقتها وعصرنتها، وأكد أنه بات من الضروري وقف نزيف تحويل المرضى نحو الخارج للعلاج عبر تحسين الخدمات الصحية المقدمة.
انطلقت أمس بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالعاصمة أشغال الملتقى الوطني حول تجديد المنظومة الصحية تحت شعار "رؤية جديدة.. نظام عصري وخدمة المريض"، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وتحت إشراف الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، وبحضور عدد من أعضاء الحكومة وحوالي 700 مشارك من الخبراء والشركاء الاجتماعيين وممثلي المجتمع المدني.
وفي كلمة له خلال الافتتاح اعتبر الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، أن تنظيم هذا الملتقى يرمي إلى تجسيد التزامات رئيس الجمهورية بـ "إدخال إصلاح عميق وشامل يرتكز على مراجعة الخارطة الصحية وتصويبها باعتماد معايير عصرية بناء على تشخيص دقيق ومعطيات موضوعية، وهو يندرج ضمن سلسلة الندوات التي تعكف الحكومة على تنظيمها تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية في إطار ورشات الإصلاحات الهيكلية الكبرى.
وعليه دعا بن عبد الرحمان المشاركين إلى "اقتراح حلول عملية وعملياتية لأخلقة المنظومة الصحية وعصرنة حوكمتها"، كما حث على "إعداد خارطة طريق جديدة متوازنة ومنصفة تفضي إلى منظومة صحية تستجيب لتطلعات المواطنين في تغطية صحية جيدة وفق المعايير الدولية".
كما قال إن المنظومة الصحية مطالبة اليوم بالانخراط في النهج الذي اعتمدته الدولة في عصرنة التسيير العمومي والانتقال إلى تسيير مبني على النتائج، وأكد أن مخرجات الملتقى ستشكل "ورقة طريق عملية سيتم تجسيدها على أرض الواقع"، وذلك بالارتكاز على إجراءات تتعلق بـ "أنسنة القطاع الصحي، تحسين التغطية الصحية للسكان، تعزيز تكوين مهنيي القطاع، الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة والتكفل بالأمراض غير المتنقلة والعمل على تقليل نسبة الوفيات".
وعلى هذا الأساس شدد الوزير الأول وزير المالية على أنه "بات من الضروري إيقاف نزيف تحويل المرضى إلى الخارج للعلاج" وذلك من خلال تحسين نوعية الخدمات الصحية بالاعتماد على الكفاءات البشرية التي يزخر بها القطاع.
ولم يفوّت المناسبة للإشارة إلى تحسن المؤشرات الصحية في بلادنا لكنه قال إنها تبقى غير كافية، ووجه تحية خاصة لكافة مستخدمي الصحة نظير مجابهتهم للأزمة الصحية وترحم على أرواح شهداء الواجب منهم.
أما وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفيسور، أبو بكر بن بوزيد، فقد قال من جانبه إن اللقاء يدخل ضمن تنفيذ أحد أبرز أهداف برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وأن الهدف منه بحث سبل وضع نظام جديد يعتمد على حوكمة فعالة ترتكز على استغلال أنجع للموارد الوطنية المتوفرة سواء كانت بشرية أو مادية، و تعزيز الرأسمال البشري عن طريق تحسين مستوى الخدمات الصحية.
وسيبحث المشاركون في هذا الملتقى الذي يأتي في ظرف صحي عالمي متميز بسبب انتشار جائحة كوفيد 19 بما خلفته من تأثيرات على المنظومات الصحية لجميع دول العالم، مسألة وضع إستراتيجية وطنية لبناء منظومة صحية فعالة ومنصفة وقادرة على تلبية جميع متطلبات الخدمات الصحية لجميع المواطنين أينما كانوا وذلك عبر القيام بتشخيص دقيق للوضع الحالي، واقتراح حلول عملية قابلة للتطبيق.
وستجري أشغال هذا الملتقى الوطني حول تجديد المنظومة الصحية على شكل ورشات عمل عدة تتطرق لمختلف جوانب النظام الصحي الوطني على أن تتوّج بتوصيات تكون بمثابة خارطة طريق لبناء منظومة صحية وطنية جديدة وناجعة.
وسيشرف اليوم رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، على اختتام أشغال الملتقى بقصر الأمم بنادي الصنوبر بحضور أعضاء الحكومة، حيث من المرتقب أن يعطي للمشاركين بعض التوجيهات والتوصيات ويحدد الأهداف التي يجب الوصول إليها للرفع من خدمات القطاع الصحي الوطني وتحصينه، علما أن بناء منظومة صحية وطنية فعّالة كان ضمن الالتزامات الـ 54 الواردة في برنامج السيد تبون.
إ-ب
