علم نفس الأمن


الأمن هو جوهر الحياة البشرية، ولا يمكن أن تستقيم الحياة في غيابه. والمتأمل في أول حياة بشرية عرفها التاريخ، وهي حياة أدم عليه السلام وحواء في الجنة يجد أنها كانت تتم في نطاق من الأمن، وحينما فقد هذا الأمن استحالت حياتهما هناك. يقول جل من قائل: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِه الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (البقرة: 34- 35). فأدم كان يتمتع بتحقيق حاجاته الفسيولوجية من طعام وشراب، وبشعوره بالأمن حيث حذره الله من الشيطان، وحاجاته الاجتماعية والعاطفية حيث توجد زوجته معه. ولكن ما أن نجح الشيطان في غوايتهما حتى فقدا الإحساس بالأمن. قال تعالى: (قُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ). ومع تعقيدات الحياة البشرية وتطورها والحاجة إلى تكوين المجتمعات بدءا من الأسرة إلى الدولة الوطنية اليوم زادت الحاجة إلى الأمن. وقد قسم ماسلو هرمه للاحتياجات الإنسانية إلى الاحتياجات الفسيولوجية، واحتياجات الأمان، والاحتياجات الاجتماعية، والحاجة للتقدير، والحاجة لتحقيق الذات. حيث جاء الأمن في المرتبة الثانية بعد اشباع الحاجات الفسيولوجية. وتضمنت احتياجات الأمان: السلامة الجسدية من العنف والاعتداء، والأمن الوظيفي، وأمن الإيرادات والموارد، والأمن المعنوي والنفسي، والأمن الأسري، والأمن الصحي، وأمن الممتلكات الشخصية ضد الجريمة. لقد أصبح الأمن اليوم حاجة اجتماعية ملحة وأصبح أمن الدولة هو أساس أمن المواطن. ولكي يتحقق هذا الأمن الوطني لابد أن يمتلك المواطن الإحساس بأهميته، وتقدير الدولة على ماتبذله في سبيل تحقيقه، وعدم الالتفات لمن يحاولون التشويش على الإجراءات الأمنية المباركة التي تتخذها المملكة العربية السعودية في سبيل تعزيز أمنها الوطني بكافة أبعاده. فالمملكة يحفظها الله تعمل على كافة الأصعدة لتعزيز الأمن سواء الأمن العسكري، أو الأمن الفكري، أو الأمن الاجتماعي، أو الأمن الغذائي، ...إلخ. وقد وفقت هذه الجهود المباركة في نطاق دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) (البقرة 126).

* نقلا عن "الرياض"

تاريخ الخبر: 2022-01-10 01:18:28
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 91%
الأهمية: 98%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية