مقطع رائع لفيديو مصور بجبال اللوز بمنطقة تبوك لعدد من المواطنين يرقصون رقصة "الدحة" الفولكلورية الشهيرة بمناطق شمال المملكة، تناقلتها العديد من المواقع الإخبارية العالمية ومنها موقع "ABC" المعروف، اعتقد ان هذا التصوير والفرح بسقوط الثلج تكرر وبنفس الطريقة خلال العاميين الماضيين، ليس الجديد تناقل الوسائل الإعلامية لهذه اللقطات الفنية الفولكلورية العفوية بالنسبة لي، ولكن لفت انتباهي التعليق الذي صاحب نشر الموقع الاخباري العالمي لهذه اللقطة المصورة التي لم تتجاوز الدقيقة.
تعليقات السعوديين مثيرة بالفعل، الكل تجاوز نشر موقع عالمي لهذه الاحتفالية والاشارة لمنطقة تبوك وثقافة الاحتفاء بالثلج، والعفوية السعودية وجمال الرقصات، وركز الجميع وبتعليقات نسبتها اكثر من "90%" ان هناك خطأ جسيم وكبير من الموقع في اشارتهم ان اسم الرقصة "الدحة" وليست "الدبكة" كما أشار عنوان الفيديو، هنا إشكالية كبرى في ثقافتنا مع التعامل مع الاخر، نعم مهم التعريف بالاسم الحقيقي للرقصة ولكن ليس بالطريقة التي شاهدتها وكأن الموقع الاخباري العالمي اهان المجتمع، وأشار للدبكة الشهيرة بمناطق الشام واعتبار انه بقصد تجاهل الدحة، وهذه إشكالية كبرى، كان بالإمكان الاحتفالية بهذا الاحتفاء الاخباري بطريقة مختلفة، استغلال الخبر والتعليق عليه بروابط مليئة بالمناظر والتنوع الثقافي السعودي، بدلا من الاكتفاء وبصورة جماعية وغريبة بتصحيح اسم الفولكلور، كان بإمكان وزارة الثقافة ان تستغل هذا الامر وتتبنى التصحيح والتعريف بهذا الفن، لو تعاملوا مع الخبر بذكاء واكثر رسمية، بدلا من العشوائية التي شاهدتها!
لذلك نجد ان من تصدر على سبيل المثال التعليق على اسم الدبكة بحسن نية، تسبب في خلق ثقافة مستمرة عنوانها "التصيد" ووصل البعض لاعتبار ان الامر مقصود، وتناسى هؤلاء جمال ان ينتشر هذا المقطع وهذه الاحتفالية بالثلج ويتصدر اسم تبوك عالميا، رغم امر الثلج ليس هو الخبر الأهم وليس اسم الرقصة، الطريقة بالاحتفالية هي التي صنعت الخبر بعفويتها وجمالها، كان بالإمكان التصحيح من سفارتنا او وزارة الثقافة لو كان هناك ذكاء في استغلال الحدث، وهنا لا الوم التعليقات الكبيرة على التصحيح ولكن كان بالإمكان ان نتعامل مع الخبر من الجانب الإيجابي الآخر، علما ان الموقع أعاد وبتكرار المقطع ولم يهتم بنقاش انها دبكة او دحة لانها ليست القصة الصحفية الوحيدة بهذا المقطع الجميل!
* نقلا عن "الرياض"
