منذ 2014، العام الذي ضمت فيه روسيا شبه جزيرة القرم، تقاتل القوات الأوكرانية انفصاليين موالين للكرملين من أجل استعادة السيطرة على منطقتين متاخمتين لروسيا.
لكن أخيرا، تصاعدت مخاوف من أن موسكو التي حشدت عشرات الآلاف من القوات على جانبها من الحدود، قد تشن هجوما على أوكرانيا.
مرتديا سترة واقية من الرصاص وخوذة عسكرية، يمشي الجندي ميخايلو البالغ (29 عاما) عبر الخنادق في بلدة أفديفكا الواقعة شمال مدينة دونيتسك، معقل الانفصاليين.
وقال ميخايلو "أشك في أن أي شيء سيتغير" موضحا أن المفاوضات السابقة فشلت في إنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من 13 ألف شخص.
يجتمع دبلوماسيون روس وأميركيون في جنيف لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا وقضايا أمنية مع الرئيس فلاديمير بوتين سعيا للحصول على ضمانات بأن حلف شمال الأطلسي لن يتوسع شرقا.
وأوضح ميخايلو حاملا بندقيته لوكالة فرانس برس "أعتقد أن هذه المحادثات لن تزيد الأمور سوءا. أما سياسة بوتين، فهي مسألة أخرى. لن تتغير" مضيفا "إن ضمانات عدم الانضمام (أوكرانيا) إلى حلف شمال الأطلسي لن تردعه لأنه يريد إعادة الاتحاد السوفياتي في إصدار جديد".
"نحن جاهزون"
مع تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن، طلب الغرب من روسيا سحب قواتها.
لكن الكرملين نفى مرارا تخطيطه لغزو أوكرانيا قائلا إن نقل القوات جزء من انتشار روتيني.
من جانبه، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من عواقب وخيمة إذا ما أقدمت روسيا على ذلك.
وتشمل الإجراءات المحتملة، قطع موسكو عن النظام المصرفي العالمي وإلغاء خط أنابيب نورد ستريم 2 الروسي المثير للجدل.
والجمعة، اتهم وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن روسيا "بخداع" العالم من خلال تقديم مطالب. وتعهد أن تركز المحادثات المقبلة على "عدوان موسكو على أوكرانيا".
وقال الجندي دميترو البالغ 29 عاما "إن العدو يطلق باستمرار طلقات استفزازية" مشيرا إلى أن الانفصاليين يستخدمون قذائف هاون ورشاشات.
ولفت ميخايلو من جانبه إلى أنه في الأشهر الأخيرة، نشر الانفصاليون معدات عسكرية "على نطاق أوسع بكثير" من قبل مضيفا "نحن جاهزون. يمكننا صد العدو".
مطالب روسية لحلف شمال الأطلسي
قال بلينكن إن نجاح محادثات فيينا يعود إلى روسيا. وترأس الوفود نائبته ويندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
وقبل محادثات جنيف، أصدرت روسيا مسوّدة مقترحات تهدف إلى الحد من توسع حلف شمال الأطلسي. وتطالب موسكو حلف الأطلسي بعدم قبول أعضاء جدد، كما أنها تريد منع الولايات المتحدة من إنشاء قواعد جديدة في الدول السوفياتية السابقة.
وتتّهم روسيا حلف شمال الأطلسي بعدم التزام تعهده نهاية الحرب الباردة بعدم التوسع شرقا.
وبعد محادثات جنيف، ستلتقي روسيا الأربعاء مع الأعضاء الثلاثين في هذا التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، في أول لقاء من نوعه منذ تموز/يوليو 2019.
وقال ميخايلو "بالمعرفة التي نملكها عن عدونا، أنا متأكد بنسبة 100 في المئة من أن المحادثات لن تكون في صالحنا".
وختم "وحتى لو توصلوا إلى الاتفاق على أمر ما، فإن الاتفاقات مع روسيا ليست سوى حبر على ورق".
© 2022 AFP
