طارق غانم– صحفي متدرب
اندلاع مواجهة مسلحة مباشرة بين المغرب والجزائر أو بمشاركة جبهة البوليساريو، خطر حقيقي قد تحمله سنة 2022 على الجار الشمالي مدريد، ذلك أبرز ما جاء به تقرير المعهد الملكي الإسباني.
ونبه التقرير من خطورة انزلاق الوضع من توتر وقطيعة في العلاقات بين الجزائر والرباط إلى تصعيد عسكري يشعل النار في منطقة شمال أفريقيا.
تواتر التقارير في هذا الشأن حسب خبراء يزيد من غموض الموقف الإسباني، إذ لا يعتد بها وتوضع في الرف بعيدا عن صانع القرار السياسي الذي يتحكم في خيوط السياسية الخارجية.
وأكد رشيد لزرق أستاذ العلوم والقانون الدستوري، أن تقرير المعهد الملكي الإسباني هو توظيف سياسي لورقة التوتر بهدف الابتزاز وتحصين مكتسبات في البلدين معا خاصة في المغرب.
وأضاف المتحدث في اتصال مع “الأيام 24” أن مدريد تعتمد سياسة الهروب وعدم الوضوح خاصة في ما يرتبط بمحاولتها استدامة الصراع الجزائري ومعاداة نظامه للمغرب، للاستفادة سياسيا واقتصاديا بما يتضمن ذلك من رغبة في تحجيم لدور المغرب على المستوى الإقليمي.
وأشار إلى أن فتح ألمانيا صفحة جديدة في علاقتها مع المغرب تعود إلى يساءل الموقف الإسباني في التحرك نحو إصلاح العلاقات مع الرباط، خاصة أن الأخيرة تحظى بعلاقات متميزة مع دول الاتحاد الأوروبي ما يجعل مدريد أشبه بمن يُغرد خارج السرب الأوروبي.
من جانبه اعتبر يونس صبار أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق الدار البيضاء، أن التقرير الصادر من المعهد الملكي في إسبانيا هو “تقرير بصبغة سياسية براغماتية أكثر ما هو تقرير يشرح الوضع القائم بين المغرب والجزائر”.
وأوضح صبار في حديثه مع “الأيام 24 ” أن التقرير هو امتداد لدراسات أخرى، لم تلق سبيلا إلى التطبيق والأجرأة السياسية لها على أرض الواقع، مشيرا إلى أنها دعوات يائسة، بحسب وصفه.
وأشار يونس صبار إلى أن التقرير يعكس العلاقات بين التي تميزت باستقرار مشوب بالحذر الذي سرعان ما يتأثر نتيجة قضايا ذات أبعاد سياسية واقتصادية أبرزها ملف الصحراء المغربية وكلف مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
ويأتي التقرير المذكور في وقت تشهد فيه العلاقات الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب توترا صامت على خلفية استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بهوية جزائرية مزورة وما تلاها من ردود فعل تجلت في سحب المغرب لسفيرته بمدريد وصولا إلى تأكيد الرباط وإسبانيا على تدشين “مرحلة جديدة”، في العلاقات بين البلدين الجارين.
