كلمات نقتل بها أولادنا!

في حياتنا اليومية نتفوه بالكثير من الكلمات عندما نتعامل مع أبنائنا، بعض هذه الكلمات له تأثير السحر في رفع معنوياتهم والبعض الآخر يمكنه أن يدمرهم، فالكلمات أشبه بالأشعة السينية تخترق أي شئ، لذا يجب أن نستخدمها بحرص شديد عندما، وفيي السطور التالية نرصد بعض الكلمات التي يمكنها أن تحطم معنويات أبنائنا من خلال قراءتنا لكتاب "كلمات نقتل بها أولادنا "لجوزيف وكارولين مسينجر:

"أنت غبي" ، "أنتِ متخلفة"، "أنت فاشل" ، "أنت أناني" ، هذه الكلمات تخلق شعورًا قويًا لدى الطفل أو المراهق بأنه منبوذ وتدخله في دائرة من الاستفزاز والتحدي لأهله، وقد يرتكب جنحًا أو جرائم بسبب هذه الكلمات القاتلة خاصة إذا كررها الوالدان على مسامعه،لذا يجب عدم استخدام هذه النوعية من الكلمات لأنها كلمات قاتلة مهما كانت الصعوبات التربوية التي تواجهونها.
" إذا لم تدرس ، لن تجد وظيفة " جملة تقلل من مصداقية الوالدين أمام ابنهم المراهق لأنه يعرف جيدًا ان الدراسة والشهادات لا تبعد شبح البطالة.
"اسرع وأنه طعامك !"، "اسرع سيفوتك الباص !"، "أسرع يجب أن نعود إلى البيت"، عندما نسرع في عمل الأشياء ، لا نهتم بالتفاصيل وننفذ الأمور عادة بشكل سئ ، الوالدان المستعجلان دائمًا هما والدان متوتران مضغوطان ، إذا أردتم أن يحترمكم ولدكم احترموا ايقاع حياته، ولا تفرضوا عليه أبدًا ايقاعكم الخاص، ويعني هذا أنه يجب أن تتكيفوا مع إيقاعه هو .لا أن تجبروه على اللحاق بكم لأن ذلك لا يخلق سوى التوتر .
"ستفهم عندما تصبح كبيرا "، جملة تكبت الفضول الطبيعي لدى الأولاد والبنات، وتعبر عن رفض الآباء والأمهات لكون أولادهم كائنات تتمتع بالذكاء، والأفضل أن تجيب على استفسار ابنك أو ابنتك ولكن بطريقة مبسطة تتناسب مع المرحلة العمرية التي يمر بها.
"آسف ، لكنني لن أقبل بأن تترك غرفتك في مثل هذه الفوضى "، لا تتأسفوا كلما كان لديكم ما توبخون عليه أولادكم ، يمكنكم أن تقولوا " أريدك أن ترتب غرفتك" ، لا تتسأفوا إلا إذا كنتم قد اخطأتم في حقه حتى يفهم فلسفة الاعتذار ومتى يعتذر .
"ستضيع لعبتك إن أخدتها معك المدرسة" ، "سيسرقونها منك"، هذه الكلمات تولد لدى الطفل الشعور بعد الأمان فيزيد من تعلقه بلعبته أو دميته المفضلة، والأفضل أن تطلب منه أن يضع لعبته في مكان محدد بحيث لا يضيعها أبدًا .
"احتمال أن تذهب إلى عيد الميلاد، النادي ، زيارة عمك" ، لا يصح أن تقول لابنك أو ابنتك احتمال أن تذهب لمكان ما ، و أنت الشخص الوحيد الذي سيقرر ذهابه أو عدم ذهابه، إذا كنت تريد أن تصطحبه اصطحبه، وإن لم تكن تريد ذلك لا تصحبه معك.
"ابنتى لا تفعل سوى الحماقات" ، "ماذا فعلت لكي يكون لدي ابن بهذا الغباء" ،"هذا ابني الوحيد ، لقد فعلت كل شئ من أجله لكنه يسبب لي الكثير من المشاكل" ، إذا كان ابنكم او ابنتكم ولدًا وحيدًا ، لا تعتبروه كلوحة خالدة لرسام عظيم ، "فاللوحة" ستتبدل ذات يوم وسيكون المستقبل مخيبًا للآمال.
"أحبك بالفستان أكثر من البنطلون"، "لا أحبك عندما يزيد وزنك"، يجب عدم ربط الحب بالمظهر ولكن يمكنك أن تقولى لابنتك "الفستان لائق عليك أكثر "، " زيادة الوزن تقلل الأناقة" .
إذا كنت لا ترغب أن يشاهد ابنك فيلم رعب أو أن بالفيلم مشاهد يجب ألا يراها ، فلا تقولوا له هذا ليس للأولاد، ولكن يمكنكم أن تقولوا " لا أريدك أن تشاهد هذا الفيلم حتى لا تنتابك الكوابيس " ، برروا الخطر كونوا واضحين مهما يكن مستوى فهمه أو سنة.
إذا كان لديكم طفل يعاني من الحركة والنشاط الزائد ولا يتوقف عن لمس كل شئ ،فهناك بعض الظروف الحياتية والاجتماعية التي تساعد على ذلك مثل النقص المتراكم في النوم ، عدم الشعور بالأمان الناتج عن عدم اتفاق الوالدين، وقد يعبر عن حاجته إلى جذب الانتباه إلى غياب صورة الأب ، هناك حل لهذه الحالة المرضية هو الإبداع من خلال توجيه طاقة الطفل الفوضوية إلى نشاطات موسيقية أو المسرح أو الرسم . الرياضة ليست حلًا هنا لأنها تشمل قواعد لا يستطيع الطفل التقيد بها، يمكن للطفل أن يعبر عن نفسه بحرية في الرسم مثلًا حتى وإن اضطررتم للتضحية بغرفة من البيت ليتمكن من التحرر من الانفعالات التي تسكنه.
"سوف يتوجب عليك أن تذاكر بجدية "، التسويف خطأكبير، وهذه الرسالة لا تشجع الولد بل تقيده لأنها تعني أن الأم تريد أن يبذل ابنها الجهد والوقت اللازمين في دراسته والام لا تنوي إطلاقا مساعدة ابنها.

نصائح تربوية:

امتنعوا عن تهديد أولادكم بالتوقف عن حبهم بهدف معاقبتهم حتى وإن كان ذلك من باب المزاح.
افتحوا أذنيكم جيدًا عندما يتحدث ولدكم إليكم ، فالكلمات التي تتجاوز حدود شفتيه موجهة إليكم فقط، تلقوها بكل الانتباه والاهتمام الذي تستحقه.
علموا أولادكم كيف يحمون أنفسهم، عندما نعلم الطفل الإصغاء إلى وأخذ مشاعره بعين الاعتبار ، نعلمه أن يحمي نفسه، كما أنه من الضروري أن نعلم أولادنا بأن الجميع ليسوا بالضرورة لطفاء.
الأطفال جميعًا يحتاجون إلى العناق والاحتضان من أهلهم وافتقاد الأولاد للاحساس بالحب من والديهم يجعل منهم شخصيات سادية أو بذور لإرهابيين أو مرضى نفسيين خاصة إذا تزامن ذلك مع كرة الوالدين لبعضهم البعض.
تتوقف النتائج المدرسية بدرجة كبيرة على الوقت الذي يكرسه الأهل لأولادهم والجهد الذي يبذلونه في سبيلهم وعلى انفتاحهم على حوار حقيقي معهم.
طفلك الصغير يلح للحصول على شئ معين وهذا الشئ خطر عليه كسكينة أو قطاعة ورق ولا يتوقف عن الإحاح كيف تتصرف في هذه الحالة قل له "لا، لن أعطيها لك ، لأن ذلك خطر عليك .. حتى وإن اضطررتم إلى تكرار الشئ نفسه 30 مرة، قد ينتابه الغضب الشديد لأنه لم يحصل على ما يريد أو لأكم تعكرون مزاجة لكن سلطتكم تبقى سليمة وكاملة ولن يحتاج ولدكم بعض ذلك إلى معارضتكم لتحدي سلطتكم ،لأنه سيكون قد فهم حدوده.
الغضب ليس شعورا سلبيًا ، لا تشعروا بالذنب كلما خرجتم عن طوركم لأن ولدكم أثار أعصابكم وافقدكم الصبر فرد فعلكم شرعي تمامًا في النهاية أنتم بشر .
استخدام النفي في توجيه الأولاد له نتائج سلبية، عندما تقول لابنك "لا أشك في أنك تستطيع أن تفوز " تعادل "أشك في أنك تستطيع أن تفوز " ولكن يمكنك أن تستبدلها بعبارة لطيفة "أنا متأكد من أنك قادر على الفوز، ستفعل ما باستطاعتك فعله المهم أن تتسلى وليس بالضرورة أن تربح" فأنت متأكد من فوزه طالما بذل أقصى جهده ولكن إذا لم يفز فتلك ليست نهاية ا لعالم.

الكلمات يمكنها أن تغير وجه الحياه. فعندما تتوالى فترات النهار على الأم مصحوبة بالتصادمات والمعارضة العنيفة والغضب والدموع ، فإن حياتها اليومية تصبح شديدة الوطأ ويبدو دورها كأم بغيضًا ، فمن الأجدى والأنفع لنا أن نراجع كلامنا ونعدله، وبغض النظر عن تحسين فهمنا لأنفسنا وللآخرين تساهم الكلمات في جعلنا نشعر بالراحة مع أنفسنا وبالراحة في دورنا كأهل، والأهل الذين يشعرون بالراحة مع أنفسهم يربون أولادًا كذلك لأن نجاح أولادكم رهن بكلماتكم.