«التحول الرقمى ما بعد الجائحة».. كيف ساهمت كورونا فى تسريع وتيرة التطور التكنولوجى؟

لليوم الثاني نجحت جلسات منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، في لفت الأنظار إلى مدينة شرم الشيخ، اليوم الثلاثاء، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وخلال فعاليات اليوم، شارك عدد من المتحدثين والشباب المشاركين في طاولة مستديرة بعنوان "مستقبل التكنولوجيا والتحول الرقمي ما بعد الجائحة"، بمشاركة قائمة تضم نخبة من المتحدثين وهم: د. عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكيفين فراي، الرئيس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة "جيل بلا حدود"، وفيليب وانج، نائب الرئيس التنفيذي لشركة هواوي لشمال إفريقيا، ودينا أيمن، مديرة البرامج الفنية في بشركة مايكروسوفت، ومعتز عطا الله، أستاذ صناعة المواد المتقدمة في جامعة برمنجهام، وتارا هوبكنز، رئيسة السياسات العامة في شركة إنستجرام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط.

هذا بالإضافة إلى مشاركة كل من موجان أصغري، مؤسس منصة "Thousand Eyes on Me" والشريك المؤسس في منصة "Women in AI"، وأناهيتا مقدم – مؤسس شركة "Neural Being"، وعايشة خانا، الرئيس التنفيذي لشركة "ADDO" للذكاء الاصطناعي، وبريان بوسير رائد أعمال وتقني إفريقي والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "HydeoIQ".

بدأت الفعاليات بعرض فيلم تسجيلي عن التطور التكنولوجي، وكيف ساهمت جائحة كورونا في تسريع وتيرة التطور التكنولوجي، حيث ازداد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والكثير من التطبيقات الرقمية، واستطاعت الدول من خلال التكنولوجيا تقديم الرعاية الصحية للمصابين وكذلك تتبع ومتابعة والمخالطين، كما أن التكنولوجيا أثرت على التعليم والصحة أثناء الجائحة.

ناقش المشاركون في المائدة المستديرة رؤيتهم لمستقبل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودورها في التغلب على التحديات المختلفة خاصة في مرحلة ما بعد الجائحة في قطاعات التعليم والصحة، إلى جانب تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وشبكات الجيل الخامس والسادس وتطبيقاتها في مختلف المجالات.

وخلال كلمته، أكد د. عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على دور التكنولوجيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مسلطًا الضوء على الشراكات الاستراتيجية التي تقيمها مصر لتعزيز التحول الرقمي، وذلك في ضوء خطة الدولة الاستراتيجية رؤية مصر 2030.

كما أشار إلى أن الهدف الأهم من أهداف التنمية المستدامة هو القضاء على الفقر؛ لو نظرنا على قدرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نجد أن كل ما تعكسه هذه التكنولوجيا هو قادر على مواجهة الفقر، وفيما يتعلق بالتعليم الجيد كأحد أهداف التنمية المُستدامة، فقد ساهمت الحائجة في تسريع الخطى نحو ما يسمى بالتعليم الهجين الذي مكن أعدادًا أكبر من الاستفادة من نفس الموارد المتاحة.

وتابع "طلعت": حفزت الجائحة فكرة تلقى التعليم عن بُعد وكذلك ظهور المنصات التعليمية الرقمية، مشيرًا إلى أن هناك خطة متكاملة مع 27  جامعة مصرية لتحويلها إلى جامعات رقمية، فضلًا عن تجهيز البنية التحتية لما يقرب من 2600 مدرسة بتكنولوجيا الألياف الضوئية لتمكينها من استخدام التكنولوجيا في مجال التعليم، كما ينسحب ذلك على توفير العمل اللائق الذي يُعد هو الآخر هدفًا من أهداف التنمية المستدامة، خاصة أنه مرتبط بالفجوة المهنية؛ حيث ستُتاح حوالي من 600 مليون لمليار وظيفة حول العالم بحلول عام 2030، ولن يتمكن من المنافسة والحصول عليها إلا الذين لديهم إلمام بتكنولوجيا المعلومات.

وأفاد وزير الاتصالات بأن مصر مُهتمة بالتنمية البشرية والتدريب، حيث ضاعفت الحكومة المصرية خلال الثلاث سنوات الماضية موازنة التدريب حتى زادت بنسبة تقرب إلى 22 ضعفًا، وتصاعدت من 52 مليون جنيه عام 2017 إلى ما يزيد عن المليار في العام الحالي، كما قدمت الحكومة المصرية 100 ألف فرصة تدريب للشباب من خلال مبادرة مستقبلنا رقمي باستخدام التعليم الهجين.

وخلال كلمته تحدث فيليب وانج، نائب الرئيس التنفيذي لشركة هواوي - شمال إفريقيا، حيث عرض رؤية الشركة لمستقبل التكنولوجيا والبنية التحتية وتأثيراتها على التحول الرقمي والتنمية المستدامة في إفريقيا والدول النامية، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجه التحول الرقمي في مرحلة ما بعد الجائحة، والعوامل المؤثرة في تشكيل المستقبل الرقمي في إفريقيا، والتي تأتي البنية التحتية على رأسها، كما استعرض إمكانيات القارة الإفريقية وطرق استغلالها في سبيل تحقيق التحول الرقمي في بلدانها وتمكينها رقميًا.

وفي سياق متصل، استعرضت دينا أيمن، مدير البرنامج الفني بشركة مايكروسوفت، والمدرس بمعهد نيوجيرسي للتكنولوجيا، والتي أوضحت أن الأبحاث أفادت بأن ما يقرب من 53٪ من قادة الأعمال يرون أن الطلبة لا يحصلون على تعليم كافٍ من التكنولوجيا في المدارس. لذا، لا بد من تدريب الطلاب وكذلك المعلمين على استخدام التكنولوجيا وهذا ما احتجنا إليه وبشدة أثناء الجائحة.

وأشارت "دينا أيمن" إلى أن الهدف ليس أن نخلق جيلًا مستهلكًا فقط التكنولوجيا، بل أن نخلق جيلًا مبدعًا قادرًا على عمل أبحاث مبتكرة، ومن ثم ينبغي عمل نظام تعليم يحتوي على موضوعات عن الذكاء الاصطناعي والروبوت وغيرها من التطبيقات الرقمية والتكنولوجية، لذلك لا بد من توفير برامج حكومية لتعليم التكنولوجيا لغير القادرين، وحث شركات القطاع الخاص على عمل شراكات مع المدارس والجامعات لتدريب الشباب والطلاب.

فهناك رغبة في خلق تكنولوجيا متنوعة وشاملة حول العالم للجميع، وهناك أمل في أن يحدث هناك تغير لدى جميع الأوساط حول طبيعة الأعمال وأن يتم التحرر من فكرة أن هناك أعمالًا ذكورية وأخرى أنثوية.

وأجمع المتحدثون، على أهمية استخدام التكنولوجيا لتقوية البنية التحتية، حيث إن ضعف البنية التحتية يؤدي لمشكلات مركبة منها ارتفاع تكلفة بعض الموارد الحيوية، وهو ما يؤدي إلى تضخم أسعار الغذاء والسكن، وتضاؤل فرص استثمار القطاع الخاص، خاصة في دول إفريقيا التي تعاني من تسارع النمو السكني وندرة بعض الموارد الحيوية.

وفى ختام الجلسة، اتفق المتحدثون على أن جميع مكونات النظام البيئي الرقمي مهمة جدًا بالنســبة للاقتصاديات الناميــة، وخصوصًا في دول القارة الإفريقية، وبالتالي أهمية إدراك أن التحول الرقمي والتطبيقات التكنولوجية الناجــحة ستؤدى إلـى أربـاح في العديــد مـن القطاعــات الاقتصادية، فضلًا عن تحقيق الاستفادة القصوى من استخدام الموارد المتاحة وتعظيم الإنتاج.

الجدير بالذكر، أن الفيلم التسجيلي الذي تم عرضه من إعداد وإنتاج فريق الإنتاج الفني التابعة للجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم، حيث شاركت في التعليق الصوتي متطوعةً الدكتورة ميرفت أبوعوف. ويدور الفيلم حول فكرة أن جائحة فيروس كورونا كانت بمثابة المسرِّع لدخول العالم في خضم الثورة الصناعية الرابعة، وذلك في ظل تطور التقنيات التكنولوجية؛ مثل الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي، وإنترنت الأشياء، والبيج داتا، وشبكات الجيل الخامس الذي شهده العقد الماضي. يمكن مشاهدة الفيلم من خلال الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=MySxMyMXFLA .

منتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي. وقد انطلق المنتدى عبر ثلاث نسخ في الأعوام الماضية 2017 و2018 و2019. ويهدف المنتدى إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم. وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.

تاريخ الخبر: 2022-01-11 21:25:40
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:14
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية