في دراسته البحثية بعنوان (النقل البري في المملكة العربية السعودية) تحدث الدكتور زهير عبدالله حسين مكي، الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية ـ جامعة أم القرى، عن مساحة المملكة وتنوع سطحها بين صحاري واسعة وجبال شاهقة ووديان عميقة وسهول منبسطة، وبين أن من أهداف بحثه "إعطاء الجغرافي بصفة خاصة والقارئ بصفة عامة فكرة عن نشأة وتطور وخصائص النقل بالطرق البرية والنقل بخطوط الأنابيب والنقل في الأسلاك بالمملكة العربية السعودية، والتعريف بالوضع الحالي لشبكات النقل البري"، متناولا تنظيم إنشاء الطرق، وبروز وزارة المواصلات ثم إلغاؤها، ثم إعادة تأسيسها، مبتدئا بالحديث عن نشأة " مصلحة الأشغال العامة والمعادن التي كانت تابعة لوزارة المالية، وكان من مهامها تولي كل ما يتعلق بالأشغال العامة بما في ذلك الطرق، وعندما أعيد تنظيم وزارات الدولة ومصالحها في العام 1372هــ (1953م) جمعت الدوائر والمصالح والمديريات ذات الأعمال المتجانسة في وزارات قائمة بذاتها، وبذلك أصبحت في المملكة وزارة للمواصلات تشرف على كل ماله صلة بقطاع المواصلات"، غير أن الوزارة ألغيت كما يقول الباحث عام 1374هــ (1955م)، "وأنشئت في وزارة المالية وكالة لشؤون المواصلات"، ثم "أعيد تشكيل وزارات الدولة ومؤسساتها فأصبحت هناك وزارة للبرق والبريد والهاتف، ومؤسسة عامة للموانئ تضطلع بأعمال وتشغيل وإدارة الموانئ، وأصبحت وزارة المواصلات مسئولة عن إنشاء وصيانة وتشغيل الطرق والجسور، وفي عام 1397هــ (1977م) أنشأت وزارة المواصلات وكالتين إحداهما للطرق والأخرى للنقل باستثناء النقل الجوي".

وتناول الباحث تطور الطرق البرية والتي قسمها إلى قسمين، طرق معبدة، وبين أنها تصنف إلى قسمين، الأول: يمثل "الطرق الرئيسية وهي الطرق التي تربط بين مدن المملكة المهمة، والثاني: "الطرق الثانوية وهي الطرق التي تربط المدن المتوسطة الحجم بشبكة الطرق الرئيسية"، متحدثا عن الطرق السريعة ومنها طريق مكة المكرمة ــ جدة السريع، وطريق مكة المكرمة ــ المدينة المنورة السريع الذي بلغ طوله من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة 420 كيلو مترا وإلى جدة 369 كيلو مترا، وطريق الدمام ــ الرياض السريع، وطريق الرياض ــ سدير ــ القصيم السريع، وطريق الرياض ــ الطائف السريع، وطريق القصيم ــ المدينة المنورة ــ ينبع ــ رابغ ــ ثول السريع، مبينا الآثار الإيجابية لهذه الطرق والمتمثلة في الآثار العمرانية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والدينية التي ساهمت في سرعة وسلامة وصول حجاج بيت الله الحرام لمدن الحج.

وأشار الباحث إلى العوامل الجغرافية المؤثرة في النقل البري بالمملكة، وتحدث عن النقل بواسطة الأنابيب كواسطة نقلية في المملكة برزت مع اكتشاف البترول بكميات تجارية عام 1357هــ (1938م) بهدف استخدام الأنابيب في ربط حقول الإنتاج بمراكز التجمع ومعامل التكرير.

ولم يغفل الدكتور زهير مكي في بحثه الحديث عن النقل الكهربائي، والنقل المعلق (التلفريك)، إذ أفرد لهما مساحة خاصة تناولت لمحات تاريخية عنهما، مختتما دراسته بعدة توصيات، مقترحا " إقامة جسر بري بين المملكة العربية السعودية والدول العربية في قارة أفريقيا وذلك لزيادة الترابط بينهم وتحقيق الآتي: تسهيل حركة الحجاج والمعتمرين والزوار للأراضي المقدسة، وتنشيط حركة السياحة والتجارة البينية وتعزيز الروابط الأخوية والثقافية، وتحقيق توازن في استخدام وسائل النقل البري والبحري والجوي.