* في الخريطة البيئية المائية المناخية للمملكة، التي اقترحتها، وحددت ملامحها في أربع شرائح طولية من الجنوب إلى شمال، حيث تحتل الشريحة الأكبر مساحة كل مناطق الصخور الرسوبية، إضافة إلى ثلثي منطقة الدرع العربي الشرقية، بمساحة تغطي حوالي (1.87) مليون كيلو متر مربع من مساحة المملكة البالغة (2.15) مليون كيلو متر مربع. تحتل الشرائح الثلاث الأخرى بقية المساحة، وتقع جميعها في مساحة الدرع العربي، وتشكل حوالي ثلث مساحته، ويعول عليها لتغذية المياه الجوفية بشكل طبيعي.
* الشريط المطير الإستراتيجي هو الشريحة الأقل مساحة، ويبدأ من مشارف قمم جبال الحجاز والسراة المطلة على سهول تهامة، ويتمدد إلى الداخل بعرض (10) كيلو مترات. لكنه الأهم حاليًا. هو القلب النابض لتغذية المياه الجوفية. ويمكن زيادة عرضه وتوسعته بغرس المزيد من الأشجار وبكثافة عالية، لزيادة مساحة البيئة الممطرة وتهيئتها لنزول المزيد من الأمطار سنويا، وذلك من مساحة الشريحة الثالثة.
* الخارطة قابلة للتعديل والتحديث والتطوير، وفقا لحقائق تحركات الماء على سطح أرضنا وداخلها وفي سمائها. أيضًا وفق تضاريس البيئة الجغرافية والحقائق المناخية بعوامل الطقس المتعددة.
* قدمت هذه الخارطة بناءً على المعلومات العلمية المتاحة لشخصي. وظفتها لتحقيق إنقاذ المستقبل من العطش، كغاية نهائية لشخصي، لضمان موثوقية المياه الجوفية، لمستقبل مائي غير مؤكد. علينا أن نعمل ونوظف الحقائق الطبيعية التي سخّرها الله منفعة ومصلحة وبتوازن يضمن استدامتها.
* من أهداف هذه الخريطة توضيح أنه من الضروري المحافظة على درجات حرارة مناسبة من البرودة للبيئة الممطرة. أي منع ارتفاع درجة حرارة هذا الشريط حتى بفرض قوة النظام والقانون.
* هناك طرق كثيرة للمحافظة على درجات الحرارة في شروطها المناسبة لاستحلاب السحب. من أهمها وأكثرها كفاءة تعطيل التوسعات العمرانية والتنموية داخل هذا الشريط. أيضا زيادة كثافة الغطاء النباتي، والزراعة المستدامة. وتحقيق المحافظة على تربة هذا الشريط المطير، بطرق منها بناء المدرجات، سواء لزراعة الغابات والتشجير، أو بهدف الزراعة.
* بناء المدرجات مشروع بدأ قبل ألفي عام. شواهده التراثية قائمة في عموم مناطق هذا الشريط الممطر. وبعضها تهدم وانجرفت تربته بشكل نهائي.
* تأخذ البرودة مداها على قمم الجبال المطلة على سهول تهامة مباشرة، ثم تنخفض بالتدريج شرقًا. هذا الشريط المطير هو موطن السحب في المملكة. ويتعاظم وجودها في سماء المناطق الأكثر برودة من هذا الشريط الممطر. ثم تتلاشى هذه السحب كلما اتجهنا شرقًا، حيث تبدأ درجة الحرارة بالارتفاع ثم تختفي السحب نهائيًا مع نهاية شريحة المنطقة المطيرة.
* إن فهم الطبيعة الجغرافية والمناخية لكل نطاق من هذه النطاقات الأربعة يُعد أساسًا للاقتناع بما طُرح من حل لإنقاذ مستقبلنا من العطش. وقد وضعت نطاق مساحة المستطيل الثاني الجغرافية محورًا لبقية مساحات النطاقات الثلاثة الأخرى. تعتمد مساحات النطاقات الأخرى على إمداداته من المياه، وذلك عن شماله ويمينه.
* أكرر، هذا النطاق الثاني هو الخزان الإستراتيجي لتغذية المياه الجوفية وتنميتها في جميع مساحات النطاقات الجغرافية الثلاثة الأخرى.
* تكمن أهمية هذه التقسيمات الجغرافية (النطاقات، المناطق) في وضع حلول جذرية إستراتيجية لمشكلة ندرة الماء في المملكة. وضعتها اعتمادًا على القراءة البيئية لحركة مياه الأمطار. فحركة الماء بحاجة إلى منطقة جغرافية مناسبة تحقق شروط نزول المطر. وقد شبّهت هذه المنطقة المطيرة بالمطار الذي يستقبل الطائرات. كلما زادت مساحته زادت قدرته على استقبال أكبر الطائرات، وأيضا مهما وصل عددها وتنوعها.
* كل ما علينا فِعله هو جعل مساحة النطاق الثاني الجغرافي المطير أكثر تهيئة لنزول أكبر كمية من الأمطار، وذلك بواسطة زيادة كثافة الغطاء النباتي، والمحافظة على غاباته التاريخية المعمّرة وحمايتها وتنميتها. ويستمر الحديث بعنوان آخر.
twitter@DrAlghamdiMH
