أجلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمرة الثالثة، محاكمة جاسوس إيراني، وسط مخاوف من استخدام القضية كورقة مساومة في المفاوضات النووية مع طهران.
وأكدت وزارة العدل لصحيفة "واشنطن فري بيكون"، الثلاثاء، أن محاكمة كافيه لطف الله أفراسيابي ستؤجل مرة أخرى. وتم اتهام المواطن الإيراني والمقيم الدائم في الولايات المتحدة العام الماضي بالعمل كوكيل أجنبي للنظام الإيراني.
هذا وكانت المحاكمة التي كان من المقرر أن تمضي قدمًا في يناير تم تأجيلها مرتين العام الماضي بناء على طلب أفراسيابي، مما أثار مخاوف الجمهوريين من أن إدارة بايدن تسمح بالتأخير لاسترضاء إيران أثناء تفاوضها على اتفاق نووي جديد.
محاكمة خلال 30 يوماً
بدورها، اتهمت جماعة إيرانيون أميركيون من أجل الحرية، وهي جماعة تعارض النظام الإيراني، وزارة العدل التابعة لبايدن "بتأجيل قضية يمكن الفوز بها بوضوح ضد عميل معروف في طهران".
وقالت في بيان قدمته للصحيفة: "يجب أن يشعر جميع الأميركيين بقلق عميق بشأن هذه التطورات الأخيرة"، مضيفة "نأمل ألا يتدخل وزير الخارجية أنطوني بلينكن والمبعوث الخاص لإيران روبرت مالي في وزارة العدل نيابة عن أفراسيابي".
وطالبت المجموعة أن تبدأ المحاكمة في غضون الثلاثين يومًا القادمة.
تراجع للخلف
من جهته، قال النائب الجمهوري جيف فان درو الذي كان يقود جهود الكونغرس للضغط على وزارة العدل للمضي قدمًا في قضية أفراسيابي، إن إدارة بايدن تتراجع للخلف لاستيعاب الجاسوس الإيراني المتهم.
كما أضاف: "يجب على وزارة العدل أن تتوقف عن الاستسلام لأهواء أفراسيابي، الذي تدخل في شؤون الولايات المتحدة باعتباره عميلاً أجنبياً غير مسجل". وتابع "يجب أن نرسل رسالة قوية إلى إيران وخصومنا مفادها أن ديمقراطيتنا لا يمكن ولن يتم تقويضها، ويجب اتخاذ الإجراءات اللازمة وتحقيق العدالة".
انتحل شخصية أكاديمي
يشار إلى أن أفراسيابي اتهم في كانون الثاني (يناير) 2021 بنشر دعاية للنظام الإيراني بينما انتحل شخصية أكاديمي محايد. وأثناء عمله كمساهم في منشورات وصحف تتحدث عن السياسة الخارجية ذات الميول اليسارية، زُعم أن أفراسيابي كان "يتصرف ويتآمر كوكيل غير مسجل لحكومة جمهورية إيران الإسلامية".
ووفقًا للائحة الاتهام، ظهرت كتاباته في منشورات منها نيويورك تايمز، وبوسطن غلوب، وواشنطن بوست، ومجلة نيشن، بالإضافة إلى العديد من المجلات الأكاديمية.
نشر نفوذ إيران في واشنطن
ويُنظر إلى لائحة الاتهام على أنها دليل على أن إيران تنشر نفوذها في واشنطن العاصمة، حتى بدون علاقات رسمية مع الولايات المتحدة.
ويُزعم أن أفراسيابي روّج لنفسه كأكاديمي بينما كان "يعمل سراً من قبل الحكومة الإيرانية ويتقاضى رواتب من الدبلوماسيين الإيرانيين" المتمركزين في الأمم المتحدة.
كما تلقى ما يقرب من 265 ألف دولار من المسؤولين الإيرانيين منذ عام 2007، ويتلقى أيضًا تأمينًا صحيًا من خلال بعثة إيران لدى الأمم المتحدة.