تعد قناة أم جرسان التي تقع في حرّة خيبر شمال منطقة المدينة المنورة ،معلماً طبيعياً وسياحيًا مهمًا، لما تتميز به من طقس مناسب خلال العام، وتركيب جيولوجي فريد، جعل منها مقصداً للسياح، والمستكشفين، والباحثين والهواة والمتنزهين على مستوى العالم.

ويمتد طول هذه القناة حوالي 1500 متر، ويبلغ أقصى ارتفاعها 12 متراً، وعرضها 45 متراً، وتحيط بها العديد من الفوهات والجبال البركانية العالية المتميزة بصخورها المتنوعة، ومن ذلك جبل القدر، والأبيض، والبيضاء، والعثمور، والعاقر، والمرتزة والمشوية وغيرها.

وأوضح الخبير الجيولوجي البروفيسور عبدالعزيز ابن لعبون، أن قناة أم جرسان عبارة قناة أنبوبية بركانية طويلة تحت سطح الأرض، تميل من الشرق باتجاه الغرب، متعددة الفتحات، تتوزع بداخلها العديد من الأنفاق والأخاديد الضيقة والواسعة، ويتدلى من سقفها متدليات من البازلت الأسود وكذلك القليل من الكالسايت الأبيض، وتستقبل القناة من خلال فتحاتها مياه السيول وتجري من خلالها المياه وتتجمع بداخلها الرمال، والغبار، والطين المترسب على شكل طبقات، وتنمو في داخلها بعض النباتات والأشجار، والقناة باردة في الصيف ودافئة في الشتاء وهذا ما يجعلها مقصدًا للبشر والحيوانات.

وأشار البروفيسور ابن لعبون إلى أن القناة تعود لفترة قديمة، حيث عُثر على آثار خلفها الإنسان القديم على هيئة أدوات حجرية، وكتابات ورسوم على صخور القناة، بالإضافة إلى عظام وجماجم وأحافير دُرست بتقنية الكربون المشع يصل عمرها إلى حوالي 7000 سنة.

وأضاف ابن لعبون بأن الجهات المختصة تعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة بمشاركة عدد من الباحثين والمختصين في الدراسات الجيولوجية، والحيوية والبيئية، والآثار، لدراسة هذه الظاهرة الطبيعية والمحافظة عليها وتهيئتها للاستثمار سياحياً، لتزايد الإقبال عليها .